الشاهد -
ملفات قضاء
طمعتا بثروته فكان نصيبه القتل والحرق
نظيره السيد
اسند مدعي عام محكمة الجنايات الكبرى تهمتي القتل والسرقة للفتاتين اللتين قتلتا رجلا مسنا وخادمته ، وأضرمتا النار داخل شقته في محاولة لاخفاء معالم الجريمة التي هزت الرأي العام.
وتواجه الشقيقتان عقوبة الإعدام شنقا حتى الموت في حال ثبوت التهم المسندة لهما من قبل النيابة العامة.
وفي تفاصيل الحادثة تبين أن القاتلتين هما شقيقتان ، وانهما تسكنان لوحدهما في مدينة عمان /الجبيهة وذلك في شقة صغيرة ستوديو مفروشة ، وأنهما دأبتا على العمل في المنازل كعاملات تنظيف بأجور يومية، ونتيجة دخولهما عدة منازل واطلاعهما على رغد العيش لدى بعض ساكني تلك المنازل فقد تولدت لديهما الرغبة في الحصول على الكثير من المال بأي طريقة كانت سواء أكان ذلك بالسرقة أو بقتل مالكي هذه الأموال وسرقتها.
القاتلتان قامتا بتحميل كتاب الكتروني على هاتف احداهما يتضمن تدريبا لقارئيه على قواعد وأسس السيطرة على الأشخاص خلال الكلام او الافعال كما تبين أيضا ان المشتكى عليهما سعتا حثيثا للحصول على كاميرا خفية يتم التحكم بها لاسلكيا وذلك لغايات تنفيذ مخططاتهما الاجرامية ، إلا انهما ولسبب حظر ذلك النوع من الكاميرات لم تتمكنا من الحصول عليها ،ومن ثم بدأت المشتكى عليهما بالترتيب والإعداد لارتكاب جرائمهما حيث نشرا بين عدة نسوة بأنهما تعملان في تنظيف المنازل ،وكانتا تحاولان اختيار ضحاياهم من كبار السن او الذين يبدو عليهم شيء من الثراء ،وتبين من خلال تسجيلات صوتية فيما بين المشتكى عليهما ان خطتهما في تنفيذ جرائمهما تكمن في قيام احداهما بعرض نفسها كعاملة تنظيف على بعض الأشخاص وبهذه الطريقة ، تقوم بالدخول الى المنزل وكانت مهمتها تكمن في محاولة اخراج ساكني المنزل الى أي مكان والاتصال مع شقيقتها المشتكى عليها ،والتي تكون بالخارج قرب ذلك المنزل وإخبارها بان الفرصة مواتية لدخولها ،وتقوم المشتكى عليها بالدخول ومن ثم يصار الى ارتكاب الجرائم المخطط لها ودون ان يعلم بها حتى ساكني ذلك المنزل ، وهو الامر الذي جرى محاولة الترتيب له في منزل احدى الشاهدات ومنزل شاهدة أخرى ،كما تبين ومن خلال التحقيقات ارتباط المشتكى عليهما بعدد كبير من الأشخاص وقيامهما بعرض اجسادهما بطريقة تعتمد على الاغراء والاوضاع الجنسية الصريحة في محاولة منهما لجذب أولئك الأشخاص لتحقيق اهداف وجرائم غير مشروعة لم يتوصل التحقيق الى ماهيتها .
وتبين انه ونتيجة تصميم المشتكى عليهما على جني المال بكل الطرق ورغم فشلهما في بعض الأحيان ، الا انهما لم تيأسا من ذلك وبقيتا تتابعان محاولة البحث عن فريستهما المنشودة ، واثناء خضم هذه الاحداث كان المغدور السبعيني يسكن هانئا بعيشه في منزله في منطقة ام اذينة، وبرفقته خادمته المغدورة بينما يقيم باقي افراد عائلته في دولة الامارات العربية ويزورونه بين الفينة والأخرى أبناء شقيقته الشاهدان ،وكانت لديه امراة تحضر الى منزله لاعداد الطعام مقابل الاجر، واراد المغدور استبدالها باخرى فقام بنشر اعلان على موقع الكتروني يطلب فيه امراة لاعداد الطعام طباخه مقابل راتب شهري وذيل ذلك الإعلان برقم هاتفه .
