الشاهد -
لقاء خاص للشاهد مع الإعلامي المخضرم صاحب برنامج "قوك يا أردن"
أضع كل ما لدي في برنامجي وأتطلع لبرنامج تلفزيوني بهذا الحجم..
خلال سنتين استطعنا عمل 17 عملية اطفال انابيب وكسبنا ثقة المسؤولين
يزعجني من لا يقدر وقت الإعلامي ويتصل بالوقت الغير مناسب
أتمنى ان يرتقي الشارع الأردني بتشجيعه للتوأمين كتشجيعه لبرشلونة وريال مدريد
بيتوتي بطبعي وأحب لعب الشطرنج مع أبنائي
لا أعداء لي ولا أتفنن بخلق الأعداء
الشاهد / ربى العطار
كالعادة يدخل قلب الحدث والقضية الراهنة متسلحا بالوطنية والإنتماء مسخرا امكانياته وخبرته الطويلة في العمل الإعلامي لخدمة المجتمع بطريقة عفوية صادقة تخلو من المجاملة والمحاباة. خاض غمار التجربة التلفزيونية، فكان من أبرز الوجوه الإعلامية التي قدمت نشرات الأخبار في التلفزيون الأردني ومع الإنتشار الواسع للإذاعة على أثير موجة FM امتطى صهوة الميكروفون وأصبح فارسا للبرامج الصباحية التي تعنى بهموم الوطن والمواطن صوته العميق والرصين يجبرك على الإستماع والإستمتاع بوجبة دسمة من فقرات البرنامج الشعبي "قوك يا أردن" الذي يتناول فيه العديد من المشاكل اليومية والمساهمة في التواصل مع المسؤولين في ربط مباشر مع المواطنين بالإضافة لطبق ثقافي وترفيهي يتخلل البرنامج. صحيفة الشاهد زارت مبنى هلا FM وكان لنا هذا اللقاء مع الإعلامي محمود الحويان.
*في بداية مقابلتنا معك نود التعرف على سيرتك الذاتية؟
ــ محمود الحويان ولدت في عام 1960 حصلت على ليسانس حقوق من جامعة بيروت العربية ثم ذهبت إلى الإمارات العربية المتحدة وعملت في تلفزيون دولة الإمارات محرر ومقدم نشرة الأخبار وكان معي الزميل جمال نوفل وتوفيق طه واستمر عملي في دولة الإمارات 12 عاما وحصلت على الماجستير في إدارة الأعمال MPA من الولايات المتحدة الأمريكية وبعد عودتي من الإمارات عملت في التلفزيون الأردني مذيع اخبار وقدمت برنامج يحدث اليوم لمدة 3 سنوات و8 أشهر وقدمت كذلك 70 حلقة من برنامج اسمه حادث سير على التلفزيون الأردني وعملت مذيع اخبار إذاعة ومقدم برامج إخبارية ومقدم برامج حوارية إذاعية وتلفزيونية بالإضافة إلى ذلك انا عضو في نقابة الصحفيين الأردنيين وكاتب صحفي في صحيفة الدستور ولو أني مقل في الفترة الأخيرة لأني أشعر بأني أضع كل ما لدي في برنامجي "قوك يا أردن".
*هل تشعر بأن أحد أبنائك لديه ميول إعلامية؟
ــ أبنائي هم سيف عمره 13 سنة وسهم عمره 10 سنوات وجود عمرها 8 سنوات أشعر ان سيف لديه ميول إعلامية لكني لا أشجعه.
*لماذا لا تشجعه هل هناك مشكلة في العمل الإعلامي؟
ــ الإعلام ليس بالصورة التي يتخيلها بعض الناس وليصل الإعلامي لدرجة التميز عليه ان يحفر بالصخر ويقرأ ويسمع كثيرا بالأخص إذا كان برنامجه صباحيا تكون المعاناة أكبر فأذكر انه عندما سقطت الثلوج وأغلقت جميع الطرق قبل فترة خرجت الساعة 4.30 فجرا حتى أصل إلى مبنى الإذاعة ولأستطيع تقديم برنامجي الصباحي وكنت الشخص الوحيد في الشارع الى جانب آليات القوات المسلحة التي تفتح الطرق ولكن لو كنت موظفا إداريا أغلق هاتفي وأنام، وسر نجاح الإعلامي في الإلتزام فكلما التزمت كلما ابدعت وتميزت وأشير لك الجميع بالبنان.
*ما هو أصعب موقف واجهك في حياتك؟
ــ بكيت عندما دخل الجيش الأمريكي بغداد وبكيت عندما اتصل بي احد المواطنين من إربد وقت البرنامج وشرح قصة ابنه وفجأة قال ابني مات بالطوارئ ابني البكر عمره 28 عاما مات وأنا أنظر إليه وأبكى الكثير من الناس على الهواء.
