المحامي موسى سمحان الشيخ
الموقف الفلسطيني بعد قرارات ترامب التي تسعى جاهدة لتصفية القضية الفلسطينية وشطب الحق الفلسطيني ما زال يراوح مكانه، هو موقف في حقيقة الامر لم يزل في (الخانة) ذاتها بمعنى انه ما زال يراهن على الحل الاستسلامي الذي شعاره ومضمونه (حل الدولتين) مع ان هذا الحل انتقل الى رحمة الله - اعني رحمة الشيطان - منذ زمن بعيد، دون ان يدرك ولاة امرنا ان اكرام الميت دفنه، فالادبيات الصهيونية وقبلها الامريكية الترامبية تتحدث اليوم في ضم الضفة ودوس حق العودة من خلال قرارات اسرع من البرق والضوء، العبرة ليست في وسيط جديد عوضا عن الوسيط الامريكي. اذا كان جديد العرب هو زيارة (مايكل نبس) للمنطقة كما في زيارته لمصر والاردن ودولة العدو، فمن المؤكد ان بنس يحمل في حقيبته افكارا سوداء تماما في السر والعلن ولن تخرج عن صفقة العار المدعوة (صفعة القرن) ومايكل (نبس) هذا غير المرحب به يعرف ان ما يقوله العرب في السر غير ما يصرحون به تماما، شكليا ما تراه السلطة الوطنية ترفض وساطة واشنطن وتخطو صوب اوروبا والروس وربما الصين وهذا جديدها الممجوج وحتى دعوة الروس للقاء يجمع السلطة مع دولة العدو على علاقة لم يلق اذناً صاغية من اركان دولة العدو، ساسة تل ابيب ليسوا في وارد اية تسوية، وليس على اجندتهم سوى الاستيطان الزاحف الذي طال كل شيء، نعم لا شيء سوى الاستيطان، اهناك من يسمع؟ ويرى؟ اما الرد الحقيقي والفعال على الموقف الامريكي والصهيوني بعد اعتبار القدس عاصمة ابدية لدولة العدو، والموقف من الانوروا وسائر المواقف والتداعيات الاخرى، فتمثل في عمليتي (نابلس ومخيم جنين) تلك لغة يفهمها العدو ويحسب لها الف حساب رغم ادعائه عكس ذلك عمليتا نابلس ومخيم جنين تزامنا مع الانتفاضة اليومية للشعب الفلسطيني التي لم تهدأ على مدار ثمانية اسابيع تقريبا منذ اعلان ترامب القدس عاصمة لدولة العدو، بل وقبل ذلك هاتان العمليتان هما عنوان المرحلة الحقيقي ومن لا يعي ذلك دعونا نسمع معا تعليق مراسل الصحفي الاسرائيلي على عملية جنين (هم ليسوا يهتفون ضدنا، احد الفتية ضرب باب الجيب العسكري وصرخ بنا افتح .. افتح وبيده حجر، (غريب) جدا هذا الجيل لا يخاف مطلقا رغم اصابة 7 منهم بالرصاص الحي، ورغم كثرة جنودنا ووجود اكثر من 130 عربة مدرعة وعشرات الجرافات التي حاولنا بها دخول المخيم لكننا لم نرعب هؤلاء). ليس امام الفلسطينيين بعد قرن من وعد بلفور وبعد نكبة ونكسة عامي 48, و 67 وبعد ربع قرن من اوسلو، وبعد اختفاء لاءات الخرطوم وكامب ديفد ووادي عربة، ليس امامهم سوى المقاومة التي هي البلسم الحقيقي لجراح فلسطين، وما عدا ذلك ضحك على الذقون ولعب في الوقت الضائع، ايها العرب كونوا عربا.