المحامي موسى سمحان الشيخ
قام المشروع الصهيوني منذ البداية على أسس عنصرية امبريالية وهمية هذه السمات السرطانية رافقت الكيان الغاصب منذ نشوئه وحتى هذه اللحظة، تاريخه الأسود يشهد بذلك من خلال اقتلاع الفلسطينين واستمرار التنكيل بهم بالاضافة لحروبه المستمرة ضد العرب، ومؤخرا سن وشرع مئات القوانين العنصرية التي تفوح منها رائحة الفاشية والاستعلاء والغطرسة دولة الكيان بكلمة دولة مارقه وفوق القانون وأسس ارتكازها وقوتها الوهمية التي ستزول تدريجيا هو ذراعها العسكري المسنود دوما وابدا بدعم غربي تتسيده أمريكا وبضعف عربي مستشر فاق الوصف في المدة الأخيرة، أمام هذا كله ومعه ومن خلاله نقول بأن صراعنا مع كيان العدو صراع وجود لا صراع حدود ، نحن أو هم ، نعم يبحثون عن أرض اسرائيل الكاملة مسلحين بصفقة القرن البائسة .
أخيرا وليس اخرا كشرت دولة الكيان الغاصب عن أنيابها حينما سنت قانونها الاخير أعني قانون الدولة القومية المستند لجعل الفصل العنصري دستوريا بامتياز مشرعا ومؤكدا ودون مواربة حق الاستيطان المطلق واستدعاء التهجير لكل يهود العالم مع اسقاط حق العودة للفلسطينيين باختصار شديد قانون القومية يعتبر فلسطين التاريخية كل فلسطين من النهر الى البحر وطنا لليهود "حصرا" حيث حصل القانون على أغلبية 62 نائبا من كل الاتلاف ومعارض 55 نائبا من كتل المعارضة الأربعة، بينما وقف كامل النواب العرب الثلاثة عشر ضد القانون جملة وتفصيلا وقاموا بتمزيقه صارخين دولة الابرتهايد وسيكون لهذا القانون تداعيات شتى على مختلف الاصعدة وإن كان سيرتد في نهاية المطاف ضد الكيان الغاصب، فكيان يسير عكس اتجاه التاريخ ويحمل في طياته شتى التناقضات لا يمكن أن يعمر الى ما لا نهاية.
قانون القومية والذي جعل حق تقرير المصير "حكرا" لليهود يعني في المحصلة نفي حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني الذي مضى على نضاله اكثر من قرن دون أن يفرط شعبيا بأي من ثوابت قضيته، هذا القانون المعيب من ساسة لرأسه كما يقول الفلسطينيون بالعاميه الدارجة لم يذكر كلمة الديمقراطية أو المساواة مرة واحدة مع أنه كان يتغنى بأنه الدولة الوحيدة الديمقراطية في الشرق الأوسط، مساحة امتداده صراحة وضمنا وكقانون نازي واسعة جدا (إن دولة اسرائيل لا تنتمي لجميع مواطنيها وأكثر من 20% ليسوا يهودا هذا عدا عن الغائه اللغة العربية لغة السكان الاصليين والذين يعادل تعدادهم في فلسطين التاريخية اكثر من عدد الصهاينة) مطالب القانون وسيئاته سواء على صعيد القضية الفلسطينية ككل وعلى صعيد عرب الـ 48 وحتى على صعيد المحاكم والقضاء الصهيوني ذاته أكثر مما تعد أو تحصى، رسالة مزدوجة للفلسطينيين والعالم والصهاينة: كفوا تماما عن الحديث في موضوع الدولتين ، فلسطين لنا وحدنا كيهود.