اعتبروا تحويلهم لمستشفيات الحكومة من مركز الحسين للسرطان موت بطيىء لهم

المركز: لم نكن طرفا في القرار الذي اتخذته الحكومة

الصحة: المرضى المؤمنون سابقا سيبقى علاجهم في المركز

الشاهد-نظيرة السيد 

 تعقيبا على قرار الحكومة بشمول من تصل اعمارهم الى ستين عاما فما فوق بالتأمين الصحي المجاني (والذي اطاح بآمال 1400 مريض بالسرطان بمعالجتهم في مركز الحسين للسرطان وعدم تجديد اعفاءاتهم جراء هذا القرار). شن مرضى السرطان والذين يراجعون المركز منذ سنوات (ومعظمهم من كبار السن) حملة على وزارة الصحة واحتجاجات غير مسبوقة طالبوا فيها بوقف هذا القرار واعادتهم الى المركز من اجل مواصلة علاجهم ولم يستجب لطلبهم بالرغم ان ملفاتهم المرضية تؤكد انهم يراجعون المركز منذ سنوات وان تحويلهم لمستشفيات الوزارة ومدينة الحسين الطبية سوف يدخلهم في معاناة جديدة وتجديد معاملات وفحوصات واوراق مما ينعكس سلبا على حالتهم الصحية. وقال مرضى للشاهد انهم منذ اعوام يراجعون مركز الحسين والاطباء في المركز يعرفون حالتهم الصحية والعلاجات التي يتناولونها ويحتاجونها مما اسهم في راحتهم النفسية واستقرار حالتهم، لكن هذا القرار جاء فجأة ليزيد من معاناتهم خاصة وان المستشفيات الحكومية غير مجهزة لخدمة هذه الاعداد الهائلة من المرضى وخاصة مستشفى البشير الذي بالكاد يستطيع خدمة المرضى العاديين فكيف يخدم مريض السرطان الذي يحتاج الى علاج فوري ومجرد التأجيل او التلاعب بالمواعيد يمكن ان يؤثر على صحتهم. وقال مرضى السرطان للشاهد ان مركز الحسين للسرطان انشىء في الاصل لخدمة المواطن الاردني ومن تبرعات الاردنيين ووجد لخدمة الجميع وليس لفئة معينة وقالوا ان من حقهم استكمال علاجهم به واذا كانت الحكومة جادة في علاج مرضى السرطان بمستشفياتها من خلال التأمين الصحي عليها ان تجهز هذه المستشفيات باقسام خاصة لمرضى السرطان وتوفر لهم الخدمة والعلاج كما يوفره مركز الحسين للسرطان. واعتبر المرضى ان تحويلهم الى المستشفيات الحكومية سوف يكون موتا بطيئا لهم لانهم يعون تماما ما سوف يحدث معهم.

وزارة الصحة
اكدت وزارة الصحة ان شمول المواطنين الاردنيين فوق 60 عاما بمظلة التامين الصحي المدني مجانا وفر لهم الحصول على خدمات صحية شمولية مثلى لجميع الامراض ولمدد زمنية مفتوحة بخلاف ما كان سائدا بمنح الاعفاء لحالة مرضية بعينها ولمدة زمنية محددة .
وقال الناطق الاعلامي باسم الوزارة حاتم الازرعي في ان شمول هذه الشريحة من ابناء الوطن بالتامين الصحي وفر لهم تلقي الرعاية الصحية في مستشفيات الوزارة ومراكزها الصحية ومستشفيات الخدمات الطبية الملكية .
واضاف ان هذه المستشفيات تمتلك امكانات طبية جيدة ولا سيما على صعيد معالجة مرضى السرطان وفق برتوكولات علاجية عالمية .
واكد انه اذا لم يتوفر العلاج في هذه المستشفيات لمريض السرطان فانه يتم التعامل مع الحالة حسب طبيعتها وتحول الى القطاعات الاخرى بما في ذلك مركز الحسين للسرطان ودون النظر الى كلف العلاج.
وبين ان العديد من الحالات التي راجعت الوزارة والخدمات الطبية الملكية ولم تتوفر لها الخدمة العلاجية المطلوبة تم تحويلها فعلا الى القطاعات الاخرى ومن ضمنها مركز الحسين للسرطان .
واوضح انه حال حاجة مريض السرطان لعلاج خارج نطاق الادوية المقررة من الوزارة فانه يتم توفيرها للمريض دون تردد ومهما بلغت كلفتها .
وقال الازرعي ان ما ذكر حول محاولة "الوزارة ثني الحكومة عن القرار " لا تمت الى الحقيقة بصلة ذلك ان مثل هذه القرارات التنظيمية للشؤون الصحية تأتي بالتوافق بين الجهات المعنية وبتنسيبات ترفعها الوزارة الى مجلس الوزراء الموقر لاعتمادها.
واكد ان النظام الصحي الاردني يتميز بتوفر الامكانات الطبية الجيدة في القطاعات الحكومية والخاصة على حد سواء وان هنالك تكاملية قائمة بين هذه القطاعات بتوفير الخدمة الطبية المثلى للمواطنين الاردنيين في اطار نظام صحي مفتوح بين هذه القطاعات ويحول المرضى الى اي منها عندما تستدعي الحالة المرضية العلاج في مستشفى معين تتوفر فيه الخدمة الطبية المطلوبة .
واضاف الازرعي ان مرضى السرطان الحاصلين على اعفاء طبي للعلاج في مركز الحسين للسرطان يستمرون في العلاج في المركز ويجدد اعفائهم حتى استكمالهم العلاج.
وقال في بيان اصدره اليوم الاحد ان الوزارة تجدد التأكيد والتوضيح كما في بياناتها السابقة بأن مرضى السرطان المؤمنين صحيا ويتلقون العلاج في مركز الحسين للسرطان او مستشفيات القطاعات الاخرى سيتم تجديد تحويلهم لهذه القطاعات حتى استكمال العلاج.
واضاف ان المرضى الجدد من المؤمنين صحيا فسيتم تحويلهم بعد أخذ الرأي الطبي الى مستشفيات الوزارة او الخدمات الطبية او المستشفيات الجامعية او مركز الحسين للسرطان حسب طبيعة الحالة المرضية .
واوضح انه بالنسبة لمرضى السرطان الجدد من غير المؤمنين فأنهم يحصلون على الاعفاء الطبي من وحدة شؤون المرضى في الديوان الملكي العامر الى مستشفيات الوزارة او الخدمات الطبية الملكية او مركز الحسين للسرطان وفقا للحالة المرضية وبالرجوع الى اللجنة الطبية والاستشارة التي تقدمها.

