الشاهد -
الحاجة خيرية تتقاضى 30 دينارا من باب رفع العتب
الحاجة فتحية لا تجد لقمة العيش ولا قوت يومها
الشاهد-فريال البلبيسي
حياة قاسية عاشتها نساء تجاوزت أعمارهن الستين وقد ارتسمت على وجوههن خطوط عريضة عن مدى صعوبة الستين والحياة التي عاشتها هذه العجائز من تضحيات وفقر وجوع ومرض ومعاناة طويلة من القهر بجميع انواعه. الشاهد طرقت ابواب هذه العجائز وسمعت لمعاناتهم وأوجاعهن وأدمعت أعين كل من سمع أنينهن ودموع هذه الأمهات اللواتي لم يرحمهن أبناءهن أو العمر الذي وصلن إليه.
الحالة الأولى..
طرقت الشاهد منزل العجوز التي تجاوزت السبعين من العمر والتي تعيش وحيدة في غرفة صغيرة وحيدة وعندما فتح لنا العجوز الباب طلبت منا الدخول. الحاجة خيرية خليل ابراهيم وعمرها 70 عاما تعيش وحيدة ترفض ان يدخل اليها اي شخص للمنزل وكذلك ترفض ان يخدمها احد فهي تخدم نفسها بنفسها وتعاني امراض كبر السن وهذه العجوز لا تثق بالحديث مع احد وهي حذرة من الجميع وتعاني من فقدان الذاكرة قالت أعيش وحيدة ولا أحب التعامل مع أي انسان حتى المقربين منهم، وقالت الحاجة خيرية انه لا يوجد من يعيلني وولدي متزوج ولديه عائلة كبيرة بالكاد يستطيع اعالة عائلته وقالت ان الحياة المعيشية صعبة جدا فأنا أعيش حياة الضنك فأنا لا أجد ما أقيت به نفسي وكذلك نحن في فصل الشتاء القارص البرودة ولا أجد ما أدفىء به نفسي وبكت الحاجة بحرارة وقالت ان حياتي قاسية وخصوصا انني عجوز ولا أستطيع الوقوف مطولا بسبب عمري وقالت الحاجة انني اتقاضى من صندوق المعونة الوطنية راتبا شهريا مقداره 40 دينارا وهل هذا المبلغ يكفي ليعيل امرأة عجوز يكفيها لمدة شهر واحد فهذا المبلغ لا يكفي لخبز لوحده فأنا لم أشتر ولم أكل اي صنف من انواع اللحوم منذ اشهر. وقالت زوجة ابن الحاجة التي حضرت لمنزل العجوز لتحدثنا عن حالة الحاجة وقالت ان حماتي تعيش لوحدها وتعاني من فقدان الذاكرة وتعاني ايضا من الإكتئاب فهي لا تتكلم مع احد ولا تفتح الباب لأحد وترفض ان تقوم على خدمتها وترفض ان تتناول طعاما نعده لها علما بأن حالة زوجي المادية سيئة وبالكاد يستطيع إعالة أبنائه، وطالبت زوجة ابن الحاجة من صندوق المعونة الوطنية ان يزيدوا المبلغ الشهري لتستطيع العجوز ان تعيش حياة كريمة في ظل ارتفاع الأسعار الجنوني التي يعيشها الأردن. وطالبت أيضا تأمينا صحيا للحاجة لتستطيع معالجة نفسها إذا احتاجت للمعالجة.
الحالة الثانية..
اثر إتصال هاتفي من قبل السيدة ام حسن تطلب منا مساعدة والدتها العجوز التي تقطعت بها السبل ولا تجد من يعيلها بسبب مرضها وعجزها عن إعالة نفسها. الشاهد قامت بزيارة السيدة ام حسن وسمعنا شكواها ومعاناة والدتها العجوز التي لا تجد من يعيلها وخصوصا ان ابنتها ام حسن تعاني هي ايضا ظروفا معيشية قاهرة قالت ام حسن ان والدتي فتحية رجب محمد محمود شحادة تبلغ من العمر 60 عاما وقد احضرتها لتعيش عندي في المنزل بعد ان تورط شقيقاي بجريمة قتل وهما الآن في سجن الجويدة وما زالا غير محكومين. وعندما تم توقيف شقيقاي في سجن الجويدة لم يبق لوالدتي احدا بالمنزل فأحضرتها لأقوم على خدمتها والحاجة تعاني من امراض عديدة فهي عجوز فاقدة البصر وتعاني من مرض القلب والسكري والضغط هشاشة العظام فهي بحاجة إلى رعاية دائمة وحثيثة كما ان الدواء الذي تتناوله والدتي مرتفع الثمن، وأنا حالتي المادية سيئة جدا وعائلتي عدد أفرادها تسعة ونعيش في غرفتين صغيرتين سقفهما من زينكو مهترئ كما ان الغرف غير صحية وتفوح منها رائحة الرطوبة وهذا سيئ على صحة والدتي العجوز ومنزلي بارد جدا في فصل الشتاء وحار في فصل الصيف وأنا اخاف على صحة والدتي التي داهمها المرض وأكل من جسدها الصغير النحيل وعانيت في المنخفض الأخير الذي داهم منزلي وغمره فقد نزل المطر من سقف منزلي وأتلف كل ما في المنزل ووالدتي ساءت صحتها ولا أعرف ماذا أعمل لأجلها فأنا عاجزة عن مساعدة نفسي ومساعدتها ولا أعرف هل احزن لأجلها أو احزن لمصابي وخسارتي بأثاث منزلي وبالكهربائيات التي أتلفها الماء والآن اعاني من الفراش والبطانيات والملابس والسجاد الذي أغرقه المطر. وقالت انني اطالب براتب من صندوق المعونة الوطنية لوالدتي لكي تستطيع ان تعيل به نفسها وأطالب ايضا بتأمين صحي لتستطيع معالجة ومتابعة صحتها طبيا وشراء الدواء الذي لا تستطيع جلبه لغلاء ثمنه. وأكدت ابنتها ام حسن انني اعلم بأن والدة السجناء تأخذ راتبا من وزارة التنمية لماذا لغاية الآن والدتي لم تتقاض على شقيقاي السجينان اللذان كانا يعيلان والدتي، وناشدت ابنة العجوز وزارة التنمية بمساعدة والدتها لأنها ليس افضل حالا من والدتها المريضة. ونحن بدورنا نقول لصندوق المعونة ان العجوز خيرية يجب ان يزداد راتبها الشهري لأنه لا يوجد لها معيل سوى ما تأخذه والذي لا يطعمها خبزا. والحاجة خيرية ينطبق عليها شروط الإعالة من قبل وزارة التنمية الإجتماعية وخصوصا انه لا يوجد لها معيل بعد سجن ولديها.