الشاهد - قال ان ثقة المواطن مهزوزة بمؤسسات الدولة فهناك ازمة ادارة غير مسبوقة
لم تتخذ الاحزاب موقفا واضحا وقويا من مشروع قانون ضريبة الدخل
نسعى في نقابة المهندسين الزراعيين للاستفادة من العقول المبدعة لمواجهة التحديات
هدفنا جعل المهندس الزراعي صانعا لفرصة عمل
ادين لجماعة الاخوان المسلمين رغم مغادرتي المربع التنظيمي للجماعة
ربى العطار
ينحدر من اسرة مزارعة تقيم في قرية المريجمة التابعة لمدينة مادبا لواء ذيبان، درس في الجامعة الاردنية تحديدا في كلية الزراعة، عمل بعد تخرجه في وزارة الزراعة كمرشد ثم تدرج بعمله واصبح رئيس قسم متابعة وتقييم ثم مدير مشروع اراضي بالمشاركة وبعد ذلك عمل كمستشار في الوزارة.
كما عمل في القطاع الخاص كمدير تنفيذي لمجموعة القوافل الصناعية والتجارية، ورئيسا لمجلس ادارة شركة (acT) ورئيسا لجمعية الاخاء الاردني السوداني ورئيسا لجمعية الصداقة الاردنية القبرصية وعضوا في الاردن اولا ولجنة الحوار الوطني وعضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي حتى الان.
هذا بالاضافة الى عمله النقابي فاصبح نقيبا للمهندسين الزراعيين لعدة دورات، ورئيسا لمجلس النقباء للعديد من الدورات ورئيسا لاتحاد المهندسين الزراعيين العرب لاكثر من دورة.
انه نقيب المهندسين الزراعيين المهندس عبدالهادي الفلاحات الذي اطلع الشاهد خلال المقابلة التالية على عدة مواضيع خاصة بحياته وعمله ورأيه في بعض القضايا الحساسة.
* حدثنا في البداية عن عائلتك وهل هناك مبادىء وقيم معينة حرصت ان تغرسها بهم؟
- متزوج واكرمني الله بولدين من الذكور وابنتين من الاناث، ابني الاكبر يدرس ويعمل في الصين وابني الثاني يدرس في هنغاريا، وابنتي تدرس قانون في جامعة العلوم الاسلامية، وابنتي الصغرى ما زالت في مرحلة المدرسة.
حرصت ان اغرس في نفوس ابنائي انحيازهم لوطنهم وانتماءهم الحقيقي له، وانتماءهم للقيم السامية وهي قيم الحرية والعدالة فالمواطن الحر هو القادر ان يبني وطنه وهو الذي يستطيع ان يدافع عن وطنه في الملمات واذا تعرض لاي خطر من الاخطار.
وعلينا ان لا ننسى اننا جزء من الامة العظيمة العربية والاسلامية فعلينا الانحياز لقضايا امتنا والقيم الانسانية التي جاءت في الاسلام والتعاطي مع انسانية الانسان بعيدا عن الاعتبارات الاخرى.
* هل اتخذت قرارا ثم ندمت عليه؟
- حتى هذه اللحظة لم اتخذ قرارا وندمت عليه فيما بعد، اخذ دائما بالاسباب ولدي قناعة ويقين ان الله لا يختار لي الا الخير والحمد لله اكرمني الله بنعم كثيرة جدا.
* من الشخص الذي تستشيره وتثق برأيه؟
- لا شك ان لدي العديد من الاصدقاء والذين اثق برأيهم واستشيرهم، كذلك اسرتي هي شريك بقراراتي في كثير من المحطات.
* هل هناك شخص تعتبره بانه هو صاحب الفضل عليك؟
- بعد الله عز وجل والدتي رحمها الله وشقيقي ابو الوليد كان لهما اثر ودور كبير فيما ا نا فيه.
* لو كان معك باقة ورد فلمن ستهدي هذه الباقة؟
- لو كانت والدتي على قيد الحياة لاهديتها هذه الباقة، وسأهدي هذه الباقة لزوجتي رفيقة دربي.
* اجمل هدية حصلت عليها؟
- افضل هدية كانت بالنسبة لي هي دعاء والدتي رحمها الله، وبعد ذلك تكريم الجامعة الاردنية لي باعتباري احد الخريجين.
* سبق لك وان انضممت لتيار او حزب معين وما هو رأيك بالعمل الحزبي في الاردن؟
- كنت احد اعضاء جماعة الاخوان المسلمين خلال فترات سابقة، ولم انتمي لاي حزب سياسي حتى حزب جبهة العمل الاسلامي لم اكن عضوا فيه وانا ادين لجماعة الاخوان المسلمين وان غادرت المربع التنظيمي للجماعة.
اما بالنسبة للاحزاب في الاردن فلم يعط العمل الحزبي الفرصة الكافية ان يكون حاضرا في الساحة الوطنية الاردنية وبالتالي ضعف دور الاحزاب في الحياة السياسية له اسباب موضوعية واسباب غير موضوعية.
بالنسبة للاسباب الموضوعية فلم تتح الدولة للاحزاب البيئة المناسبة فما زالت حملة التشكيك يأتي حزب قائم وما زال التضييق على بعض الحزبيين قائما عليه وعلى اسرته في موضوع التوظيف وتقلد المناصب العليا.
