الشاهد -
يصادف في الثلاثين من كانون الثاني العيد السادس والخمسين لميلاد جلالته
الشاهد-نظيرة السيد
يحتفل الاردنيون في الثلاثين من كانون الثاني بالعيد السادس والخمسين لميلاد حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ايده الله واعز ملكه .
فقد ولد جلالته في مثل ذلك اليوم من عام 1962 حيث زفت البشرى الى الشعب الاردني في صبيحة ذلك اليوم بميلاد اكبر الابناء الذكور لجلالة الملك الحسين طيب الله ثراه الذي سماه في اليوم ذاته وليا لعهده ونذره لخدمة شعبه وامته. تلقى جلالته تعليمه في عمان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة قبل ان يتابع علومه العسكرية في كلية ساند هيرست وعلومه السياسية في جامعة اكسفورد حيث التحق ببرنامج للدراسات الخاصة في السياسة الدولية لمدة عام واحد .. وتابع جلالته فيما بعد دراسات متقدمة في الشؤون الدولية بجامعة جورج تاون. التحق جلالة الملك في القوات المسلحة الاردنية في سن مبكرة وتدرج في الخدمة العسكرية الى ان اصبح قائدا للعمليات الخاصة . وتسلم جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية بعد ظهر يوم السابع من شهر شباط سنة 1999 واصبح بذلك الملك الرابع للمملكة الاردنية الهاشمية. اهتم جلالته ومنذ اللحظة الاولى لتوليه سلطاته الدستورية بالتواصل مع ابناء شعبه في كل ارجاء الوطن وبدأ بزيارة العديد من المواقع في البادية والريف والقرى والمخيمات والمدن ..وكثيرا ما عمد جلالته الى زيارة تلك المواقع وغيرها من الموءسسات الرسمية متخفيا ليطلع بنفسه على واقع الحال دون اي تزييف او تزيين .. واصبحت زيارات جلالته حديث كل الاردنيين تحفزهم على مواصلة عملهم باتقان واخلاص ويتعلمون منها معنى التواضع والاصرار على سرعة الانجاز واتقانه . وواصل قائد الوطن لقاءاته مع العشائر وتتبع مطالبهم واحتياجاتهم واطمأن على اوضاعهم في مضاربهم وبيوتهم وتجمعاتهم السكانية فاتحا معهم الحوار المباشر ومستمعا لمطالبهم وحاجاتهم آمرا حكومته بمعالجة قضاياهم وايجاد الحلول لمشاكلهم. وكعهد الهاشميين باصرارهم على التواد وكفالة اليتيم ورعاية وتلبية لهفة المحتاج كان لجلالته جولات تفقدية لاحوال المواطنين في اماكن سكناهم حيث زار العديد من البيوت والمساكن التي ضمت في جدرانها المصنوعة من الصفيح عددا من الاطفال والايتام وغمرهم بابوته وعطفه وامر بتقديم المعونة العاجلة لهم وتوفير ما يحتاجونه ليعيد البهجة الى قلوبهم . وفي اطار الانطلاقة الجديدة للتصحيح الاقتصادي وتنشيط الحركة الاقتصادية وايجاد البيئة الاستثمارية الجاذبة التي قادها جلالة الملك عبدالله الثاني منذ اليوم الاول لتوليه الحكم كانت لجلالته زيارات مفاجئة للعديد من المواقع الاقتصادية ونقاط العبور مع الدول المجاورة حيث ابدى توجيهاته السامية بضرورة تقديم الخدمات بالسرعة الممكنة في تلك المواقع وتحديث الانظمة والتشريعات بما يتناسب ودخول الاردن الى السوق العالمي المفتوح . واحتلت التنمية الاقتصادية في المملكة اهمية خاصة لدى جلالته حيث تكللت جهوده بتوقيع اتفاقيات مناطق التجارة الحرة مع عدد من الدول العربية وانضمام الاردن الى منظمة التجارة العالمية واتفاقية منطقة التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الامريكية والشراكة مع اوروبا واتفاقيات