الشاهد - قالت ان الحكومة لجأت لجيب المواطن لان الحلول الاخرى بحاجة لوقت وجهد ومكافحة فساد
الكثير من الوزراء لا يصلحون ان يكونوا وزراء في هذه الدولة
بعض النواب يتغير سلوكهم بوجود الكاميرات
هناك لجان لا تجتمع بنصابها واسماء تدون ولا تكون حاضرة
مجلس نقابة المعلمين الحالي اضعف النقابة وهذا بشهادة الجميع
لم يناقش اي عضو في كتلة الاصلاح قضية عدم حجب الثقة
اصبح هناك ضرورة لحكومة انقاذ وطني
الشاهد - ربى العطار
بدأت عملها كمعلمة بوزارة التربية والتعليم ثم مديرة مدرسة فهي تحمل شهادة الماجستير في الادارة العامة من الجامعة الاردنية، وشاركت على مدى احد عشر عاما خلال عملها بوزارة التربية في جميع مشاريع تطوير الادارة المدرسية في المشاريع الدولية التي اندمج بها الاردن، وكانت في الكثير من اللجان الوزارية التي طورت العمل الاداري في وزارة التربية والتعليم، وبعد ذلك اصبحت عضوا في مجلس نقابة المعلمين الاردنيين بالدورة الاولى والثانية كأمين سر مجلس النقابة، ثم توجهت للعمل النيابي ونجحت بدخول مجلس النواب الثامن عشر عن طريق كتلة الاصلاح. صاحبة هذه الانجازات هي النائب هدى العتوم التي خصت الشاهد بالمقابلة التالية وفتحت من خلالها النار على عدة اتجاهات.
* من شجعك على خوض التجربة النيابية ودخول المجلس الثامن عشر وهل ندمت على دخولك لهذا المجلس وخصوصا ان هذا المجلس ضيق الخناق على النواب تحديدا في موضوع الخدمات؟
- افتخر دائما بالتجربة التي اخوضها لانه على الاقل اقدم ما استطيع وابذل جهدا وبالتالي جميع الظروف المحيطة في اي وظيفة او في اي عمل اقوم به هي خارجة عن ارادتي فلا أأبه لها واركز على ما استطيع ان اقدمه، وافخر انني قدمت ما استطيع في هذا المجال، فاستخرت واستشرت وكان هذا توجهي ان اخوض انتخابات المجلس الثامن عشر، وجميع من حولي شجعوني على خوض هذه التجربة فزملائي المعلمين كان لهم دور كبير جدا في الدعم، وكانوا يريدون ان يكون لهم صوت نقابي بخلفية تعليمية في المجلس، بالاضافة الى الاهل والعائلة في الاطار الضيق والواسع. لو ان كل عضو في مجلس النواب الاردني جاء من خلفية تعليمية او صحية او اقتصادية، او اي مجال وحمل ملف هذا القطاع وهمومه، اظن ان فيسفساء ال 130 عضو مجلس سيشكلون تكاملا هائلا على مستوى الوطن.
* حجبتي الثقة مؤخرا بحكومة الملقي فما تقييمك لهذه الحكومة بعد جملة القرارات التي اتخذتها والمتعلقة برفع الاسعار والضرائب؟
- من اجل التحديات الكبيرة التي نواجهها داخل مستوى الوطن وخارج الوطن حجبت الثقة، فالحكومة لم تستطع التعامل مع التحديات الموجودة داخل الاردن وخارجه بدليل انها لم تقدم حلولا ناجحة وعملية للوضع الاقتصادي المتردي في البلد، فنسبة البطالة بازدياد وجيوب الفقر تزداد والمديونية كذلك. اصبح هناك ضرورة لوجود حكومة انقاذ وطني فيها شخصيات متوازنة، بكل تأكيد هناك اشخاص لهم تاريخ مشرف في خدمة هذا البلد ويستطيعون ان يجدوا حلولا ضمن المتاح والممكن ونحن لا نتحدث عن معجزات علما ان الطروحات كانت امام الحكومة وهي كثيرة لكن للاسف الشديد الحكومة استسهلت الحلول ولجأت الى جيب المواطن الفقير ورفعت الضرائب والرسوم، فهناك حلول اخرى لكنها بحاجة الى جهد ووقت ومكافحة فساد وتحتاج الي تعرية الباطل والظلم، فهناك مؤسسات وشخصيات تتهرب ضريبيا، فكان من الممكن ان يتم تحصيل 2 مليار من التهرب الضريبي هذا بالاضافة الى موضوع الجمارك والاعفاءات الغير منظمة، فهذا كله كان من الممكن ان يكون سببا او طريقا للحل بدلا من اللجوء الى جيب المواطن.
