زاوية حمد الحجاوي
عندما كنت طفلا كنت أسمع وأعمل بما يوصيني والدي رحمهما الله، وكان من بين الأمور التي يوصيان بها "الحمل إذا تقسم بنشال" والأمر الثاني "لا تنقسموا عن بعضكم البعض"، والصدق جميل لأنني لم أفرق بين الحكمتين حيث لا والدين متعلمين ولا وسائل إعلامية ولا تكنولوجيا مثل اليوم، فكنت "أسمع وأطنش" ولا حول ولا قوة إلا بالله، دارت الأيام وكتب الله لي عمرا حتى أكملت تعليمي من ذراعي وعملت وبدأت أفكر في كل حكمة كنت اسمعها من على لسان والدي رحمهما الله لأنني أصبحت على علم بمعناها الجميل، لذلك أدركت بأن الأولى معناها بشكل عام إذا كان الحمل ثقيلا لم يستطع الواحد لوحده ان يقوم به، لذلك إذا تقسم هذا الحمل على عدد الأخوة وربما الأهل يسهل حمله، وأما الثاني بأن لا ننقسم نحن الأخوة عن بعضنا فيصبح كل منا على رأسه وبالتالي يسهل هضم حقنا ولا يستطيع الواحد منا ان يفعل لوحده شيئا، لذلك كنت اسمع من والدي رحمهما الله يقولان.. "الفرح بأهله والعزاء بأهله" وأيضا عرفت معنى هذه الحكمة بعد أن كبرت حيث لا فرح ولا عزاء بدون مشاركة الأهل فحتى يكون فرحي فرحا جميلا وعزائي ليس باردا يجب مشاركة الأهل، ربي وفقنا وزدنا محبة في بعضنا على عكس ما هو موجود الآن، حيث وصل الحد بمن يرغب يشارك كمن يذهب ليوقع في مركز أمن ليثبت وجوده لأنه مجبر نتيجة جرم عليه يستدعي التوقيع الإجباري، ثم تفقده فلم تجده في الحالتين، اللهم لا شماتة. ففي ظل الإنقسامات الداخلية لقادة الأهل، وبالإضافة إلى الأمور المالية التي تجعل حياتهم ضنكا، استطاع قادة الكيان الصهيوني بأن يقوموا بعملية تهويد "296" موقعا سياحيا يوم الاثنين الموافق 18 شباط 2013م، ومقابل ذلك قامت حكومة قطر العربية بدعم حكومة غزة المنسلخة ماديا مما خولها بأن تتمكن من فتح أربعة وعشرين مشروعا في قطاع غزة، والتي لم تنل حكومة دولة فلسطين شيئا منها، فأنا لست معصبا على قطر بل أدعوا لقطر وحكامها بالهداية من الله، وأتساءل لو كان هذا الدعم باسم دولة فلسطين ومشروطا بأن يشمل مصالح حماس والدولة الفلسطينية، لكان الوضع مهضوما أكثر رغم انه ليس الهدف المنشود، ولعلنا نتذكر بأن امير قطر في عام 2009 نادى بدعم المدينة المحاصرة "غزة"، إلا أن الجندي الفلسطيني أثبت بأنه على قدر عالي للمقاومة، وان قادة الكيان يريدون بأن تكون غزة دولة مجاورة خاصة بعد ان قبلت معادلة كانونين 2008 و2009 حيث كان الرئيس محمد حسني مبارك شريكا في حصار غزة ومهدا للرئيس محمود عباس، كي تكن غزة حارسا للكيان الصهيوني، وقد تغير الوضع في عام 2012 نظرا لما يسمى بالربيع العربي أدت جميع المحادثات والإتفاقيات عكس ذلك، نظرا لاستمرار قادة الكيان بالتوسع في غزة والضفة، مما يؤثر على الإنتخابات الفلسطينية القادمة، اللهم لا شماتة. وان حكومة بلغاريا قد طردت وفد حماس المكون من ثلاثة نواب يوم الجمعة الموافق 15 شباط 2013م، فكان الوجع كبيرا لأنهم من حكومة حماس ويقدر بأضعاف المرات لو انهم كانوا غير منقسمين، نريد وحدة لا انقساما، والله من وراء القصد.