الشاهد -
قال ان الحزب مدني ديمقراطي ينطلق من مبدأ المواطنة
لا ندعي اننا سنفعل الاعاجيب لكن هدفنا العدالة المجتمعية
على الانسان ان يحترم المدرسة التي تعلم ونشأ فيها وانا احترم الاخوان المسلمين
لو حاسبنا الفاسدين لدينا لما كسرت يدنا ونحن ننتظر المساعدات الخارجية
الدول الخارجية ليست جمعيات خيرية ولا تعطي مساعدات دون مقابل
مجلس النواب انبثق عن قانون عاجز ولم ينبثق عن حرية اختيار حقيقية
احيانا اجد ان الحكومة ارحم من مجلس النواب على الشعب
الشاهد - نظيره السيد وربى العطار
قال انه بدأ حياته الحزبية قبل حوالي خمسين عاما عندما كان طالبا في بداية المرحلة الثانوية، وركز على العمل الحزبي الاسلامي فاصبح عضوا في جماعة الاخوان المسلمين منذ عام 1968، وكان طابعها العام تربوي وليس سياسيا، مارس بعد ذلك العمل الحزبي والسياسي الذي تمخض الى جبهة العمل الاسلامي فكان من المؤسسين لهذا الحزب الذي كان وما زال يكن له كل التقدير والاحترام. لكن بعد تجربة الربيع العربي اتيحت له الفرصة للاحتكاك بالمجتمع الاردني بمختلف اطيافه وتوجهاته، وتبين له ان هناك فرصة للعمل المشترك خارج اطار المحددات الايدولوجية ووجد ان هناك اعدادا كبيرة من الاردنيين والاردنيات ممن يحرصون على وطنهم لا مانع لديهم من التفاهم مع الاخرين وانشاء حزب مشترك يضم العديد من الاطياف والمذاهب يجمعهم حب الوطن. ومن هنا جاءت فكرة انشاء حزب الشراكة والانقاذ والذي سيرى النور بعد عدة ايام، بعد جهود بذلها الشيخ سالم الفلاحات الذي خص الشاهد بهذه المقابلة للحديث عن هذا الحزب والحياة الحزبية في الاردن وبعض القضايا المهمة على صعيد محلي وعالمي وفما يلي نص المقابلة.
* ما هو تقييمك للحياة الحزبية الاردنية والعربية؟
- بعد 70 عاما من التجربة الحزبية الاردنية وحال الاحزاب الاردنية متطابق مع مختلف الدول العربية لم نستطع ان نصل الى ما خططنا له وما وعدنا به المواطن العربي لاسباب عديدة منها الصراع الايدولوجي بين الاحزاب المختلفة وبسبب خشية معظم الانظمة العربية على كراسيها تخوفوا من الديمقراطية وسعوا الى تفكيك الاحزاب، وتخوف الناس من الانضمام للاحزاب ادى الى اضعافها فالصراع الداخلي بين هذه الاحزاب ووقوف بعضها في صف الاستبداد الرسمي ضد الاحزاب الاخرى ادى الى اضعافها. هذا بالاضافة الى ما لاحظناه من تحولات للاسلاميين في بعض الاقطار الاخرى، فتحولوا من تجربة القداسة الدينية والنظر للاخرين باشفاق وربما ببساطة وسطحية الى التحول لمنهجية جديدة كما وجدنا في تونس والمغرب وتركيا وماليزيا، فقد اصبح الناس هناك يفكرون بطريقة اخرى تنطلق من فكرة المواطنة، وانهم يعيشون في بلد واحد تختلف فيه آراؤهم وافكارهم واتجاهاتهم واستعداداتهم، لذلك وجدوا انه يجب ان ينطلق الناس من مبدأ المواطنة ليشكلوا احزابا سياسية على اساس برامجي. ومن هنا جاء التفكير باعادة النظر بعمق بالعمل الحزبي في الاردن.
