نظيره السيد
اثر حادثة السطو التي وقعت صباح الاثنين بعد دخول شخص مجهول الى فرع احد البنوك في العاصمه واشهر سلاحا ناريا كان بحوزته وتمكن من سرقة ٩٨ الف دينار تحت تهديد السلاح . وبعد اقل من ساعة تمكن الامن الوقائي من تحديد هوية الجاني ومكان تواجده وتمت مداهمته والقاء القبض عليه وضبط السلاح الناري الذي كان بحوزته لحظة ارتكاب الجريمة واعترف بالتحقيق الاولي معه بالتخطيط وتنفيذ عملية السطو على البنك وقد ضبط المبلغ الذي بحوزته كاملا وتم نشر صورته على مواقع التواصل الاجتماعي وهنا الغرابة في الحادثة التي بدأت منذ نشر الصورة وتواصلت مع تعليقات الكثيرين الذين ابدوا تعاطفا مع السارق وبرروا له سرقته وقالوا ان سببها قرارات الحكومة والفقر والحاجة التي سيطرت على حياة الاردنيين والشباب على حد سواء الذين يعانون من البطالة والتهميش وقله الحيلة، وهذا التبرير بالطبع خاطىء لان مرتكب السرقة هو شاب قيل انه كان موظفا في احد البنوك اي ان له دخل ثابت وغير عاطل عن العمل، حتى وان كان محتاجا فهو لا يقدم على هكذا خطوة ويسرق هذا المبلغ الضخم بل يحاول الحصول على ما يسد حاجته، وايضا هناك من برر الفعلة بان البنوك ربوية وحلال سرقتها وهذه دعوة صريحة لتوريط الشباب في سلوكيات مخالفة تحت غطاء الدين وهو امر جلل، ما يجب ان نفعله قبل ان نبرر السرقة ان نكون واقعيين ونعرف انها جريمة مخطط لها وان السارق استخدم سلاحه واقدم على فعلته مع سبق الاصرار والترصد وهذا امر خطير وغريب على مجتمعنا الاردني الآمن الذي بدأت تتغير فيه مفاهيم كثيرة وقيم وعادات غريبة وكله ليس فقط بسبب الفقر والحاجة (وهذا سبب جوهري) لكن هناك ممارسات تعلمها الشباب وانتقاها من مجتمعات غريبة ومشاهدات حية حدثت في كثير من الدول العظمى التي لديها عصابات منظمة لذلك اما عندنا فهي حادثة فردية تنتهي ان نتصدى لها بكل قوتنا حتى لا تتكرر وان لا نبرزها ونضع اللوم على جهات ارهقت كاهلنا، ولكنها غير مسؤولة مباشرة عما حدث، علينا ان ننتبه لاولادنا من الجيل الصاعد ونزرع به القيم والاخلاق السامية ونعلمه ان يأكل لقمته بالحلال مهما استعصت عليه والله المستعان.