علي القيسي
بعد سبعة أعوام من الحرب الدامية في سوريا بين المعارضة والنظام الأسدي ، برز الموقف الامريكي الحقيقي من هذا الصراع وتحددت السياسة الامريكية في شأن هذه الازمة المعقدة في سوريا، حيث صرح وزير خارجية امريكا تيلرسون أمس أن أمريكا لن تغادر سوريا في المدى الحالي والمنظور ،وانها أي أمريكا ستشارك في حل الازمة السورية بناء على قرارات الامم المتحدة من جنيف واحد الى آخر قرار اتخذ بخصوص الازمة السورية ، وقال: ان وجود امريكا في سوريا ضروري لعدم عودة داعش، وايضا من اجل احلال السلام الذي تريده امريكا الذي يشمل رحيل الاسد ، وقال تيرسلون ان بلاده ستظل في سوريا لمنع ايران وروسيا من استغلال سوريا والهيمنة على الشرق الاوسط ، وان امريكا ستقوم بدعم حلفائها في المنطقة ومنها الجيش الحر لمواجهة التمدد الايراني ومليشيات أخرى تابعة لايران، ولعل وضوح السياسة الامريكية في هذا الوقت الحساس، يشي ان امريكا لم تكن غائبة عن الازمة السورية وانها كانت تنتظر نضوج الاحداث لتحدد المسارات بعد ضبابية السياسة الامريكية وغموضها ابان عهد اوباما الرئيس الامريكي السابق، ان تحديد قواعد السياسة الامريكية في سوريا قد اربك المشروع الروسي والايراني في سوريا وجعل روسيا تعيد حساباتها جيدا في ظل هذا الموقف الامريكي الجديد، ومما اربك ايضا النظام السوري قيام امريكا بدعم جيش وطني سوري يقوم بالتموضع في اماكن تركها داعش في شمال سوريا ومناطق اخرى تسيطر عليها المعارضة، ان الموقف الامريكي الجديد وضع النقاط على الحروف وجعل الرؤية الى حل سلمي واضحة جدا في سوريا تطبيقا للقرارات الدولية الصادرة من سبعة اعوام بخصوص الازمة السورية ، وهذا يعتبر دعما مباشرا للمعارضة السياسية والجيش الحر ، وختاما نقول ان امريكا اضطلعت في الازمة السورية بشكل مباشر وهي تملك الاوراق الهامة التي ستستخدمها بشكل محترف في المفاوضات المقبلة من خلال ماتشكله من حضور عسكري على الارض ممثلا بقواعدها وحلفائها(الاكراد والجيش الحر ) وفصائل اخرى تعمل معها في سوريا