* حدثنا عن حزب الشراكة والانقاذ وما هي اهداف هذا الحزب؟
- اجرينا عدة حوارات حول مدى امكانية ان نعمل سويا رغم خلفياتنا الفكرية والسياسية المختلفة والتي نعتز بها ولا نتنكر لها، وهل من الممكن ان نستقل بالعمل الحزبي من المرحلة السابقة التي تعودنا عليها خلال 70 سنة الماضية، فوجدت لهذا صدى عند البعض، فبدأنا بالتشاور والحوار حتى وصلنا الى فكرة انشاء حزب سياسي اسميناه حزب الشراكة، بمعنى اعطاء فرصة للتشارك مع كل الذين يفكرون بهذا الاتجاه، والانقاذ لاننا نشعر بخطر، وقمنا بتسمية هذا الحزب قبل سنة. لا نزعم ان هذا الحزب سيفعل الاعاجيب، لكن ليس هناك سبيل للعمل القانوني المنظم الا عن طريق الاحزاب، اما فكرتنا الرئيسية اكبر من العمل الحزبي وهي ان تتعدل الثقافة العربية من المناكفة الى التفاهم واحترام الاخر، والتنازل عن هذه القناعات في سبيل قناعة عامة، لذلك ما ندعو اليه ليس سهلا، وليس عبارة عن تشكيل حزب من 500 شخص لكن المأمول والمنظور ان نسهم مع الخيرين والخيرات مع الوطنيين والوطنيات في هذا البلد وربما نكون نموذجا في العالم العربي باحترامنا لبعضنا، وترتيب اولوياتنا وتنحية الخلافات جانبا في مشروع وطني رائد. واعتقد اننا سنشهر هذا الحزب في 20/1/2018 وما زلنا نبحث عن مقر للحزب.
* عدد اعضاء هذا الحزب وابرز الشخصيات الموجودة فيه؟
- لترخيص الحزب يجب ان يكون عدد اعضائه 150 شخصا، نحن تقدمنا ب 220 شخصا وهذا الحزب لا يركز على الشخصيات بل على فكر معين والامين العام للحزب معالي الدكتور محمد الحموري وهناك ايضا في هذا الحزب اللواء المتقاعد سلمان المعايطة، الدكتور محمد الرجوب، الدكتور عبدالرزاق بني هاني، المهندس حسان ذنيبات، المفكر السياسي هاني العموش، والدكتورة عيدة المطلق. واعتقد ان الشخصيات الرسمية لديها صعوبة في التحول لذلك حزبنا للمستقبل وليس للماضي وان اعتمادنا على شخصيات لامعة ومعروفة الان هذه الشخصيات ستزول بحكم السن، فيجب ان تنظر هذه المشاريع للشباب والشابات والى الطاقات الجديدة، ولا بأس ان يستيفدوا من خبرات السابقين.
* المبادىء العامة لحزب الشراكة والانقاذ؟
- هذا الحزب مدني ديمقراطي ينطلق من مبدأ المواطنة اولا، ويسعى ان يصبح الشعب هو صاحب السلطة وهو الذي يفرز السلطات المختلفة، ويعبر عن نفسه بانتخابات نيابية حسب قانون انتخاب متقدم وصلت اليه الدنيا بما يناسب الحالة الاردنية، ينبثق عن غالبية هذه الاصوات حكومة مستقلة تراقبها الاغلبية الممثلة بمجلس النواب وتكون هناك سلطة قضائية حارسة لهذا المشروع الوطني مستقلة لا يتحكم بها احد الا القانون وضمير القاضي، وتكون عرضة للحل والاقالة، وقضاء مستقل وسلطات ثلاث مستقلة تبنى على اساس ديمقراطي السلطة الرئيسة للشعب ولا يجوز ان تتحكم سلطة بالاخرى. وبالنسبة لنا القضية الفلسطينية قضية مركزية واساسية في هذا الحزب، ونعتقد انها قضية اردنية محلية، كما ان استقرار الاردن ووضعه هو قضية فلسطينية. ونعتقد ان الدور القادم والمعول عليه هو للشباب ويجب اتاحة الفرصة للمرأة بان تقوم بدورها وكفانا تقسيما للمجتمع بين امرأة ورجل وبين مسلم ومسيحي، فهذا الحزب خرج من هذا القمقم ويحاربه فهناك 16 مبدأ للحزب.
* هل من الممكن ان يكون في هذا الحزب شخصيات من ديانات واحزاب اخرى؟
- نعم سيكون هناك اشخاص من ديانات واحزاب اخرى واتمنى ان تزول الحساسية لدى بعض الاشخاص الذين لا يريدون للاردنيين ان يجتمعوا في صعيد واحد، فاهدافنا جميعا المسلم والمسيحي والمتدين والغير متدين واليساري والقومي والاسلامي العدالة والتوزيع العادل للثروة وكرامة المواطن، والحفاظ على الاردن مستقرا، والمحافظة على فلسطين، فهذا ما يجمعنا ولكل منا خصوصياته ولم ننشىء هذا الحزب ترفا او بحثا عن موقع او اسم فانا ابلغ من العمر الان 65 عاما وتجربتي بحزب جبهة العمل الاسلامي 25 عاما، وفي جماعة الاخوان المسلمين 50 عاما. ونوجه دعوتنا لكل اردني واردنية بغض النظر عن خلفياتهم السياسية والدينية ان ينظروا بعمق للمستقبل وان لا تفرقهم الاختلافات الفكرية ولا نزاعاتهم السابقة وان يتعاونوا فيما يتفق عليه لمشروع وطني واحد نحن نقدم الخطوط العريضة منه، ولا ندعي انه الافضل وهو قابل للتطوير والتحسين والتبديل.