ومن خلال تلك المكالمة الهاتفيه علمت المشتكى عليهما بان المغدور طاعن في السن وانه يسكن برفقة خادمته الفلبينية ولا ثالث لهما ،ووجدا ان محاولتهما الاجرامية ستنجح في هذه المرة اذ ان ظروف عيش المغدور مناسبة لجرائمهما ،وبقي امامهما فقط التأكد من ثراء المغدور وذلك لا يتم الا بالمعاينة الحسية من خلال زيارة منزل المغدور ، وبالفعل قامت احداهما بالترتيب مع المغدور للحضور الى منزله بحجة معرفة تفاصيل العمل ومكانه وتم الاتفاق على موعد للزيارة، حيث قامت المشتكي عليهما بالتوجه الى منزل المغدور ودخلت المشتكى عليها ابتداء وبقيت المشتكى عليها الأخرى خارجا بانتظار مكالمة او رسالة من المشتكى عليها ، وعرفتا تفاصيل العمل ونمط حياة المغدور وتأكدتا من عدم وجود اي شخص يساكنه باستثناء خادمته، وقامت بالتجول في المنزل واثناء تجولهما شاهدتا خزنه قاصة كبيرة الحجم في غرفة نوم المغدور ، وفي تلك اللحظة قررتا الاستماتة في سبيل الحصول على المال المتوقع داخل هذه الخزنه وغادرتا المنزل تحملان معهما خطة اجرامية سعيا الى ان تكون محكمة ، واخذتا وعلى مدى رقابة الأسبوعين تفكران في كيفية تنفيذ جريمتهما ووسائلها وموعدها والإجراءات الواجب اتخاذها عقب التنفيذ لاخفاء أي اثر يذكر يدل عليهما. وكانتا خلال تلك الفترة على تواصل مع المغدور لاشغاله وإيهامه باستعدادهما للعمل من خلال المشتكى عليها ،حتى لا تفوتان الفرصة ويقوم المغدور باحضار طباخه غيرهما ، وفي نهاية الامر توصلتا الى ضرورة قتل المغدور وخادمته والاستيلاء على أمواله التي في الخزنه وطمس الأدلة بإحراق منزله وكان موعد التنفيذ بتاريخ 5-2-2017 وقبل هذا الموعد بيومين او ثلاثة قامت احداهما بالاتصال مع سائق تاكسي كانت قد تعرفت عليه في احدى المرات ،وطلبت منه الحضور الى منزلها بحجة ان ينقلها الى احد الأماكن ولدى حضور الشاهد المذكور قامت احداهما بالركوب معه وطلبت منه الذهاب بها الى احد مطاعم الوجبات السريعة وقامت بشراء الطعام ومن ثم وفي طريق عودتها الى منزلها طلبت من الشاهد التوقف بالقرب من احدى محطات الوقود لتعبئة الكاز وقد استهجن الشاهد طلبها وسألها عن حاجتها بالكاز فأخبرته كذبا بأنها تريد وضعه في مدفاة كاز في منزلها على الرغم من عدم وجود مثل هذه المدفاة في المنزل .
وقام الشاهد بتنفيذ رغبتها غير قانع باجابتها ومن ثم اوصلها الى منزلها بعدها قامت احدى المشتكى عليهما بالاتصال مع المغدور واخبرته بانها ستقوم بالحضور اليه للاتفاق على العمل لديه كطباخه وتم تحديد الموعد بان يكون قرابة الخامسة والنصف مساء، وبالفعل قامت المشتكى عليهما بالذهاب الى منزل المغدور بعد ان اخذت احداهما الكاز الذي قامت بشرائه مسبقا ودخلتا منزل المغدور الذي قام باستقبالهما واعد لهما القهوة من خلال خادمته المغدورة كما قدم لهما الشكولاته واثناء ذلك قام المغدور بالدخول الى غرفة نومه لسبب لم يتبين وعندها اشارت المشتكى عليهما لبعضهما باشارة بدء التنفيذ لجريمتهما النكراء .
