حمد الحجاوي
من المفهوم والواضح ان الشعب اذا اراد شيئا سيحققه بنجاح خاصة عندما يكون محمودا لدى جميع شرائح المجتمع وعلى الصعيد الداخلي والخارجي، هكذا صمم اهالي قرية بلعين في الضفة الغربية ان يطبقوا هذه الحكمة الصائبة ونجحوا، فمنذ سنوات بدأ اهل القرية الابطال في مكافحة قادة الصهاينة الاشرار مطالبين بحقهم الشرعي في استرداد حوالي 1500 دونم قد اختلسوها، بالاضافة الى احتجاجهم على بناء الجدار الفاصل على اطراف قريتهم، فنظموا انفسهم على مدار ايام الجمعة لثمان سنوات بمسيرات احتجاجية وسلمية ويشاركهم بذلك اسرائيليون واجانب من عدة دول غير عربية حتى انهم تمكنوا من اعادة اراضيهم وعن طريق محكمة اسرائيلية، هذا ما دعا لان تسجل اهل بلعين اسمها في تاريخ لا يمكن غض النظر عنه لانه سجل على دسكات قلوب احرار الامة العربية والعالمية، يا لهذا الفخر من سجل مشرف. لذلك احيا اهل بلعين والسلطة الفلسطينية وجميع الفصائل الفلسطينية ذكرى احتجاج ومسيرات اهل بلعين حتى عمت الضفة الغربية وقطاع غزة متناسين خلافاتهم القاسية موحدين صفوفهم ورأيهم في انجاح هذه الذكرى الطيبة التي لم يبق بقعة على وجه المعمورة الا وسمعت باسم بلعين ونجاح تحالفهم وتصميمهم لاستعادة 1500 دونم من اراضيهم المسلوبة ظلما وبهتانا، ان هذا الاحتجاج ولد في ذكراه مسيرات تنعش القلب تضامنا مع الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الغاشم، لهذا نقول جميعنا ان الشعب الفلسطيني لن يظل عن الطريق وانه حي وفاعل بما اوتي من قوة ليرد الظلم الواقع عليه رغم غض الطرف من كثير من قادة الامة العربية ودول العالم ذات المصلحة مع كيان فاجر، وهذا ما دفع بأن يصلي نحو 600 فلسطيني في اراضي محافظة سلفيت ضد تجريف اراضي من مستوطنة يرقان القريب منها، بالاضافة الى مسيرات في جميع مدن وقرى فلسطين مع ان قادة الكيان لم يكفوا بلاءهم حيث انهم قاموا بشق طريق من وسط قرية بيت صفافا ليخدم مستوطنة جيلو المجاورة لقريتهم، يا لجمال توحيد الصف. ويقيم قادة الكيان هذه الايام ماراثونا اطلقوا عليه اسم »ماراثون القدس« الذي يلاقي كل المعارضة والابتعاد عنه، لأن قادة الاهل جميعا حثوا العدائين والداعمين الى مقاطعة ماراثون القدس 2013، معللين بأن الاشتراك فيه يحمل انطباعا بقبول احتلال كيان صهيوني وضمه غير القانوني للجزء الشرقي من القدس، ومن يتابع يجد بان رئيس وزراء الكيان »النتن ياهو« قرر تأجيل نشر طلبات العروض لبناء وحدات استيطانية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وذلك حتى نهاية زيارة الرئيس الامريكي »المسلم الكاثوليكي« باراك اوباما ما بين 20 و 22 اذار 2013م، مصرحا بان هذا مجرد تعليق وليس تجميد لقراره، وان الهدف منه فقط »عدم احراج« القادة السياسيين اثناء زيارة »المسلم الكاثوليكي« المنطقة، كما حصل في اذار 2010م، خلال زيارة نائبه جو بايدن، الذي خلق ازمة حادة بين امريكا والكيان، بمعنى ان »النتن ياهو« سيمارس هواياته بعد مغادرة »المسلم الكاثوليكي« المنطقة، يا للهول، من متى ان الام تغضب على طفلها الرضيع، ان بلعين التي ادخلها اهلها التاريخ من اوسع ابوابه امر نتمناه على قادة الاهل ان يقتدون به لعل الله يغير هذا الحال باحسن حال.