الشاهد - خمس حالات وقعت الاسبوع الماضي والشاهد تلقي الضوء عليها
د.الرعود: علينا بتوسيع مظلة الطب النفسي واللجوء للعلاج
الشاهد - علي ابوربيع
ارتفعت نسب الانتحار في الاونة الاخيرة في المملكة بشكل ملحوظ، حيث لا يكاد يمر يوم الا ونسمع خبرا عن انتحار شخص او محاولة انتحار في احدى المحافظات في الاردن. وعلى الرغم من انها لم تصبح ظاهرة بعد، الا ان ازدياد عدد حالات الانتحار وعدد محاولات الانتحار بشكل لافت للنظر اصبح يستدعي الوقوف على هذه المشكلة وعلى اسبابها والبحث عن كيفية الحد منها قبل ان تتحول الى ظاهرة يصعب ايقافها. الشاهد بدورها رصدت جميع حالات الانتحار التي وقعت مؤخرا في المملكة، والذين كان اغلبهم من الشباب حيث وقع في الاسبوع الماضي ما يقارب الثماني حالات انتحار في عدة محافظات في المملكة. وهناك حالات تم نشر بعض التفاصيل واخرى لم يتم الخوض في تفاصيلها ومنها:
- انتحار شاب قفزا من جسر عبدون
-إقناع ثلاثيني بالعدول عن الانتحار في اربد
-إقناع عشريني بالعدول عن الانتحار في عين الباشا
-انقاذ سيدة من الانتحار من فوق جسر عبدون
- انقاذ شخص حاول الانتحار من شرفة محكمة السلط
- محاولة انتحار شخص مع عائلته قفزا من جسر المفرق
- انتحار شاب (خريج هندسة ) جنوب عمان قبل قليل داخل سيارته
- ثني شاب بعد محاوته الانتحار قبل قليل من على جسر الزرقاء
- عشريني ينتحر في منزله في المفرق صباح اليوم - اضافة الى طالبة جامعة اليرموك.. التي انتشر فيديو محاولة اتتحارها قبل ثلاثة ايام.
- ايضا كان هناك محاولة انتحار عن جسر البقعة. زيادة اعداد ملحوظة ومخيفة... ارجو ان نتحدث بجرأة
محاولة انتحار لفتاة في اليرموك
وشهدت اول محاولة انتحار في الاسبوع الماضي لفتاة في جامعة اليرموك، حيث هددت هذه الفتاة بالانتحار من فوق مبنى كلية الحجاوي بجامعة اليرموك في محافظة اربد، وهذه الطالبة ضبطت في حالة غش، حيث كانت فتاة اخرى تنتحل شخصيتها وتقدم الامتحان بدلا عنها. كما ان الطالبة حولت الى لجنة تحقيق وقررت فصلها لمدة فصلين. واكدت اللجنة ان الغش خط احمر ولا يمكن ان لا يعاقب الطالب الذي يضبط بحالة غش. العلاقات العامة في جامعة اليرموك قالت انه من حق الطالبة استئناف القرار خلال فترة 15 يوما مبينة انها حاولت استعطاف الطلبة عبر التهديد بالانتحار مبينة ان الامور طبيعية بالجامعة وتم التعامل على الفور مع هذه الطالبة.
انتحار شاب من جسر عبدون
اما عن الحالة الثانية التي وقعت خلال الاسبوع الماضي، فكانت لشاب القى بنفسه من اعلى جسر عبدون المعلق، ليل الخميس/الجمعة الاسبوع الماضي. وبعد التحقيق في الحادثة تبين ان الشاب الذي توفي اجرى اتصالا هاتفيا مع زوجته قبل ان يلقي بنفسه من الجسر وفي التفاصيل فان خلافات زوجية ادت الى القائه بنفسه من اعلى الجسر. وهذا الشاب يبلغ من العمر 24 عاما وقام بالقاء نفسه من اعلى الجسر الذي يرتفع عن الارض نحو 45 مترا ليسقط جثة هامدة على الارض. وفي السياق ذاته باشر مدعي عام عمان القاضي نصار الحلالمة التحقيق بالقضية للوقوف على ملابسات الانتحار التي بينت التحقيقات الاولية ان الخلاف مع زوجته دفعه الى ذلك وبين تقرير المركز الوطني للطب الشرعي ان الشاب اصيب بكسور متعددة ادت الى اصابته بنزيف دموي شديد ادى الى وفاته.
انتحار شاب بشنق نفسه
ومن ضمن حالات الانتحار التي وقعت في الاسبوع الماضي كما اكد مصدر امني لشاب في العشرينات من عمره اقدم على الانتحار بشنق نفسه بواسطة حبل في منزله حيث تم اسعافه الى المستشفى ولكنه فارق الحياة. هذا الشاب يبلغ من العمر 23 عاما ويحمل درجة البكالوريوس وعاطل عن العمل.