مركز الحسين للسرطان

وفي بيان هام اصدره مركز الحسين للسرطان بأنه لم يكن طرفا ولا صاحب رأي في القرار الذي اتخذته الحكومة بعدم تحويل فئة كبيرة من مرضى السرطان إلى المركز. لقد أخذت مؤسسة الحسين للسرطان على عاتقها -عبر السنين- مهمة إنسانية بالمساهمة في علاج مرضى السرطان الأقل حظا من خلال تغطية تكاليف علاج الآلاف منهم عن طريق إنشاء صناديق الخير، علما بأن ريع هذه الصناديق لا يغطي إلا نسبة ضئيلة من تكاليف علاج السرطان الباهظ والمكلف. يؤكد مركز الحسين للسرطان- المركز الأول والوحيد في المنطقة الذي يقدم أحدث رعاية شمولية- أنه سيواصل معالجة مرضاه حسب المعايير العالمية ملتزما برسالته، ومهمته الإنسانية، والغاية التي أنشئ وطُوّر من أجلها، هدفه واحد وهو فقط مريض السرطان وإعطاؤه فرصة حقيقية للشفاء بإذن الله. يدعو مركز الحسين للسرطان الجهات المعنية للتراجع عن هذا القرار والتعاون فورا للوصول إلى حل جذري وايجاد آلية مستدامة لتغطية علاج مرضى السرطان.

اعتصام المرضى امام الرئاسة

نظم ذوو مرضى السرطان الذين أوقفت وزارة الصحة تحويلهم الى مركز الحسين للسرطان اعتصاما مفتوحا امام رئاسة الوزراء امس الثلاثاء العشرين من الشهر الجاري.
وقال متحدث باسم ذوي المرضى ان الاعتصام جاء للمطالبة بإعادة عملية التحويل كما كانت، وبحيث يستمر المرضى في الحصول على الرعاية التي كانوا يتلقونها، وعدم تعريضهم الى انتكاسة جراء حرمانهم من العلاج في المركز.
وجاء في نص بيان بهذا الخصوص:
" بعد التجني على مرضى السرطان وحرمانهم من تلقي العلاج بطرق متقدمة وحديثه ورعاية صحية شاملة تتمثل في مركز الحسين للسرطان وعدم تجديد الاعفاءات الطبية لهذا المركز ممايزيد من معاناة المرضى والموت المحتم على ادراج مستشفيات الحكومة وعدم تنفيذ رؤية جلالة الملك بتوفير الرعاية الصحية اللازمة وبعد طرق كل الابواب وعدم الاصغاء لمطالبنا فاننا سنقوم بخطوة تصعيدية بتنظيم اعتصام مفتوح امام دار رئاسة الوزراء يوم الثلاثاء٢٠ / ٢ الساعة ١١ صباحاً مطالبين باعادة الاعفاءات والتحويل الى مركز الحسين للسرطان".

الديوان الملكي يوعز بإعادة جميع المرضى  لمركز الحسين للسرطان 

قالت  مصادر موثوقة ومتطابقة، إن "الديوان الملكي ابلغ قبل قليل مركز الحسين للسرطان بإعادة جميع المرضى المعالجين في المركز إليه من دون تحويلهم إلى أي مكان آخر".