د. محمد طالب عبيدات
ساءني ومن القلب "الدعايات المغرضة" من فضائية أردنية بعينها حول "الإدعاء الكاذب" بتسريب أسئلة الثانوية العامة "قبل عشر دقائق من بدء الإمتحان حسب إدعائهم" بقصد الإساءة للمنظومة التعليمية التي نعتز بها بالأردن. وإن دلّ ذلك على شيء فإنما يدل أن بعض المنابر الإعلامية أصبحت لا يمكن أن تُنعت بالمهنية أو الأخلاقية لدرجة مزاودتها على الوطن لغاية في نفس يعقوب!
وأعجب كيف لمثل هذه الفضائية أن تقبل أن تشوّه سمعة الوطن ومؤسساته! والأدهى أنها تدّعي بوجود تسريب الأسئلة لأكثر من مادة! وبالرغم من نفي معالي وزير التربية والتعليم ومدير الإمتحانات بالوزارة وتحدّيه لهم بأن يبعثوا ورقة على الفاكس له لمكتبه ولم يستطيعوا، فإنهم عاودوا الحديث عن الموضوع لتبرئة تهمتهم الكاذبة على مبدأ الجدل البيزنطي! بالطبع هذا يسيء للوطن ولمؤسساتنا التربوية وللشعب الأردني ولكل الطلبة الشرفاء الذين يبذلون الجهد الضخم في سبيل تحصيل العلامة لغايات التفوّق، والمصيبة الأنكى أن هؤلاء "المغرضين" يدّعون بأنهم يدافعون عن حقوق الطلبة!
الكلّ يتحدّث أن هذه الفضائية مأجورة للتخريب على الوطن، وتحاول الإنتقام لنفسها بسبب إغلاقها في الفترة الأخيرة من الأجهزة الرقابية، وإن كان ذلك صحيحاً فهل من المعقول أن درجة حقدهم على الوطن توصلهم للإساءة لإحدى النقاط المضيئة في وطننا والذي يشكّل مصداقية كبرى على مستوى العالم ألا وهو "إمتحان الثانوية العامة"!
أسئلة الثانوية العامة وثائق محمية ويستحيل تسريبها بسبب الإجراءات الصارمة والرقابية الإلكترونية عليها، وبسبب أن الذين يعملون في وزارة التربية والتعليم هم من شرفاء الوطن، ولكن الإشاعات المغرضة التي نسمعها هنا وهناك عجز الجميع عن إثباتها، مما يؤشر على عدم صدقيتها. وربما للإنصاف يكون طالب "غير سائل بالدراسة" أن يرمي ورقة إمتحان من شباك قاعة الإمتحان بعد بدء الإمتحان بدقائق محدودة، لكن ذلك لا يمكن البناء عليه لأن الطلبة كلهم في قاعات الإمتحان وقتها!
ولهؤلاء أقول: كفى إساءة للوطن ومؤسساته وإنجازاته بإسم حرية التعبير والفوضى الإعلامية، وكفى رجماً بالغيب وتجريحاً لقصص نجاحنا، وكفى مناورات مكشوفة، وكفى نكايات وإنتقامات لغايات الشخصنة، فالوطن أغلى من كلّ هذا، وإعتزازنا بإمتحان الثانوية العامة ومؤسساتنا التربوية جلّ كبير.