زاوية عبدالله العظم
انتفض النواب وشاطوا غضبا عند سماعهم ببوادر من دولة النسور في فتح باب الحوار مع قيادات ورموز الاسلاميين وتفضيلهم عليهم وتخييرهم في توليهم لحقائب وزارية ومن وجهة نظرهم فهم محقين بذلك لأن الحركة متزمتة واتخذت من المقاطعة منهجا لها في مسرب الحياة السياسية على الساحة الاردنية ومن اختار المقاطعة يواجه بمثلها حتى ان كان ذلك على سبيل المجاملة او الاسترضاء او على سبيل اسكات الالسنة او غيرها. من ادوات اللعبة السياسية التي يجيدها النسور الذي يسعى لأن لا يكون على الساحة عزلا سياسيا ما بين السلطة التي تتربع على رأسها وما بين الجهات الاخرى والمقصود فيها المعارضة. وانه ومن وجهة النظر العامة ومن خلال التجربة الواضحة لمواقف الاسلاميين فتبدوا القرارات جلية والاجوبة جاهزة في حال طرق ابوابهم للتحاور حول توزيع المناصب الوزارية وهذا ما يشجع دولة الرئيس المكلف في ان يكسب عليهم امام الرأي العام ولكن ماذا لو قبل الاسلاميين بالعرض المقدم في تقليد المناصب. ربما يرى البعض ان ذلك مستحيل تطبيقه وربما يرى اخرين ان ذلك سيخرج البلد من الأزمة السياسية ويخفف من وطأة الشارع والمعارضة ولكن الامر لا يبدو سهلا ولا يجد قبولا لدى مجلس النواب وتخرج الاسود من طور المناورة السياسية الى طور المغامرة وينقلب المجلس على نفسه ويخرج النسور من حساباته، وقف ثلثي النواب او اكثر في الجانب المعادي للنسور منددين بحكومته قبل دخولها لنيل الثقة. فحفيظة النواب اثيرت في وقت يحاول فيه النسور اقناع الكتل بتشكيلة حكومته المقبلة وفي الوقت الذي يطالب به البعض منهم بحقائب وزارية ويحلم بحكومة برلمانية ساهموا في تأسيسها منذ لحظة قبولهم بالمشاركة ومساهمتهم فيها ويعتبر ذلك التوجه ورقة مجازفة لا اكثر ولا اقل من دولة النسور حتى وان رفض الاسلاميين عرضه وبقوا على موقفهم فإن المجلس سيبقى متحاملا عليه دون الاخذ بأية اعتبارات سياسية غمز اليها الرئيس المكلف.