*ما هو أكثر شيء أفرحك في حياتك؟
ــ برنامج "قوك يا اردن" استطاع خلال سنتين من انطلاقته ان يعمل 17 عملية اطفال انابيب وعالج العديد من الناس وارسلهم للعمرة والحج من خلال متبرعين ومتبرعات لا يحبون ان يذكروا اسماءهم ومن داخل وخارج الوطن إما أن يأخذوا العنوان بشكل مباشر أو ان يتحدثوا معهم عن طريقنا فأنا أشعر بالسعادة عندما استطيع حل مشكلة شخص محتاج المساعدة وأسمع من يتصل بي بقلبي.
*وما أغرب موقف واجهك؟
ــ أذكر أن أحد الأشخاص اتصل بي وشرح وضعه الصحي بأن لديه العديد من الدسكات بظهره ومقعد ولا يستطيع الخروج من المنزل وبعث تقارير طبية وتأكدنا من حالته وتبرعت له إحدى المحسنات بكرسي متحرك سعره من 3800-4000 دينار وفي اليوم الثاني جاءت زوجته وأخوها لإستلامه وصورنا هويته وتأكدنا منها وأخذنا العنوان بالكامل وبعد ان أخذوا الكرسي لمدينة من مدن الشمال اتصل بي احد الأخوة المواطنين وهو جار هذا الرجل المقعد وقال لي ان هذا الرجل ليس مقعد 100%، ويستطيع ان ينقل نفسه، فقمت بعدها بالإتصال بهذا الرجل وقلت له أسأل الله العظيم رب العرش العظيم إذا كنت بالفعل بحاجة لهذا الكرسي وجسمك مقعد ان تستفيد منه ولكن إذا لم تكن مقعد 100% أدعو الله بأن يلزمك بأن تجلس عليه ثم أغلقت الخط وفي اليوم الثاني أعادوا الكرسي وكنت متأكدا من أنهم سيعيدوه وفي نفس الوقت كان هناك رجل يبكي بالإستعلامات يريد ان أرى ابنه عمره 17 سنة رجليه الإثنتين مقطعات من فوق الركبة قلت لهم لا تنزلوا هذا الكرسي وأعطوه لهذا الرجل بعد أن يوقع انه استلمه وهذا الموقف أثر بي كثيرا.
*ما هي الصعوبات التي تواجهكم في هذا البرنامج؟
ــ ليست بمعنى صعوبات فقد وصلت ثقة الناس والمسؤولين بالبرنامج بأنهم هم من يتصلوا ليعملوا مداخلات في البرنامج لأنه منذ بداية برنامجنا ونحن نلتزم بالمصداقية والدقة في نقل المعلومة واستلام المعلومة فدائما نتابع الحالات التي تستحق المتابعة بعد التأكد من التقارير الطبية ومن وزارة التنمية الإجتماعية.
*ما رأيك بالواسطة؟
ــ هناك نوعين من الواسطة هنالك بعض الناس لا يستطيعون الوصول للمسؤول فمن حقهم علي ان أكون جسر من الخير يعبرون نحو المسؤول ولكن هناك بعض الناس يتواسطون لمخالفة القانون فهذه واسطة سلبية نتيجتها اعطاء شخص حق دون وجه حق او تقديم ما يستحق التأخير فأنا لا أتوسط لهم ولست مع هذا النوع من الواسطة.
*من هو الشخص الذي يزعجك بهاتفه؟
ــ الشخص الذي لا يعرف قيمة وقت الإعلامي من يختار الوقت الصحيح للإتصال لا يزعجني بل أرحب به ومن يدخل مباشرة بالموضوع.
*ما هي هواياتك؟
ــ أحب المشي مساء وأحب لعب الشطرنج مع أبنائي، احب القراءة والإستماع للقرآن المرتل تحديدا من الشيخ فارس عباد وأحب الشعر ، بيتوتي بطبعي لكني محاط بمجموعة جميلة من الأصدقاء.
*ما هي نوعية الكتب التي تحب مطالعتها وما أجمل كتاب قرأته؟
ــ أحب قراءة الكتب الدينية، التاريخية، السياسية، وأجمل ما قرأت كتاب "سيرة عمر".
*من هو صاحب الفضل عليك؟
ـ بعد فضل الله سبحانه وتعالى والدي ووالدتي بالدرجة الأولى ويقال عني اني رضي والدين، انا لا أستطيع ان احكم على نفسي لكن من يعرفني يقول عني ذلك.
*من هو قدوتك في هذه الحياة؟
ــ كعربي ومسلم قدوتي محمد صلى الله عليه وسلم وعلى أحد يتقدم عليه كقدوة وتعجبني جدا شخصية سيدنا عمر وأعتبر مقتل عمر هو بداية انقسام الأمة العربية وليس ما جرى من فتنة بعده على زمن الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم.
*هل هناك قرار اتخذته وندمت عليه؟
ــ من عادتي أفكر ومن عادتي أقرأ عيون الشخص الذي يتحدث معي ولست متسرعا باتخاذ القرار واستمع بالأستوديو للشخص الذي يتصل بي بقلبي وإذا قال قلبي انه صاحب حاجة بالفعل يكون صاحب حاجة لكن القرار الوحيد الذي تدخل في القدر عندما كنت أعمل في الإمارات قطعت إجازتي في الأردن وعدت إلى الإمارات وبعدها بأشهر قليلة توفي والدي فأتصور أن هذا القرار كان خاطئا لكن لا يعلم الغيب إلا الله.