* هل حاول الاخوان المسلمون ثنيك عن تأسيس حزب الشراكة والانقاذ؟
- كانت هناك محاولات كثيرة، ربما تكون عن حسن نية كتخوف الوالد على ابنائه وليس حقدا عليهم، يخشون ان مثل هذا التفكير سيضعف الجماعة ويمزقها، فقد حذروا ونشروا وكتبوا انه لا علاقة للاخوان بحزب الشراكة والانقاذ واننا لسنا منهم، وربما سيتخذون اجراءا بحق الاخوان لاذين انضموا للحزب، وهناك اصوات عاقلة تتحدث من داخل الاخوان بان ما شأنكم بهم فهذه حرية فكرية ولا يوجد نص اسلامي يمنع ذلك.
* هل تتوقع في ظل الظروف الحالية ان يستمر حزب الشراكة والانقاذ؟
- ما انا متأكد منه ان الاستسلام والعمل الفردي جريمة وان تتحول هذه الظروف والبيئات السياسية من الظروف المعقدة وغير المقبولة الى حالة افضل لحاجة العمل من جميع الدول العربية، لا يمكن ان تبقى المنطقة العربية معزولة عن العالم في الديمقراطية الحقيقية. هناك الكثير من الدول فيها انتخابات نيابية لكنها ليست حقيقية فيها دساتير لكنها ليست مطبقة. نعم العمل صعب والبيئات صعبة وقاسية ولا يوجد مناخ مناسب للعمل السياسي، والمشكلات كثيرة والضغط على وجودنا كعرب في منطقتنا يزداد وهذا يستدعي العمل المنظم بعقلية منفتحة وليس بعقلية صغيرة، فكلمازاد الضغط قلت فرص العمل السياسي والحزبي، واعتقد انه يتوجب على النخب الصادقة والوطنية ان تتمسك بضرورة العمل الجماعي الواضح الهادف الاستيعابي الاستثنائي.
* احيانا يؤدي تشكيل الحزب دون دراسة الى فشله وعدم تقديم ما هو مطلوب منه، فهل درستم الموضوع بشكل جيد؟
- عندما تكون الاهداف صغيرة ذاتية انتقامية فمجرد زوال هذه الاحزاب سينتهي هذا الحزب فهناك احزاب شكلت ثم اجتمعت في حزب واحد فكان الهدف محدد وزال بعد ذلك. هناك احزاب تتمحور حول شخص وبمجرد تحقيق هذا الشخص لاهدافه ينتهي الحزب فبعض الاحزاب لا تنشأ على اساس مؤسسي وبعد الربيع العربي يجب على جميع الاحزاب التي كانت موجودة ان تراجع نفسها من جديد مراجعة دقيقة وعميقة، فما كان يصلح قبل 2010 اعترف انه لم يعد صالحا اليوم فنحن في طور جديد من الحياة والشباب لديهم منهجية في التفكير. بالاضافة الى ثورة المعلومات والاتصالات فمن لا يتجدد ويجدد نفسه يتبدد وينتهي.
* شهدنا انقسام الاخوان المسلمين الى جمعية وجماعة وحركة زمزم هل استفدتم من هذه التجارب لتتفادوا الاخطاء التي وقعت بها؟
- نعم نحن لسنا اصحاب المحاولة الوحيدة، هناك محاولات اخرى ولا غرابة اذ تتعدد هذه المحاولات وهذا مؤشر ايجابي ان القناعة بدأت تتزايد بضرورة التفكير بمنهجية اخرى يشاركنا في هذا التوجه الى حد كبير احزاب نشأت وستنشأ ولا يوجد لدينا حساسية من هذه الاحزاب نحن نبحث عن ثقافة جديدة تعم المجتمع ربما هناك من لا يعجبه حزبنا فيؤسس حزبا اخر ولا بأس بذلك، هذه التعددية التكاملية محمودة وربما تلتقي اذا صدقت نواياها وصحت برامجها، فاذا لم يصلوا لحد الاندماج سيصلون لحد التكامل. بعض التجارب السابقة ايجابية وفيها بعض السلبيات، ولكن على جمالها وابداعيتها اعتبرت انشقاق نحن لسنا انشقاقا هناك من يريد ان يصنفنا اننا انشقاق عن جماعة الاخوان المسلمين لكنا لسنا كذلك نعم كنت مراقبا للاخوان المسلمين ومن المؤسسين لجبهة العمل الاسلامي واذا كان هناك انشقاق سيكون اضعف ممن تم الانشقاق عنهم. حزب الشراكة والانقاذ مشروع جديد تماما غير مبني على مشروع اخر كنا فيه لكن على الانسان ان يحترم المدرسة التي تعلم ونشأ فيها ولا يناكفها ويتمنى لها التوفيق لكن لا يقدمها ويبقى حبيسا لاجتهاد معين اجتهده اشخاص وكنت انا منهم وغيرت هذا الاتجاه.