وفاة طالب هندسة في عمان
وهذه آخر حالة انتحار التي وقعت يوم الاحد الماضي الشاب يدرس الهندسة في جامعة مؤتة، وعثر عليه مضرجا بالدماء والسلاح بجانبه داخل مركبته من قبل مواطنين الذين قاموا على الفور بابلاغ الاجهزة الامنية، التي هرعت الى المكان حيث عثر على الشاب في مركبته مقتولا والسلاح بجانبه وفي التفاصيل تبين ان الشاب هو من قام بذلك وقتل نفسه في مركبته. وتزايدت في الاونة الاخيرة اعداد المنتحرين اما بسبب ضيق ذات اليد او الفشل في الدراسة او الحب او الزواج او بسبب مشكلات عائلية وشخصية وسجل العام الماضي نحو 450 محاولة افضت الى موت نحو 50 شخصا مقابل 38 عملية انتحار في اعوام سابقة كما شهد العام الحالي تسجيل نحو 15 حالة انتحار.
خبراء واخصائيي علم نفس
الشاهد ولرصد الدوافع والاسباب التي تؤدي الى الانتحار تحدثت مع الدكتور عبدالله الرعود الطبيب في علم النفس، حيث اكد للشاهد ان من اهم دوافع الانتحار هي البطالة وكثرة الضغوطات من قبل الاهالي على الابناء بالاضافة الى ان كثرة الامراض النفسية جراء الضغوطات الاسرية التي تزيد من نسب الانتحار بالاضافة الى التكنولوجيا المتطورة في الوقت الحالي ومواقع التواصل الاجتماعي التي تجعل الشباب في عزلة تامة عن الحياة الاسرية وتجعله في صراع داخلي مع نفسه، فهذه تساهم في ا رتفاع نسب الانتحار لدى الشباب الاردني. واضاف الرعود انه ونتيجة هذه التكنولوجيا فان الشباب يدخلون في حالة احباط وكئابة شديدة والتي من شأنها ان تدفع بهم الى الانتحار وقتل النفس. واشار الرعود الى ان ما يقارب 20% من حالات الانتحار يموتون بسبب الضغوطات النفسية التي ترافقهم في الحياة الاسرية والعملية. واضاف ان من دوافع الانتحار ايضا تعاطي المخدرات والادمان حيث هناك نسبة كبيرة من الشباب تلجأ الى المخدرات والتعاطي لتهرب من الواقع الاليم الذي يعيشونه في حياتهم الاجتماعية كما ان هذه المخدرات تجعل الشخص والشباب يدخلون في حالة انفصام شخصي، الامر الذي يؤدي الى دفعهم الى الانتحار لذلك انصح وسائل الاعلام والجامعات والمدارس، ان يعيدوا النظر في منظومة الانتحار ووقفها ووضع حد لها عن طرق توعية الشباب وعقد الندوات الثقافية والحوارية والمحاضرات خاصة في الجامعات لان هناك نسبة كبيرة من الشباب يسيئون استخدام مواقع التواصل الاجتماعي مثل (فيسبوك) فقد يقضون ساعات واوقات طويلة على هذه المواقع، التي تجعلهم في عزلة تامة عن الحياة الاسرية والعملية. واشار الرعود انه كلما زادت عوامل الخطورة لهذه المواقع زادت نسبة الانتحار وترتفع بشكل ملحوظ، خاصة عند الشباب الاردني، الذين اصبحت حياتهم الاجتماعية عبارة عن (حياة الكترونية سيئة) ونحن كأخصائيين نفسيين نطالب بان تكون هناك جهود متكاتفة لمعالجة ارتفاع معدلات الفقر والبطالة وتوفير فرص عمل وتوسيع مظلة التأمين الصحي للمرضى النفسيين خاصة في ظل ارتفاع كلف علاج المرضى النفسيين للسيطرة على الامراض النفسية والتي تؤدي مع عوامل اخرى الى ازدياد حالات الانتحار، كما دعوا الى ان يكون هناك تعاون من الحكومة في موضوع الانتحار وان تكون هناك استراتيجية واضحة لمعالجة هذه الظاهرة قبل ان تتنامى وتنتشر في المملكة، ووضع برامج ثقافية واعلامية واجتماعية ونفسية تنفر من الانتحار وانشاء مركز لمعالجة محاولي الانتحار. وعلى الرغم من ارتفاع اعداد المنتحرين في الاردن، الا ان هذه النسبة تعد منخفضة مقارنة مع معظم دول العالم، وذلك بسبب وجود (الحافز الديني والاخلاقي) وعلى الرغم من ذلك فان على الحكومة الاردنية ان تعد استراتيجة متكاملة تضع منها بعين الاعتبار دراسة مختلف العوامل التي تؤدي الى الانتحار بالتعاون مع مختلف الجهات التي من الممكن ان يكون لها دور في الحد من الانتحار قبل ان تصبح ظاهرة واضحة في الاردن.