اما بالنسبة للاسباب الغير موضوعية هي الصورة النمطية التي ترسخت في عقل المواطن الاردني عن الاحزاب السياسية، وللاسف الاحزاب لم تستطيع ان تكون نموذجا في جلها بحيث تكون بيئة جاذبة للشباب، فما زالت بعض الاحزاب تبدأ بامين عام وتنتهي بنفس الامين العام.
فللأسف دور الاحزاب تراجع ولم تستطيع بعد عام 1989 من خلال برامجها واشخاصها وطروحاتها ان تجذب انصارا جددا لعملها السياسي الا بحدود قليلة.
واليوم نحن نعاني من قانون ضريبة مجحف ولم ار حزبا واحدا يعلن موقفا واضحا وقويا ضد هذا القانون، وانحيازهم لمصالح الناس كان متأخرا ومجاملا الى حد كبير.
* ما هي نقطة ضعفك؟
- غالبا لدي نسبة لا بأس بها من العاطفة والبعض يعتبرها نقطة ضعف، فلا استطيع ان ارى شخصا مظلوما او سيدة لا تستطيع تأمين قوت ابنائها، او رب اسرة لا يستطيع ان يلبي الحد الادنى لمتطلبات اسرته، ولا استطيع ان ارى رجلا كبيرا في السن تنزل من عينيه دمعة.
* ما الذي يشغل بالك حاليا؟
- نحن نعيش في ازمة ادارة غير مسبوقة ومؤسسات الدولة ليست في الصورة التي نتمناها كمواطنين اردنيين، فالثقة مهزوزة في الكثير من مؤسسات الدولة والواقع الاقتصادي الذي نعيشه قد يكون سببا في كثير من الازمات التي وقعت فيها كثير من الدول.
ومن القضايا التي تزعجني غياب العدالة في كثير من المواقع، وأومن انه عندما يسود العدل حتى في اسوأ الظروف تكون الناس مطمئنة عن رضا ان تقدم واجباتها.
الاردن في السابق كانت تقدم الخدمات الادارية لكثير من الدول لكن اليوم وللاسف تراجعنا في هذا الجانب وعلى المستوى الخارجي يؤلمني ما يحدث بفلسطين وسوريا وباقي الدول العربية، والدماء التي تراق والكرامة التي انتهكت ولا بد لهذا الكابوس ان ينتهي لكن للاسف الفعل العربي غائب.
* ما هي ابرز التحديات التي تواجهها نقابة المهندسين الزراعيين؟
- لدينا تحديات كما هو اي قطاع آخر، ومن ابرزها البطالة، وهدفنا جعل المهندس الزراعي صانعا لفرصة عمل، وبنفس الوقت نسعى لفتح افاق جديدة لفرص العمل في مثل هذه المؤسسات وغيرها لكن هذه الاجراءات حتى نستطيع القيام بها بالشكل الصحيح يجب مراجعة السياسة التعليمية بالتعاون مع التعليم العالي مرورا بموضوع التدريب والتأهيل الذي تمارسه النقابة، وانتهاء بفتح افاق لفرص عمل من خلال ايجاد منافذ تمويلية وبناء شراكات مع بعض المؤسسات وتفعيل الكثير من الانظمة التي صدرت في الفترة الماضية منها نظام مزاولة المهنة، التحدي الثاني الذي نواجهه في النقابة متعلق بصناديق التقاعد والاستثمارات نحن نعي ان الدولة تعاني في الفترة الحالية من الركود الاقتصادي، لكننا نعقد الامل على العقلية الابداعية للزملاء ونحن بصدد تشكيل لجنة استثمار خاصة ومعنيين ان نصنع من هذه التحديات فرص استثمارية نعزز فيها موجودات هذه الصناديق ونقدم خدمات من ارض الواقع للزملاء والزميلات.
علينا ان نوازن بين الزملاء المتقاعدين وحقوقهم وبين الزملاء الذين سيتقاعدون قريبا ومع الزملاء الجدد الذين انتسبوا للصندوق، فهذه المعادلة الاكثر اهمية بالنسبة لنا وهي كيف يشعر كل زميل ان مستقبله آمن، واسأل الله ان يعيننا عليه لكن علينا ان نستفيد من عقول الزملاء في مجال الاستثمار والمجالات العلمية والنقابية حتى نستطيع مواجهة التحديات الكبيرة.
* كيف تنظر لمستقبل القطاع الزراعي في الاردن؟
- القطاع الزراعي يمر بعقبات كبيرة جزء منه له بعد اقليمي وجزء محلي ، بالنسبة للبعد الاقليمي كانت هناك اسواق تقليدية اصبحت مغلقة الان بسبب الواقع الاقليمي وما تمر به هذه الدول منها سوريا والعراق وبعض دول الخليج وهذا الامر اثر بشكل كبير على الواقع الزراعي في الاردن.
وبالنسبة للاسباب المحلية الداخلية هي بسبب ما قامت به الحكومة في السنتين الماضيتين وموضوع العمالة والذي يحظى بنسبة كبيرة من كلف الانتاج، والضرائب التي فرضت على القطاع الزراعي، اضافة الى موضوع المياه والطاقة.
هذا الهم لا تستطيع ان تهتم به نقابة المهندسين الزراعيين فقط ولا جمعيات القطاع الزراعي، لا بد من شركاء فعالينه ومؤثرين واعتقد ان من اهم الشركاء هم الاعلام فله دور كبير في صناعة الرأي العام المخلص للوطن واتمنى من خلال موقعي هذا ان استطيع ان اقدم الشريحة التي امثلها وان تنهض بالقطاع الزراعي ليتجاوز هذه المرحلة.