* كان قرارك بحجب الثقة مرتبط بقرار كتلة الاصلاح كونك ضمن هذه الكتلة، ام انه اقتناع شخصي لا علاقة له باحد؟
- لم يناقش اي عضو في كتلة الاصلاح قضية عدم حجب الثقة، ولم يتردد اي شخص داخل الكتلة بموضوع حجب الثقة، كثير من الامور التي نبحثها ونتشاور بها يكون هناك من يؤيد ومن يعارض الا انه بهذا الموضوع تحديدا لم يعترض عليه احد. في البداية اصدرنا مذكرة لحجب الثقة وتم التوقيع عليها من السادة النواب، لكن ظهرت اصوات تطالب بمذكرة اخرى حتى لا يكون موضوع طرح الثقة تحت مظلة كتلة الاصلاح. ووافقنا ان نكون تحت مظلة لجنة الطاقة، ووافقنا ان تكون تحت مظلة اي مجموعة او كتلة او لجنة تقدم مذكرة حجب الثقة، فموضوع طرح الثقة بالحكومة هذا موعده ومكانه بغض النظر عن اي شيء آخر.
* هل انصدمت من واقع مجلس النواب من خلال تعاملك مع زملائك النواب؟
- نحن نتحدث عن قيادات وطنية، فاذا اعطى كلمة الاصل ان لا يتراجع فيها، بعض الاخوة النواب خارج الجلسة كان يتحدث عن حجب الثقة، البعض منهم تغيب والبعض منهم تأخر بالدخول والبعض منهم منح الثقة وكان الحديث مطلقا وابدى كثير من النواب بانه سيحجب الثقة، فالقضية خطيرة جدا وكبيرة جدا ولا يجوز ان تتغير القناعات بسبب احراج من احد الوزراء او النواب، فمن الممكن للشخص ان ينحرج ويغير موقفه في القضايا التي تخصه وتهمه شخصيا وليس في القضايا المتعلقة بالوطن، هذا الامر لا يوجد به احراج فهي قناعات، وللاسف هذا الامر فاجأني.
* اي الوزراء هو الافضل من وجهة نظرك؟
- لا استطيع ان اسمي اشخاصا، فاي وزير يحرص ان يقدم افضل ما عنده بالوضع الحالي اعتبره مقنعا على الجميع، والاداءات تتذبذب وتتفاوت، فالوزير نظيف اليد والجيب نرى منه جهدا ملموسا واجده وزيرا مقدرا يعمل داخل جسم وزارته وضمن اطار اهدافها. ولا يجوز مقارنة وزارة باخرى، لكل وزارة لها معطياتها ولها خصوصيتها. فجميعهم افاضل ووطنيون ومحترمون لكن في الاداء الوظيفي والوزاري اعتذر الكثير منهم لا يصلح ان يكون وزيرا في هذه الدولة.
* رأيك بعمل نقابة المعلمين حاليا، وهل اضعف المجلس الحالي الجهود التي قمتم بها بالدورة الاولى والثانية؟
- مجلس النقابة الحالي اضعف النقابة، وهذا الكلام باجماع الشارع العام، واجماع المراقبين والاعلاميين والصحفيين والمعلمين. في الدورة الاولى والثانية تم العمل على تأسيس تشريعات للنقابة وتم العمل على بناء قسم اعلام قوي جدا كان الكل يتلقى عنه ويهابه ويتعامل معه، لكن للاسف تم تشتيت القسم النقابي، فالاصل ان تجمع النقابة جميع المعلمين وان تتم اذابة الفروق بينهم لكن هذا الامر لم يحدث ولا يجوز لمجلس النقابة ان يقدم مقترحات لا تمت للعدالة بصلة بشأن تمثيل الفروع في اعداد الهيئة المركزية. والاصل ان يتبنى المجلس ما يسمى مبادىء العادلة بالنسبة لجميع الفروع، وهذاما كنا نفعله في الدورة الاولى والثانية، فعلى مجلس النقابة ان يعتبر ال 12 فرعا هم ابناؤه ويجب العمل على مصلحتهم اما في الوضع الحالي ما نراه ان اعتبر قضيته تكمن في تحقيق مكاسب باتجاهات محددة. كان يتهم التيار الاسلامي انه كان يقصي ويبعد لكني لم ار مثل ممارسات المجلس الثالث مع احترامي الشديد لهم كشخوص لكن لم ار مثل هذه الممارسات انها مورست في الدورتين السابقتين فقد اصبحت الامور ضمن فئة او جهة محددة، ما كانوا يتهمونا به بالسابق اصبحوا الان يمارسونه وهذا ليس ديدن النقابة وليس في مصلحة النقابة.
