المحامي موسى سمحان الشيخ
اعتمدت الحركة الصهيونية في احتلالها لارض فلسطين على استراتيجيات عديدة ولعل اهمها وابرزها مصادرة الارض بالاستيطان الذي لم يتوقف لحظة منذ استعمار فلسطين وحتى لحظتنا الراهنة والاستقواء المستمر بالغرب وتحديدا امريكا بعد بريطانيا وفرنسا اللتين اسهمتا اسهاما بارزا في قيام دولة العدو ولعل العنصر الاهم في استراتيجية الكيان هو الاستفادة من التناقضات والضعف المستشري في العالم العربي والذي وصل في بعض لحظاته الى حق التخلي عن الحق العربي وما يحدث اليوم في دنيا العرب - اقول بعض الرسميين العرب - وصل الى حد التحالف مع هذا العدو هذه العناصر الرئيسة وسواها من عوامل ثانوية مكنت العدو من صنع اكبر مأساة عرفتها العصور الحديثة. لان فلسطين اضحت اليوم ساحة مستباحة وعلى رأي الاخوة المصريين (وكالة بدون بواب) فان الكل يدلي بدلوه في بيع حقوق هذا الشعب واستنزاف قدراته مع انه لم يكل ولن يمل في الدفاع عن حقه في استرجاع بلاده، كل بلاده، ومؤخرا احتلت بيوعات املاك الكنيسة الارثوذكسية حيزا واسعا في الاعلام والصحافة وقبلها في وجدان الشعب الفلسطيني حيث ثبت بالدليل القطعي وبالارقام اقدام بطريرك المدينة المقدسة وسائر اعمال فلسطين والاردن اقدامه كما يقال المتواطىء وسمسار على بيع عدة ملكيات من الاراضي الفلسطينية رصدت 7 بيوعات في اماكن مختلفة من املاك الكنيسة الارثوذكسية واخرها اكتشاف صفقة (باب الخليل) في منتصف مدينة القدس ومساحتها 43 دونما ثيوفولس الثالث اليوناني سمح لنفسه وبدون ادنى اعتبار لموقعه الديني السامي ببيع املاك الغير. فاملاك الكنيسة الارثوذكسية ملك للطائفة الارثوذكسية وبيوعه المتعددة واحيانا بابخس الاثمان ادت الى استيلاء العدو على مئات الدونمات الوقفية حيث سمح البطريرك المذكور لنفسه مستفيدا من ثغرات هامة واسعة في قانون البطريركية الارثوذكسية النافذ منذ عام 1958 ببيع المزيد من الارض الفلسطينية الوقفية. هذه البيوعات سيما في المدينة المقدسة هددت وتهدد عروبة المدينة وتنتقص من مكانتها التاريخية القائمة على التعايش السمح بين مختلف الطوائف والاديان ولعل السيد ثيوفلوس الثالث استفاد من التعتيم الاعلامي وعدم المتابعة من بعض المعنيين في فلسطين والاردن بقدر استفادته من اغراءات دولة العدو وها هو يصرخ شكلا ويدعو مسيحيي العالم لدعم حق الكنيسة في باب الخليل في مؤتمر عمان والذي تمثلت فيه 350 كنيسة، هوية المدينة المقدسة تعرضت وتتعرض للاهتزاز بفعل امثال هذه الممارسات اللاوطنية من قبل اشخاص اجانب لا تهمهم عروبة فلسطين من قريب او بعيد، الاسوأ ان هناك 3 عقارات كنسية طالها البيع قرب المسجد الاقصى، فاين انتم يا عرب من لجم مثل هذا الشخص وامثاله؟