هل تحب مشاهدة مباريات كرة القدم؟
ــ أنا أتحدث عن هذا الموضوع دائما في برنامجي فأنا أتمنى أن أرى الشارع الأردني يرتقي كثيرا بتشجيعه كما يرتقي عندما تكون المباراة بين برشلونة وريال مدريد ولا أريد أن أرى جزءا من الشارع الأردني بهذا المستوى من التشجيع عندما يلعب التوأمين "الوحدات والفيصلي".
*ما هي أجمل وأعز هدية حصلت عليها؟
ــ إحدى السيدات الفاضلات العمانيات اصرت ان تحضر لي هدية من القدس وقال لي "أؤمر وتمنى" وهي سيدة ارستقراطية فطلبت منها أن تحضر لي من تراب الأقصى وبالفعل أحضرت لي وأتمنى أن تكون وطأة قدم نبي أو قديس أو مجاهد أو شهيد.
*ما هو أكثر شيء يزعجك في عمان؟
ــ الإزدحامات المرورية وتراجع مستوى النظافة والمشكلة التي رأيناها اخيرا بعد تدفق المياه بسبب الأمطار وإغلاق بعض الأنفاق في عمان ويحزنني أننا حتى نوفر في استهلاك الطاقة اصبحنا نطفئ الشوارع الرئيسية فما ذنب المواطن في ذلك. *ما هي أكلتك المفضلة؟
ــ أحب المنسف والكوسا وورق العنب والمسخن وخلفه مباشرة بريق شاي بالميرمية بالشتاء وبالصيف نعنع وأعشق الكنافة النابلسية فلا طعم للمنسف دون كنافة ولا حلاوة للكنافة دون المنسف فأوصي المنسف أن يقترب من الكنافة وأوصي الكنافة أن لا تفارق المنسف.
*ما هو أكثر طبع تكرهه؟
ــ النفاق والتزلف للمسؤول فلا يجب أن نمدح المسؤول بما هو أكثر منه.
*هل سبق لك وأن انضممت لأحد الأحزاب؟
ــ حتى الآن وحتى هذه اللحظة لم أقتنع ببرنامج حزبي ولو وجدت حزبا يقنعني ببرنامجه لانضممت اليه وما أراه في الساحة عبارة عن شخوص تريد ان تظهر بمساحات أكبر.
*لو كان بيدك مسدس وفيه طلقة واحدة فعلى من توجهها؟
ــ أنا لا أؤمن أن الحروب والقتل تبني المجتمعات ولا أعتقد أني أحتاج في هذا الزمان إلى استخدام مسدس أو أن اطلق طلقة أخيرة أبدا فمن الممكن أن اتفوه بكلمة يكون اثرها أكثر من اثر الرصاصة.
*هل أنت شخص متسامح ومتفائل؟
ــ متسامح كثيرا ومن فضل الله لا يوجد أعداء لي ولا أتفنن بخلق الأعداء بل بالعكس ودائما أقول "إذا ما قدرت أتخذك صديق بلاش أتخذك عدو".
*صف لنا رؤساء الحكومات التالية أسماؤهم بكلمة....؟
ــ ـ عبدالرؤوف الروابدة.. بلدوزر. ـ نادر الذهبي.. حاول. ـ وصفي التل.. عروبي قومي لكنه فُهم خطأ ودفع دمه ثمن لذلك. ـ فايز الطراونة.. مواطن. ـ طاهر المصري.. جميل. ـ سمير الرفاعي.. مدونة السلوك.
*ما هي طموحاتك وأمنياتك؟
ــ طموحي الأول ان تعود القدس وأذكر ان والدي رحمه الله شارك في حرب 1948 وأصيب على أسوار القدس الغربية بشظايا برأسه بعد انفجار قنبلة واستشهد زميله الذي كان بجواره حينها ووالدي عاش حتى عام 1994 فكنا دائما نقنعه بأن يعمل عملية ليزيل آثار هذه الشظايا التي كانت في رأسه لكنه كان يرفض ويقول لي ان هذه تشهد علي ان دمائي سالت من أجل القدس وهكذا ربيت. وأتمنى أن يبقى الأردن بأمن وأمان. وعلى المستوى الشخصي اتمنى ان يكون لي برنامج تلفزيوني بحجم برنامج "قوك يا أردن".
*هل هناك رسالة تود أن توجهها من خلال الشاهد؟
ــ آن الأوان للأسر الأردنية ان تقنن وآن الأوان أن نطبق المثل القائل "على قد إلحافك مد رجليك" وآن الأوان ان نخفف من نسبة النيكوتين والدخان المنبعث من الكوفي شوبات. فأصبح الشباب يمضون ساعات طويلة في الكوفي شوبات مقابل انتاجية بسيطة جدا. وأتوجه من خلال الشاهد بالشكر والتقدير لفريق برنامج "قوك يا أردن" للصحفي صقر طويات العبادي، أماني الرواشدة، وعلاء الدبوبي، ونايف الشوابكة.