* من الاشخاص الذين تستشيريهم في عملك بمجلس النواب؟
- النواب اعضاء كتلة الاصلاح كل واحد منهم يحمل ملفا متميزا فاستشير الاستاذ صالح العرموطي في الشؤون القانونية، واستشير الدكتورة حياة المسيمي في الشؤون الصحية، واستشير الاستاذ اخونا الكبير تامر بينو في قضايا الفساد، فكل واحد بكتلة الاصلاح يعتبر مرجعية لي خاصة انني لست من حزب جبهة العمل الاسلامي، فانا مستقلة وانتظمت معهم بناء على الانتخابات، فقد عملت في نقابة المعلمين مع مختلف الاطياف وزادت قناعتي بتوجهاتهم وطريقة عملهم وبنظافة ايديهم وبذلهم الشديد جدا خلال عملهم في النقابة.
* من الممكن ان تكوني ضمن اعضاء جبهة العمل الاسلامي؟
- اتشرف بان اكون معهم واتشرف ان انسب اليهم حتى لو لم اكن معهم فالنسبة الى الشريف شرف، لكن لا توجد نية حاليا بان انضم لهم.
* تقييمك للاحزاب الاردنية؟
- الاحزاب الاردنية هي ضحية الحكومات المتعاقبة فهي تسمح بانشاء احزاب ثم تحاربها، وتسمح بالترخيص ثم تخوف الناس من الانتساب لها، فاذا ارادت ان تنعت احد بشتيمة تقول له حزبي فهذا ما رسخته الحكومة لدى كل الناس، علما ان الاحزاب هي الوجه الديمقراطي للحكومات التي نراها بالعالم المتقدم لكن للاسف الحكومة شوهت هذه الصورة.
* قرار اتخذته وندمت عليه خلال عملك بمجلس النواب؟
- لا اظن اني اتخذت قرارا وندمت عليه، فقد تعلمنا من رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ان امر المؤمن كله خير، فانا لا اندم على اي خطوة اخطوها، ربما اندم على خطأ ارتكبته لكن لا اندم على عمل او جهد او قرار اتخذته بعد تعب وعمل فندم المؤمن لا يحصل الا اذا اخطأ بحق الله جل جلاله اي ان اخطأ خطأ شرعي.
* هل لديك نقطة ضعف؟
- مشكلتي اني لا اتخلى عن اي ملف ايا كان وهذا يولد ضغطا هائلا في وقتي وبيتي ومجهود عقلي لكني اذا بدأت بقضية ما لا يمكن ان اتراخى فيها، واحيانا احمل نفسي ما لا اطيق.
* طموحاتك وامنياتك؟
- اتمنى واطمح ان اكون نموذجا لبرلماني لا يقدم مصلحة خاصة ولا منافع شخصية او مناطقية على حساب مصلحة البلد، واتأمل ان ارى كل اخواني النواب كهذا النموذج.
* لمن توجه رسالتك عبر الشاهد؟
- اوجه رسالة لسيدنا واقول له ان الحكومات تتغير والنواب يتغيرون والثابت الوحيد الذي يجمع عليه الشعب كله هو سيدنا الملك عبدالله الثاني لكن لماذا الاشخاص الضعاف في اداء امانتهم يعودون في كل مرة لماذا يتم تشكيلهم بطريقة اخرى، لماذا اذا فشل في وزارة معينة ينتقل بعدها الى مؤسسة اخرى وكأن في الوطن لا يوجد غيرهم، واعتقد ان هذا الامر يعتبر شيئا كبير الاصل ان يتم الانتباه له. فالانسان البسيط العادي اذا لم تحل مشكلته يخاطب جلالة الملك وعندما تصبح الملمات والمصائب كبيرة الجميع يخاطب جلالة الملك. واتمنى على الاعلام الاردني ان لا يكون فقط الناقل بل ان يكون المحلل للاوضاع، ارى الكثير من الاعلاميين ينقل الخبر والموضوع لكن لا يأتي في عمق الخبر والحدث لربطها وكأن قضية الاعلام تناقل الاخبار. فالتحليلات والتحقيقات والابحار عبر كثير من الامور والاحداث الموجودة في البلد الاولى والاهم ان يتم العمل عليها فالقضية ليست فقط تناول الاخبار دون التحليل العميق لها. الاعلاميون الذين يحضرون جلسات مجلس النواب يعرفون ان اللجان لا تجتمع بنصابها، وهناك اسماء تدون في محاضر الاجتماعات لا تكون حاضرة واذا اثرنا مثل هذه القضايا تصبح قضايا شخصية لكن هذه القضية تتعلق بمسار تجويد عمل مجلس النواب. فالاعلاميون لهم دور كبير بدليل ان اداء بعض النواب يتغير اذا كان هناك كاميرات موجودة وينقلب السلوك اذا كانت الكاميرا غير موجودة فعليهم القيام بدورهم على اكمل وجه.