الشاعر حيدر محمود
رحم الله »ثريا«.. فلقد كانت تفهم: في الطب، وفي الحب. وفي التربية، وفي التعليم، وفي التموين، وفي الدين، وفي الدنيا! اكثر بكثير من اصحاب الدرجات العليا!! ولو امتد بها العمر، لحلت كل مشاكلنا: الما .. لية، والما ئية، والما .. بينهما!! لكن - يتغمدها الله بواسع رحمته رحلت، يوم رحلت من »الموج« الى »الاسفنج« كأن »الكرة الارضية«، لا تتسع لعصفورين: بحجمي .. وبحجم »ثريا«!! * * * تأتيني قبل النوم، واحيانا .. توقظني من »عز النوم« وتسمعني بعضا من »اوراد الصبر« واسمعها بعضا من اخر ما خربشه »الطفل« من الشعر، وتسألني، اكثر ما تسألني، عن بترول الوطن - الغيث؟! فأزعم: انا الغينا »سقف السيل« لأن الماء اعاد »السيل« الى »مجراه«! وابالغ في الزعم: بأن الثلج لدينا، فاق مداه! لكن »الشيخة« تعرف ان الشعراء. هم الشعراء. واني اتحدث عن »وجع المسحوقين«، وعن »دمع الفقراء«! * * * واقول لكم: لو ان العمر امتد قليلا بثريا .. لتحققت »الرؤيا«؟! قررت الامة، في اخر مؤتمرات القمة، الغاء »التأشيرة« بين البرح العربي، وبين الجرح العربي. ليصبح بالامكان ممارسة طقوس النزف اليوابي، شريطة ان: لا تختلط الاوراق. وتندلق الالوان على الالوان .. ويغدو صعبا تمييز الاخوال، عن الاخوال او الاعمام عن الاعمام، او الاخوان عن الاخوان؟! فلم تأت »اللحظة بعد، لهدم السد القائم بين »المهد« وبين »اللحد«! لكن الوعد سيبقى الوعد! »في آخر مؤتمرات القمة« ان العهد .. سيبقى العهد! واقول لكم من بعد، ومن قبل، ومن قبل، ومن بعد: ان الدنيا لا تتسع لعصفورين صغيرين: بحجمي!! وبحجم ثريا!!