مؤتمر "الوسطية" والدعوة لبلورة مشروع ثقافى إسلامى موحد
11-04-2018 02:12 PM
بقلم : عبدالله محمد القاق دعا المشاركون بمؤتمر "المسلمون والعالم من المأزق إلى المخرج"، الذى نظمه المنتدى العالمى للوسطية يومي الاربعاء والخميس الماضيين ، إلى بلورة مشروع ثقافى إسلامى موحد يتناول قضايا العصر والمستجدات والتطورات العلمية ؛ بهدف بيان رأى الإسلام فيها من خلال الاجتهاد الذى يحقق المقاصد والغايات العليا للمجتمعات المسلمة.وقد شهدت اعمال هذا المؤتمر بدعوة كريمة من الدكتور زيد المحيسن و الذي افتتحه السيد نبيه شقم وزير الثقافةحيث استهل المؤتمر بكلمة قال فيها : "ان امتنا بحاجة للامن المجتمعي لتستعيد توازنها في جميع المجالات داعيا الى ايجاد خطاب دعوي يتناسب مع معطيات العصر بعيدا عن الجمود والانغلاق على الذات . وأكدوا المشاركون - فى ختام أعمال المؤتمر ضرورة القيام بمبادرات للإصلاح السياسى والاجتماعى والثقافى والتربوى والاقتصادى والإعلامى فى المجتمعات الاسلامية.وطالبوا بتعزيز مفاهيم الدولة المدنية فى الإسلام ومنظومة حقوق الإنسان وترسيخ العلاقات بين مكونات الأمة والتأكيد على قيم العدل والحرية والكرامة الإنسانية ، إضافة إلى أهمية الحكم الرشيد وتوجيهه بتعزيز سيادة القانون والشفافية ومحاربة الفساد والتنمية الاقتصادية وتحقيق العدالة الاجتماعية.كما دعوالىا اعتماد الوسائل الشرعية والطرق السلمية والأساليب السليمة القائمة على الحوار والمصارحة، والاحتكام إلى قاعدة الأخوة الإسلامية فى حل الخلافات والنزاعات فيما بين المسلمين من جهة، واللجوء إلى مبادئ القوانين الدولية العادلة فى تسوية الخلافات بين المسلمين وبين غيرهم. وأكد المؤتمر على ضرورة دفع آفات الغلو والانحراف الفكرى وتأكيد رحابة التصور الإسلامى فى شتى مجالات الوجود والحياة الإنسانية ، ودعا إلى توضيح حقيقة معنى الجهاد فى الإسلام وهى الجلَد والمثابرة فى مواجهة التحديات والدفاع عن الدين والتمسك به بقوة ورفع شعاره عاليًا وتحقيق قيمه فى واقع الحياة الإنسانية. لقد استمعت خلا ل متابعتي لاعمال المؤتمر النجحة والفاعلة الى المطالبة الجادة بضرورة تجديدِ التعليمِ الإسلامى الدينى والشرعى ليواكب الواقع الإنسانى الحالى بِصفة ذلك خطوة أساسية على طريقِ تفعيله ليؤدي دوره فى تجديد حضارة الأمة ، داعيا إلى تشكيل فريقِ تفكيرٍ استراتيجى يكون نواة لمركزِ دراسات استراتيجية ، بحيث يتم اختيار علماء فى مجالات المعرفة المختلفة ، ومطالبا بتأسيس جامعة أو معهد للوسطية وإنشاء موقعٍ إلكترونى للحوار وبحث المؤتمر عددا من المحاور التى تناولها المشاركون خلال يومين ؛ ومنها : إشكالية الدولة والدين والحكم وتغير الفكر النمطى ومراجعة الخطاب السائد وخطاب الكراهية ودور وسائل الإعلام إزاءه ومقومات الريادة الإنسانية والتحديات التى يواجهها العالم الإسلامي هذا وكانت انطلقت في عمان، أعمال مؤتمر “دور الوسطية في مواجهة الإرهاب والتطرف وتحقيق الاستقرار والسلم العالمي” الدولي، الذي ينظمه منتدى الوسطية الأردني وشارك في المؤتمر الذي استمر يومين، جهات عربية وإسلامية، من بينها، منظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الدول العربية، واتحاد علماء المسلمين، وشخصيات من تونس، والجزائر، وإيران، وقطر، والمغرب، وسوريا، والهند، والسودان، وماليزيا، ولبنان، وليبيا، والعراق، ونيجيريا، فضلا عن الدولة المضيفة، الأردن. وأوضح مروان الفاعوري، أمين عام منتدى الوسطية، خلال كلمته الافتتاحية، أن “المؤتمر سيسعى إلى بناء استراتيجية عالمية، لبناء تيار الاعتدال، وتأكيد حقيقة أن كل الشرائع السماوية ترفض الإرهاب”. ودعا الفاعوري، الإعلام الغربي، إلى “عدم المزج بين الإرهاب والإسلام، من خلال خطاب الكراهية الذي ينتشر هناك (الغرب) بحيث أضحى يمثل المرحلة الأولى من مراحل الحرب التي تسبق إطلاق الرصاصة والتصفية والإفساد والإقصاء للآخر”. ونيابة عن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، قال مساعده، بدر الدين علالي، والذي يرأس قطاع الشؤون الاجتماعية في الجامعة، إنه “حان الوقت لتصحيح المفاهيم النمطية المغلوطة عن الإسلام والمسلمين، وتجديد الخطاب الديني لإعادة بناء مفاهيم التسامح والحداثة دون التفريط في الثوابت الدينية”. وقد نجح المؤتمر في الاعداد والتنظيم وتشخيص الواقع العربي والاسلامي اهمية المنهج الوسطي واليات تحقيقه للامن المجتمعي وضرورة تماسك خاصة المجتمعات الاسلامية بالمنهج الو سطي وبث الاعتدال في الفكر والثقافة والسياسة والدين ومنظومة السلوك الانساني. وفي اعتقادي ان المؤتمر كان فاعلا وناجحا وان الاعداد له كان دقيقا وهدف الى معالجة سيل التطرف والعنف ودور ومسؤولية رجال الدين والتربية والتعليم والإعلام والثقافة ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص وصناع القرار، في القيام بنشر ثقافة الوسطية والاعتدال والحوار. ولا يسعني الا ان احييي واشكر الاستاذ مروان الفاعوري والقائمين على منتدى الوسطية على عقد المؤتمر والنجاح الذي حققه بحضور نخبة من علماء العالم الاسلامي في هذه الظرو ف الدقيقة الراهنة .
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات
أكتب تعليقا
رد على :
الرد على تعليق
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن
الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين
التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.