عديدة مع دول العالم مما اسهم في انفتاح الاردن على الاقتصاد العالمي وادماجه مع الاسواق العالمية. وكان انشاء منطقة العقبة الاقتصادية من ابرز الانجازات الاقتصادية التي استطاع الاردن بقيادة وفكر مليكه اخراجها الى حيز الوجود وفي فترة قياسية لم تتجاوز عامين حيث بدأ تطبيق قانونها وانظمتها الخاصة في منتصف شهر شباط الماضي وسجلت 62 شركة تجارية وسياحية وصناعية على مدار الايام الثلاثة الاولى من اعلان المنطقة الاقتصادية الخاصة وبلغ عدد الشركات المسجلة حتى نهاية العام الماضي 750 شركة . واستطاع الاقتصاد الوطني ان يحقق نموا بنسبة تزيد على 4 بالمائة خلال العام الماضي وازدادت الصادرات الوطنية والتدفقات الاستثمارية مما زاد الثقة والاطمئنان بالاقتصاد الوطني . ومنذ بداية عهد جلالته بدأت معظم وزارات ومؤسسات الدولة بالاعلان والعمل على نظام /الحكومة الالكترونية / لمواكبة تطورات وتحديات العولمة وتعهدت اللجنة الاقتصادية الاستشارية التي تشكلت بامر من جلالته بتكثيف جهودها لانجاز استراتيجية الحكومة الالكترونية التي سارعت اجهزة الدولة المختلفة بتنفيذ خططها الرامية الى حوسبة العمل في الجهاز الحكومي وادخال احدث الانظمة الالكترونية في تقديم خدماتها مستفيدين من حداثة وتطور اجهزة الاتصال المختلفة التي كان الاردن من اوائل دول المنطقة في ادخالها والاستفادة منها . واولى جلالته التعليم اهمية خاصة موعزا الى كافة الاجهزة التعليمية بضرورة ادخال اجهزة الحاسوب الى مدارس وزارة التربية والتعليم في كافة المحافظات والالوية ..حتى وصلت اجهزة الحاسوب التي امر جلالته بتوفيرها الى مناطق البادية النائية في الرويشد والصفاوي ووادي موسى واصبحت مادة الحاسوب تدرس في مختلف مدارس المملكة التابعة لوزارة التربية والتعليم ..وشمل القائد بمكرمته السامية شرائح جديدة من المجتمع الاردني من الناجحين في الثانوية العامة موفرا لهم فرصة الالتحاق بالجامعات الحكومية لمواصلة تعليمهم واهتم بتحديث وتطوير مناهج التعليم وطرق التدريس وتدريب المعلمين بشكل يحقق استراتيجية واضحة المعالم والعمل على توفير حاجة سوق العمل وتطور الاقتصاد الوطني . وحمى جلالته المسيرة الديمقراطية في الاردن ودعا الى فتح الافاق امامها وتنظيم الحياة السياسية من خلال مجموعة من الاجراءات والتشريعات التي وضعت مصلحة الوطن فوق كل اعتبار من خلال قانون عصري للانتخابات البرلمانية من اجل زيادة منافذ الحوار وتهيئة المناخ المناسب للتنمية السياسية . واولى جلالته الوحدة الوطنية اهمية خاصة كركيزة اساسية يقوم عليها بنيان المجتمع الاردني والتي يعتبرها جلالته خطا احمر لا ينبغي لاحد تجاوزه او العبث به مهتما بايجاد جبهة متماسكة قوية تسود بين افرادها روح المحبة والاخاء والحرص على المصلحة الوطنية العليا على اساس تحقيق المساواة وتكافوء الفرص بين الجميع. واهتم جلالته بمشاريع التدريب والتأهيل بهدف الحد من البطالة وكان ابرزها تشكيل المجلس الوطني للتدريب المهني الذي بدأ عمله بتنفيذ خطة طموحة قوامها تدريب وتأهيل الآلاف من الشباب الاردني تمهيدا لادخالهم سوق العمل حيث يتم تنفيذ هذه الخطة بالتعاون ما بين موءسسة التدريب المهني والقوات المسلحة الاردنية . واولى جلالته القوات المسلحة الاردنية والاجهزة الامنية اهتماما خاصا مقدما لها