* ما تعليقك على قرار ترامب بنقل السفارة الامريكية للقدس والاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ومدى تأثير هذا القرار علينا كأردنيين وعلى علاقتنا بالفلسطينيين وباقي العرب؟
- ما حصل من ضياع لنصف فلسطين عام 1948 كان مؤشرا ان هذه الحالة متجهة للانحدار وفي عام 1967 ضاعت البقية الباقية، وتمت عمليات السلام بعد ذلك لا اعرف اي عاقل بالدنيا يقبل ان يقدم الاقل اهمية على المهم، ويقدم المهم على الاهم، ثم تتم مفاوضات ومعاهدات سلام بين دول عربية ودولة الكيان الصهيوني، وتؤجل القضايا الحساسة كقضية القدس واللاجئين يكذب من يقول ان ما حدث كان مفاجأة هم يعرفون هذه الحقيقة اكثر من الشعوب وردات الفعل الشعبية هي التعبير الحقيقي والاردن مهدد لانه في عين العاصفة، ولم يعد الحديث عن دولتين بل عن دولة واحدة يهودية خالصة لليهود ليس فيها عرب، فالخطر اصبح حقيقيا الان، لذلك موقف جلالة الملك هو موقف من وجد ان النار وصلت اليه، ومواقف معظم الدول العربية سيئة ومخزية حتى لو كان هناك تعبير بالامتعاظ فلا قيمة له، وهذا يتطلب منا ان تتوحد جهودنا لنحاول الخروج من هذه الازمة.
* كيف تفسر وتقيم الوضع الاقتصادي في الاردن ودور مجلس النواب في هذا الشأن ومدى دفاعه عن حقوق المواطنين؟
- لا شك ان التوجه نحو اصلاح سياسي داخلي امر مهم جدا فلو واجهنا وحاسبنا الفاسدين لدينا لماكسرت يدنا ونحن بانتظار مساعدة من امريكا وغيرها ممن رهنت مصيرها الان بالمصير الصهيوني، واذا وجدوا شعبا متراصا ملتصقا لن يستطيعوا مواجهة هذا الحصن المنيع. فالدول الخارجية ليس جمعيات خيرية ولا تعطي مساعدات دون مقابل فهي مرهونة، فلا يوجد لدينا حل الا انفسنا، ويجب التوقف عن التغول على المواطن الاردني وتحميله اكثر من طاقته. الحكومة تطالب المواطن بالانتماء والصبر والثبات وهناك شرائح من الذين يتولون السلطة او من اصدقائهم واقاربهم يتمتعون بالمقدرات الاردنية على حد سواء لذلك على الحكومة الاردنية واي حكومة ان تتوقف عن مد يدها لجيب المواطن ويكون لديها خطة لمواجهة هذه الظروف ومجلس النواب انبثق عن قانون انتخابي عاجز وغير صحيح ولم ينبثق عن حرية اختيار حقيقية للناس، ربما استغل بعض المرشحين حاجة الناس وفقرهم واحيانا اجد الحكومة ارحم من مجلس النواب ومجلس الاعيان انفع من مجلس النواب.
* تعليقك على موقف جماعة الاخوان المسلمين ممثلة بكتلة الاصلاح اثناء اقرار موازنة عام 2018 مما افقدها ثقتها لدى المواطنين بعد ان كانت تحظى بسمعة جيدة.
- هم اتفقوا مع عدد من النواب بان يفشلوا انعقاد الجلسة بذلك لن يقر القانون الا بالتفاهم معهم، ضعف النواب والاتصالات التي وصلتهم لم تمكنهم من تنفيذ التواقيع التي وقعوها بان لا يدخلوا لقاعة التصويت وبالتالي لا يقر القانون. كان لديهم خيار بان يحضروا ويصوتوا لكن الحكومة كانت مؤمنة للاغلبية التي ستقول نعم للموازنة. هم اجتهدوا ولكن لو بقوا وصوتوا لقالوا لهم لما فعلتم ذلك، قطعا هم كانوا مصممين ويحاولون جهدهم ان لا ينفذ قانون الموازنة واجتهدوا بهذه الوسيلة، فهذه القضية لا يوجد بها نص مقدس وهي ممارسات.