المحامي موسى سمحان الشيخ
ما زال الشعب الفلسطيني في الميدان في الضفة الغربية بما في غزة الصادمة المحاصرة حيث تجري للاسبوع التاسع على التوالي مواجهات عنيفة بين الشباب الفلسطيني الملتحم بيديه ودمه وحجارته مع قوات العدو الصهيوني الذي عمد الى اقتحام الاراضي المحتلة معلنا اياها مناطق عسكرية مغلقة بلغت ذروتها في جنين تطويقا واقتحاما بحثا عن البطل احمد جرار بعد ان هدمت قصر آل جرار التاريخي، تصعيد صهيوني متواصل طال اطفال شعب فلسطين حيث بلغ عدد الاطفال الفلسطينيين المعتقلين والاسرى في شهر واحد 93 طفلا عدا الشباب والنساء والشيوخ، هجمة مسعورة في ظل ضوء اخضر امريكي من ادارة ترامب بعد ان اعلنت حربا ضروسا ومفتوحة ضد الشعب الفلسطيني دونها حربها مع كوريا الشمالية وايران وفنزويلا، ادارة مسعوردة تعادي العالم اجمع وكيان عدو يلتقط اللحظة لصنع العجائب في الشعب المحتل الصامد يجري هذا وسط استخذاء عربي غير مسبوق وفي ظل عجز رسمي فلسطيني لم يرتق لمستوى الهجمة المسعورة. نعم الشعب الفلسطيني في الميدان واليد تناطح المخرز وتقوى على مناطحة العدو، مجرد مثال بسيط (رجل غربي) يسمى تواءمه الثلاثة القدس عاصمة فلسطين على التوالي والرابعة دلال، ومن لا يذكر (دلال المغربي) التي اعلنت جمهورية فلسطين في عملية بطولية حينما رفعت راية فلسطين والفتح عاليا في عملية بطولية اذهلت العالم كما اذهلت دولة العدو، ومع هذا وذاك فمازال الشعب الفلسطيني يخوض معركته وحيدا بدون سند عربي ومرات كثيرة بدون سند رسمي فلسطيني مازال يراوح في مكانه باحثا عن حلول تجاوزتها المرحلة على الارض لدى صناع القرار في واشنطن وتل ابيب اعني (تل الربيع) المسروقة. الاستخفاف الامريكي في عهد الترامبية الراهنة فاق في سوءه وجبروته عهود الادارات الامريكية جميعا بما في ذلك الادارة الريغانية وحتى البوشيه، بوش فلما سحق العراق العربي قال ان السماء ارسلته لفعل سوءته القذرة بينما يعلق ترامب بالفم الملآن ان الله ارسله لسحق الفلسطينيين واقامة الهيكل واورشليم، ويبلغ العبث والسخرية حدهما الاعلى حينما يعلق غرتيلات مبعوث واشنطن بعد مايك بنس ان صفقة القرن اعني صفعة العار تطبخ الان على نار هادئة وما ينقصها على حد قوله هو (الملح) والبهارات مؤكدا ان هذه الصفقة ستفرض على كل من في الاقليم بما في ذلك الفلسطينيين، اما الرد الرسمي الفلسطيني فمازال باهتا وخجولا وعينه على التسوية فأمس طالبت تنفيذية منظمة التحرير التوجه لمجلس الامن مطالبة الحكومة باعداد الخطط والمشاريع لخطوات فك الارتباط مع سلطات الاحتلال بكل تداعياتها وملحقاتها. المأساة الحقيقية ان النظام العربي الرسمي لم يدرك حتى هذه اللحظة مدى الضعف الذي بلغته امريكا فعليا وموضوعيا، فامريكا لم تعد ومنذ مدة طويلة الدولة الاهم في العالم رغم اصرارها كدولة امبريالية متسلطة على لعب دور الشرطي في العالم، عالم اليوم يا سادة متعدد الاقطاب فهناك الدول الخمس العظمى يرافقها دول ناهضة عديدة الهند، البرازيل، تركيا وايران الى آخر الشوط، حتى الاهداف الاربعة التي اعلنها ترامب كسياسة امريكية في الشرق الاوسط، كالتسوية للصراع العربي الاسرائيلي وسحق ايران ومحاربة الارهاب، هذه الاهداف وسواها وبعد مضي عام من تنصيب ترامب فشلت بامتياز، نقول هذا ونحن ندرك ان الشعب الفلسطيني بعد نضاله الطويل الرد لم ولن يقبل بفتات ترميه واشنطن له، سلاحه الوحيد رغم كل المؤمرات من هنا وهناك صموده وعزيمته التي ستقلب الطاولة آجلا ام عاجلا.