وكانت كل منهما تحمل أداة راضة لم يتمكن التحقيق من معرفتها ولحقا بالمغدور في غرفة نومه وبغفلة منه قامتا بضربه ضربات متتالية وقوية على راسه والذي حاول جاهدا الدفاع عن نفسه بالإمساك بشعر احداهما الا ان ضرباتهما كانت اقوى من مقاومته، وتمكنتا منه حيث سقط وقد فارق الحياة.
وفي هذه الاثناء كانت الخادمة قد حضرت من فورها على صراخ المغدور الا ان المشتكى عليهما وبذات الأدوات الراضة قامتا بضربها على راسها والتي حاولت الهرب من باب المطبخ الا انهما لحقتا بها وقامت احداهما باخذ سكين المطبخ وطعنتها عدة طعنات في خاصرتها ،الا ان المغدورة قامت بالهرب باتجاه غرف النوم الداخلية ولحقت المشتكى عليهما بها وقامتا بالقائها ارضا وتثبيت راسها على الأرض وضربها عدة ضربات بقوة على راسها الى ان خرج دماغها من راسها وفارقت الحياة .
ومن ثم قامتا بالدخول الى غرفة النوم ونزعتا بنطلون المغدور الذي كان يرتديه ويضع فيه محفظته واخذتا مبلغ 700 دينار وقامتا بمحاولة خلع الخزنة الحديدية بعد ان قامتا بدفعها باتجاه السرير الا انهما فشلتا في فتحها وبعد ذلك قامت احدهما بارتداء بنطلون من داخل احدى غرف النوم فوق بنطالها وفعلت كذلك المشتكى عليها الأخرى وذلك لاخفاء دماء المغدورين التي تلطخت به ملابسهما ومن ثم اخذتا هاتف المغدور وإشعال النار بعد سكب الكاز لاخفاء جميع الأدلة من خلفهما وغادرتا المنزل ،وفي الطريق قامتا بالقاء هاتف المغدور وذهبتا الى منزلهما وهناك قامت احداهما بخلع البنطال كذلك الأخرى الذي لبستاه من شقة المغدور والقيا بهذه الملابس في احدى الحاويات، وقامتا بتسليم الشقة المفروشة لحارس العمارة التي تسكنان بها. وقامت احداهما بالاتصال مع سائق تاكسي تعرفه من السابق منتصف ليلة الجريمة لكي يقوم بتأمينها وشقيقتها بمنزل والذي رفض الحضور الا ان احدى المشتكى عليهما اتصلت مع سائق التاكسي المذكور سابقا والشاهد في القضية وطلبت منه نقلهما الى الرصيفه وقامتا بالذهاب الى منزل صديقة لهما وأمضيتا ليلتهما في منزلها دون ان يخبراها بجريمتهما .
وفي اليوم التالي ونتيجة استدلال رجال الشرطة على مكان وجودهما قامتا بالهرب من منزل الشاهده الى منزل والدتهما في مخيم الزرقاء، وبذات اليوم قامت احداهما بأخذ بطاقة الصراف الالي الخاصة بشقيقتها المشتكى عليها وكانت تحمل معها المبلغ المسروق 700 دينار وقامت بإيداعه ومن ثم ومباشرة سحب المبلغ مرة أخرى وذلك بهدف تبديل أوراق النقد من اجل طمس الأدلة المادية على تلك الأوراق والتي تعود للمغدور، ومن اجل عدم تتبع تسلسل ارقام النقدية ومن ثم عادت الى شقيقتها المشتكى عليها في منزل والدتها وبذات اليوم تم القاء القبض عليهما واستجوابهما حيث انكرتا الجرم المرتكب من قبلهما ابتداء. الا انه وبعد ممارسة الاستجواب القانوني عليهما من حيث مواجهتهما بالادلة المادية ومناقشتهما مناقشة تفصيلية اعترفتا بالجرائم المسندة اليهما .