د.محمد طالب عبيدات
في مثل هذا اليوم وبالتحديد يوم الإثنين الموافق 11-1-2010 كان موعدنا مع القدر المحتوم، حيث تعرّضت لحادث سير نتيجة خطأ الآخرين، إذ عاكس أحدهم السير، وكاد الحادث أن يودي بحياتي، مثلما أودى بحياة إثنتين فاضلتين كانتا تركبان مع سائق عاكس السير -أدعو لهما بالرحمة والغفران والجنة-، وكان ذلك إبّان عملي كوزير للأشغال العامة والإسكان، حيث كنت متوجهاً للجنوب لتفقّد مشاريع محافظة الطفيلة، ولكن لطف الله تعالى سترنا وكانت الإصابات عبارة عن كسور في رجلي اليمنى ومفصلها السفلي وجروح قطعية عميقة في الرأس، وما زلت أعاني من آثارهما حتى الآن.
بهذه المناسبة -ربما غير السارة لكنّ فيها الكثير من العبر- أستذكر الكثير:
1. أستذكر لأشكر "الله العلي القدير" أولاً الذي منحني فرصة العيش وطول العمر والصحة والعافية!
2. أستذكر لأشكر من القلب سيدي ومولاي جلالة الملك المعزز الذي إنتدب رئيس الديوان الملكي العامر للإطمئنان عن صحتي، ودولة رئيس الوزراء والوزراء وأبناء الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة ومؤسسات الوطن كافة.
3. ثم أستذكر لأشكر من القلب إخواني في الدفاع المدني والأمن العام والمواطنين الذين أسعفوني وأوصلوني للمدينة الطبية.
4. ثم أستذكر لأشكر من القلب جموع المواطنين الذين غمروني بمحبتهم واستقبلوني في المدينة الطبية حال سماعم الخبر عبر وسائل الإعلام للإطمئنان عن سلامتي.
5. ثم أستذكر لأشكر من القلب الأطباء والطواقم الطبية والممرضين كافة والإدارة في المدينة الطبية -الصرح الطبي العريق- والذين أشرفوا على إجراء "خمس" عمليات متوالية لي خلال ثلاث سنوات.
6. ثم أستذكر لأشكر من القلب "كل الناس والأخوات والأخوة" الذين غمروني بلطفهم وإنسانيتهم لزيارتي والإطمئنان عن صحتي في كل مراحل علاجي.
7. ثم أستذكر لأشكر من القلب أسرتي وأهلي وعزوتي وأقاربي وأصدقائي وجيراني وأحبائي وجامعتي والشرفاء في هذا الوطن.
8. ثم أستذكر المعاناة التي كانت تلازمني طوال وقت العمل إبان العلاج، والمعاناة هذه تدخل الإيمان إلى القلب بسلاسة دون ضبابية.
9. ثم أستذكر الدروس والعبر في حوادث السير حيث الأصل إتّقاء شرور وأخطاء الآخرين وليس إتقاننا للسياقة لننفذ من حوادث السير.
10. ثم أستذكر ضرورة أن نحمد الله ونشكره دوماً على صحتنا وعافيتنا وكل شيء.
- بصراحة: حوادث السير "حرب غير مُعلنة" على الأبرياء ليقع القدر المحتوم، فلنتقي الله بالآخرين ونتّقي أخطاءهم، والصحة تاج على رؤوس الأصحاء والمرضى، عافاكم الله جميعاً وحفظكم من كل مكروه، وحفظ أمن وإستقرار وطننا الغالي.
صباح الإحترام والمحبة
أبو بهاء