عبدالله العظم
بحسب ما يتوارد من انباء حول اسراب الجراد الزاحف نحو الاردن، ان الجهات المسؤولة تتهيأ بعدتها وعتادها لمواجهة هذه الحالة، وبالطبع فإن وزارة الزراعة اتخذت بحسب ما تدعي ونحن نؤكد قولها كافة التدابير اللازمة وقد تستعين بطائرات قصف المبيدات الفتاكة قبل تفشي الجراد الزاحف نحو المزروعات والبساتين بسرعة ثلاثين عقدة او اكثر بالساعة ولكن الاردنيون ومن وجهة نظرهم المحبطة يتصورون المشهد بطريقة مختلفة، اذ لا يرون ان هناك شيئا امام اسراب الجراد ليلتهمه وهذا التعبير يقع ضمن الصورة المختلفة حيث ان المراد منه ان هناك جرادا اخر قد التهم كل شيء من مقدرات الوطن وما هي الا التنهيدة والحزن الذي انتاب الاردنيون على ما نهب وسلب ودخل بطون الفاسدين والحرامية والسراقين ونذكر بالماضي تأهب الاردنيون وحالة الهستيريا التي تنتابهم عند سماعهم خبر قدوم الجراد، وصلواتهم ودعواتهم المتصلة وغير المنقطعة، وتضرعهم الى الله بأن يكف عنهم بلاء الجراد المتبوع لاحقا بايام العجاف والحقد على الجراد والبحث عن وسائل فتكه قبل ان يأكل ما لديهم »من الاخضر واليابس«. ونتساءل في هذه الاثناء عن غياب تلك الصورة وتلك المشاهد لحالة الرعب التي كان يعيشها المواطن و»يشطح« بعيدا نحو الجراد الاخر الذي يتمثل بالانسان، والذي هو اكثر عبثا وفسادا، واشر من اسراب الجراد نفسه، حينما عاث بالارض فسادا دون رادع ودون ضمير ودونما اجراءات تحوطية كما هي اجراءات قرع اجراس الخطر عند المسؤولين والتحضيرات الدفاعية من مبيدات وآليات وقوى بشرية تتأهب للتصدي لهذا الجراد القادم، وتركهم للجراد الساكن فينا منذ عقود. كما ونتساءل في القول من الذي اوصل المواطن الاردني الى هذه الحالة من عدم المبالاة لكارثة الجراد.