المحامي موسى سمحان الشيخ
في مئوية وعد بلفور غير المسبوق تاريخيا في دبلوماسية الامم ومسيرة الشعوب ويمكن ان نقول الكثير، المؤلم والمفزع حقا ان امبراطورية الشر التي صدر عنها الوعد القاتل الذي افضى الى مأساة شعب وتشريده ذروة الالم ان زعيمة بريطانيا ما تزال فرحة بالوعد وتحتفي به وتدعو المجرم نتنياهو لزيارة لندن وهو المطلوب دوليا لارتكابه اشد واقسى الفظاعات في حق شعب يذود عن وطنه ويدافع عن حريته، يأبى القلم ان يذكر اسم هذه الرئيسة سليلة الامبراطورية التي غربت شمسها وهي اليوم تتباهى بماضي بلادها ابشع في اعطاء صك العبودية هذا، والسؤال من اي طينة هذه المرأة واضرابها مما يدعمون آخر دويلة عنصرية في القرن الواحد وعشرين بل ويتباهون انهم فعلوا ذلك. حينما اعطى المأفون بلفور وعده المشؤوم القائم على اعطاء من لا يملك لمن لا يستحق والمؤيد ضمنا حينها ولاحقا من دول امبريالية عنصرية على شاكلة بريطانيا التي اذلت واستعبدت شعوبا كثيرة وقتها كان عدد سكان فلسطين اكبر من سبعمائة الف مواطن مقابل بضعة مئات من اليهود منتشرين في شتى انحاء فلسطين كأي دولة اخرى وكانت الارض الفلسطينية بالكامل في يد اصحابها، الظلم التاريخي الذي لحق بالفلسطينيين على يد بريطانيا والغرب عامة ظلم لم تشهد الانسانية له مثيلا. اما وجه المأساة الحقيقية فبعد بلفور البريطاني عفوا بلفور الصهيوني - يقال انه كان يكره اليهود - فلقد انبتت الارض العربية الف الف بلفور، فهناك من تآمر عربيا على شعب فلسطين سرا وعلانية، هناك من اصدر صكوك غفران للصهيونية العالمية المتربعة على ارض فلسطين اليوم مقابل ثمن بخس، وهناك عربيا ودوليا من اسهم في تشريد شعب فلسطين في كافة انحاء المعمورة وكأنه لا يكفيهم عدوا واحدا بظهيره الامريكي الرجعي، الاسوأ من هذا وذاك ان فلسطين اليوم بكل تاريخها الكفاحي والنضالي معروضة في المزاد العلني وفي سوق النخاسة على يد بعض ابنائها، وعلى يد هؤلاء الذين يحجون كل يوم الى واشنطن بحثا عن اللاشيء، لقد فقس بلفور بلفورات كثيرة وما زال الحبل على الجرار.