بقلم : عبد الله محمد القاق
في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات الاردنية ــ السعودية تناميا وتطورا ورغبة اكيدة في تجسيد التعاون المشترك بين البلدين عبر القيادتين الحكيمتين من خلال التشاور والتفاهم والتنسيق المشترك حيال الاوضاع العربية الراهنة، خاصة بعد ثورات الربيع العربي، تخرج بعض الصحف العربية او المواقع الالكترونية بتصريحات وبحملات اعلامية هدفها تشويه بل الاساءة لهذه العلاقات التي كانت وما زالت على الدوام علاقات ثابتة وطيبة هدفها تجسيد التعاون الاخوي البناء.
ولعل التصريحات التي ادلى بها المسؤولون السعوديون ومنهم وزير الاعلام السعودي وسفير المملكة العربية السعودية في الاردن الشيخ فهد عبد المحسن الزيد وكذلك وزير الثقافة وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال سميح المعايطة حول هذه العلاقات تؤكد عمقها وزيادتها.. خاصة وان المملكة العربية السعودية تلعب دورا رياديا وبارزا من اجل دعم الاردن اقتصاديا وتفعيل تواجده داخل مجلس التعاون الخليجي نظرا لما يتمتع به من امن وامان واستقرار وطمأنينة.. فضلا عن السياسة الحكيمة التي تنتهجها القيادة الاردنية حيال مختلف القضايا الراهنة وخاصة القضية الفلسطينية والازمة السورية ومواجهة الارهاب ودعم الفلسطينيين في هذه الظروف المأساوية التي تعيشها الاراضي الفلسطينية من حصار شديد وممارسات قمعية على الاسرى وتهويد للمقدسات الاسلامية وطمس معالمها التاريخية والحضارية.
ان محاولة الاساءة لهذه العلاقات الاردنية ــ السعودية عن طريق التلميح او التصريح بوجود ضغوط سعودية على الاردن لتغيير مواقفها حيال بعض الاحداث ليس صحيحا.. ولا يمكن القبول به لا سيما وان علاقات الاخوة والتواصل بين البلدين الشقيقين تنمو وتطرد وتزدهر باستمرار.. بما يحقق مصالح البلدين، ورؤاهما المشتركة متطابقة ازاء مختلف القضايا الاقليمية والعربية والدولية وبالذات قضايا العالم العربي حيث يتسم البلدان بعلاقات مميزة في خدمة القضايا الراهنة والدفاع عن الحقوق العربية وعن سماحة العقيدة الاسلامية.
فاذا كانت هذه السياسة الاخوية الاردنية ــ السعودية متطابقة كما ابلغني الدبلوماسي المرموق السفير السعودي بالاردن الشيخ فهد الزيد امس فكيف يمكن ان تكون هناك ضغوطات سعودية على الاردن؟ فهذا التعاون الاخوي البناء والذي نشهده في تطور وتصاعد ملموس في تاريخ العلاقات الاردنية ــ السعودية سيسهم دون شك لجهة توطيد وتدعيم اركان هذه العلاقات وتعزيز مساهمات البلدين في خدمة قضايا الامن والسلام والاستقرار في المنطقة ويضع حدا للازمة السورية المتفاقمة والتي تلقي بظلالها المأساوية ليس على الاردن فحسب وانما على المنطقة العربية بأكملها.. هذا التعاون الاخوي المشترك بين السعودية والاردن كما قال الوزير المعايطة يجيء بصورة ثابتة نظرا لما يتمتع به البلدان من حكمة بفضل منهجية القيادتين الحكيمتين ومن سمعة دولية طيبة ومن مصداقية رسختها سياسات الوسطية والاعتدال والواقعية بصورة جعلت الاردن والسعودية قوة عربية مؤثرة في السياسات الدولية وقادرة على شرح عدالة القضايا العربية والاسلامية والدفاع عنها واستقطاب الرأي العام الدولي لدعمها، فهذه العلاقات التي يحاول البعض ايجاد شرخ فيها عن طريق اطلاق التهم جزافاً تتميز بنموها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي خاصة وان المملكة العربية السعودية تعتبر الشريك التجاري الاول للاردن بفضل ارتفاع الصادرات الاردنية الى السعودية وحصول الاردن على النفط مباشرة منها وتقديم السعودية دعماً للخزينة بمبلغ 200 مليون دولار بالاضافة الى مشاريع استثمارية جديدة فاقت النصف مليار دولار، وغير ذلك من تعاون ايجابي وبناء، فهذا التعاون القائم بدون أية ضغوطات شكل فرصة للاطلاع والتعرف إلى بيئة ومناخات الاردن الاستثمارية باعتبارها ساحة جذب للاستثمارات السعودية في ظل ما يشهده الاردن من امن واستقرار ووجود البيئة التشريعية العصرية والبنية السياسية والمناطق الحرة والمدن الصناعية اضافة لما يتمتع به الاردن من مميزات من خلال اتفاقات التجارة الحرة مع الولايات المتحدة والاتحاد الاوربي ودول رابطة إفتا وسنغافورة وغيرها. وفي ضوء هذه السياسة وفي غمرة هذه العلاقات الاخوية والمتينة فانها كما قال السفير فهد ــ تتمتع بخصوصية وبودية متميزة واخوة وحسن جوار تجلت من خلال الاهتمامات المشتركة للقيادتين الحكيمتين لصالح شعبيهما وامتهما الاسلامية والمصالح المتبادلة وحافظت على تلك الروابط الاخوية المميزة بالتواصل والتعاون والتنسيق المستمر والذي اسهم بشكل مباشر في تبادل الخبرات والمنافع والاحترام المتبادل والرؤية الواحدة بأن تكون كل منهما عمقاً استراتيجياً للاخرى. ولعل الايضاحات والمواقف التي صدرت عن قيادتي الاردن والسعودية حول عمق العلاقات الاردنية السعودية والتعاون الوثيق بين البلدين في مختلف المجالات خير رد على ما يحاول البعض تعكير صفو هذه العلاقات التي تزداد رسوخاً وتقدماً وتطوراً بعيداً عن أية ضغوط او املاءات سعودية او غيرها، وصولاً الى تحقيق الاهداف المرجوة باستكشاف المزيد من الفرص لتجسيد التعاون وتبادل المعلومات والخبرات لترسيخ ما نرنو اليه من تقدم وازدهار المنطقة وتحقيق آمال الشعبين الشقيقين نحو الرفعة والأمن والأمان وتحقيق التعامل الاقتصادي العربي لمواجهة التكتلات الاقتصادية العالمية والازمات الخانقة التي تواجه امتنا العربية في المرحلة الراهنة.