علي القيسي
تطالعنا الصحف المحلية والمواقع الاجتماعية عن أخبار يومية عن نشاطات ثقافية وفنية في مواقع وأمكنة كثيرة في عمان ومحافظات أخرى، وهذه النشاطات تتعلق باشهار الكتب الجديدة ،والامسيات الشعرية، والمحاضرات والندوات المختلفة ، وأمسيات تتعلق بالطرب الأصيل والفنون الأخرى.
هذه النشاطات تغطيها اجهزة الاعلام من صحف وفضائيات محلية، ولكن ماأود قوله ان هذه النشاطات لاتعكس واقع الناس بشكل عام بل تمثل النخب الثقافية المحدودة ومن المهتمين ايضا بالشأن الثقافي وهم قلة، وعندما أحضر شخصيا هذه الندوات والنشاطات بناء على دعوات تأتيني من الأصدقاء والزملاء،، اتفاجأ أن القائمين على هذه النشاطات الثقافية يجيرون هذه النشاطات لغايات شخصية اعلامية ودعائية !!؟؟ تصب في مصلحتهم الشخصية وتعزيز نفوذهم ودعاية لهم وتسويق خاصة اذا تم برمجة هذه الاحتفالات بشهادات التكريم الورقية واعطاءها لمن لايستحقها امام عدسات الكاميرات وفلاشاتها وابتسامات المكرميين ومصافحتهم لصاحب التكريم ،، اقول ذلك ان الأمر ليس خطاء ولاعيبا او حراما ولكن المشكلة ان الامر زاد عن حدّه واصبح يحدث ذلك بصورة أساءت للكتاب والمثقفين والادباء الكبار ،البعيدين عن هذه التكريمات والجوائز وذلك بسبب تهميشهم وأقصائهم ودخول اشباه المبدعين والكتاب والمثقفيين على الخط،
حيث غدونا نسمع بكتاب صغار اغرار مبتدئين انهم أصبحوا عمالقة وكبارا رغم ان تجربتهم الكتابية لاتتجاوز كتابة بعض الخواطر والمحاولات البسيطة ولكن الاعلام المنحاز جعلهم شعراء كباراً وعظماء.
والمشكلة الاخرى أن عدد الحضور في هذه الامسيات قليل جدا نظرا لعدم قناعة الناس بهذه النشاطات والأسماء غير المبدعة والمعروفة على الساحة الثقافية ، اقول ذلك وانا متأكد ان بعض هذه الاسماء لاتمثل الأدب والثقافة والفن فهذه الأسماء طارئة ولايحق لها اختزال المشهد الثقافي والمزاودة عليه.
بقي القول، ان على المشرفين على الشأن الثقافي أن يدركوا خطورة فتح المجال لمدعي الادب والكتابة والثقافة ان يعتلوا هذه المنابر الثقافية ويتحدثوا بما لايعرفون ويهرفون بما لايعرفون.