كل الدعم مركزا على اهمية مدها بما يحتاجه افرادها وكوادرها من تجهيز وتدريب وتسليح لتبقى درع الوطن الحصين وسياجه . وحرص جلالته على ايلاء مختلف القضايا والتطلعات المرتبطة بمحافظات المملكة المختلفة اهمية كبيرة لتطويرها وترأس جلالته لتحقيق ذلك العديد من اجتماعات مجلس الوزراء التي كانت تعقد في المحافظات مطالبا حكومته بسرعة ايجاد الحلول ومعالجة القضايا المتعلقة بهذه المحافظات . واولى جلالته عناية خاصة للحرية الصحفية وقطاع الاعلام حيث امر جلالته بضرورة العمل على استقلال موءسسات الاعلام وادارتها برؤية وفلسفة جديدة وامر بتشكيل المجلس الاعلى للاعلام والغاء وزارة الاعلام. كما اهتم جلالته بالشباب الاردني الذين يشكلون ثلاثة ارباع المجتمع الاردني وامر بتشكيل مجلس رعاية الشباب والغاء وزارة الشباب مهمته وضع سياسة وطنية تضمن وضع قضايا الشباب على سلم اولويات الاردن الوطنية ودعم الموءسسات الشبابية والرياضية . واهتم جلالته بالمجال الزراعي وخاصة فيما يتعلق باهمية ادخال تقنيات الزراعة الحديثة وتحسين سبل التسويق والتصنيع الزراعي واحتلت شجرة الزيتون مكانة خاصة في اهتمامات جلالته حيث عمد الى زيارة مزارع الزيتون في محافظة عجلون وامر بافتتاح معاصر حديثة للزيتون بهدف زيادة تصدير هذه المادة الى الخارج بمواصفات عالمية . وعلى الصعيد العربي عمد جلالته الى مواصلة العمل وبكفاح وجهد متواصلين على دعم القضية الفلسطينية والوقوف الى جانب الاشقاء الفلسطينيين ودعمهم وتأييدهم في حقهم في قيام دولتهم على تراب فلسطين وعاصمتها القدس الشريف. وكانت لقاءات جلالته برئيس السلطة الوطنية الفلسطينية الرئيس عباس في عمان وعلى اراضي السلطة الفلسطينية ترجمة حقيقية لتأييد الاردن الكامل للسلطة الوطنية الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وللرئيس عباس. وعلى المستوى العالمي فقد ثمن العديد من قادة وروءساء دول العالم مواقف جلالة الملك عبدالله الثاني للدور الذي يلعبه الاردن بقيادته في دعم السلام الاقليمي وانهاء الصراعات القائمة بين شعوب المنطقة وايجاد الحلول المنسجمة مع قرارات الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي.
هذه المناسبة بكل ما تعنيه من كلمة هي فرصة لاعادة التأكيد على اعتزاز الشعب الاردني بقائده وتدل على عمق العلاقة التي تربط القائد بشعبه. في عيد جلالة الملك يتطلع الاردنيون الى المستقبل يحدوهم الامل بأن يتجاوزوا كل الازمات والصعوبات التي تواجههم وان يتغلبوا ع لى العقبات الاقتصادية التي تبث روح اليأس والتشاؤم في صفوفهم خصوصا وانهم يجدون جلالة الملك يواصل جهوده من اجل خدمة شعبه وامنه وهو يتصدى لكل ما من شأنه ان يلحق الظلم والاذى بشعبه الذي احبه واعتز به والاردنيون ينظرون بعين الامل الى الايام القادمة وخطوات جلالة الملك من اجل عمليات الاصلاح الاقتصادي الذي يأمله ولا ننسى في هذه المناسبة دفاع جلالته عن القدس وقضيتها العادلة وهذا ما لمسناه من خلال تصدي جلالته لقرار الرئيس الامريكي ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة دولة اسرائيل ومخططه لنقل السفارة الامريكية الى القدس وقد قال جلالته كلمته بهذا الشأن ان القدس عاصمة فلسطين وان الهاشميين كانوا وما زالوا وسيبقون الاوصياء على الاقصى وخدمته والذود عنه.