الشاهد -
حفيداه »طفلان« لا يجدان من يقوم على تربيتهما
الشاهد-فريال البلبيسي
الشاهد وكما عودت قراءها ان تلبي دعوة كل من يستنجد بها فقد طرقت الشاهد ابواب لعائلات مستورة في مخيم مادبا وكان لنا هذه اللقاءات العديدة لعائلات مستورة تعيش ظروفا اقتصادية وصحية صعبة جدا ولا تجد اقل القليل من الطعام لتقيت به اطفالها ولا تجد الكساء النظيف لتقي اطفالها من البرد القارص وليدفئوا بها اجساد ابنائهم الغضة. لكل من هذه العائلات التي زارتها الشاهد قصة وقد اجتمعت هذه القصص على رواية واحدة وحزن واحد الا وهو ضنك العيش. الحالة الاولى طرقت الشاهد احدى العائلات المستورة التي تعيش ظرفا قاهرا ومعيشة اقتصادية صعبة. وكان في هذا المنزل عجوز ستيني فاقدا للبصر ولا يستطيع الحراك من فراشه بسبب عجزه ويعيش معه ولده خالد وهو ايضا يعاني من عجز في قدمه اليمنى وامراض اخرى وطفليه الصغيرين تركتهما والدتهما ورحلت. هذه الحالة الاجتماعية لهذه العائلة المستورة والتي تعيش حالة اجتماعية مفككة وغير سليمة. وعندما تجولت عين الكاميرا في انحاء المنزل والذي كان عبارة عن مغارة مظلمة وغير صحية لا تدخلها الشمس ولا هواء نقي، معتم جدا وغير صحي ولا يوجد اي نوع من النظافة فيه فهو مليىء بالحشرات والفئران وارضيته مليئة بالنفايات على الارض والملابس مبعثرة على الارض وكانت الصراصير تتجول في انحاء المنزل من غير خوف وكأنها فرد من افراد الاسرة، الفراش رث وسخ لا يصلح للجلوس او النوم عليه، وكان الابناء جالسين يراقبون الكاميرا وكانت وجوههم شاحبة صفراء وملابسهم رثة لا تقي اجسادهم النحيلة من البرد وحفاة ليس عندهم احذية وكانوا ينتفضون من البرد. وسألتهم عن احوالهم قالوا نتمنى ان يكون لنا اما لتلبسنا ثيابا نظيفة دافئة وتطعمنا طعاما جيدا كزملائنا فنحن نحلم ان يكون لنا اما تحبنا وتقوم على خدمتنا مثل امهات زملائنا. وقال الحاج سعيد عبدالغني والبالغ من العمر 65 عاما انا عجوز توفيت زوجتي منذ اكثر من عشرين عاما وفاقدا للبصر ولا استطيع الحراك ولا احد يقوم على خدمتي، ولا يوجد امرأة تقوم على تنظيف المكان الذي نعيش فيه لهذا فنحن نعيش في اجواء بيئية غير سليمة. وقال لقد سئمت حياتي فانا لا اجد من يقوم على خدمتي ورعايتي وصمت العجوز قائلا ماذا اقول فانا احلم بطعام ساخن وملابس نظيفة واتمنى ان اجلس على باب منزلي لاتدفأ بنور الشمس ولاتنفس الهواء النقي. وطالب الحاج كرسي يجلس عليه العجوز ليستطيع الجلوس على باب منزله. وقال ولدي خالد وعمره 27 عاما يعيش ظروفا صحية قاهرة لهذا قامت زوجته بتطليقه وترك ولديه معه. وتحدثنا مع خالد قال ابتلاني الله بصحتي والحمد لله على كل شيء وقد تركتني زوجتي وتركت لي ولدين ولم تسأل عنهما بسبب ظروف صحية اصابتني فانا اعاني من عجز وارتخاء بقدمي اليسرى فهي تعيقني عن الحركة وكذلك اصبت بدسك بفقرات ظهري ولا استطيع الحراك او العمل الشاق واكد خالد ان ظروفه الاقتصادية لا تجعله يقدم لابنائه الحياة الجيدة لهم مؤكدا ان ابناءه يعانون من فقر بالدم بسبب عدم التغذية الجيدة. ونحن بدورنا نقول ان خالد لديه عجز صحي ولا يستطيع اعالة والده العجوز وابنائه الصغار. ونطالب صندوق المعونة الوطنية بدراسة حاله فنحن دخلنا منزله دون موعد وشاهدنا ما لا تستطيع عين نقله فهم يعيشون حالة مأساوية لابعد الحدود.