بقلم : عبدالله محمد القاق
استطاعت قطر الدولة العربية الصغيرة في مساحتها وتعداد سكانها والكبيرة جدا في مواردها واعلامها عبر قناة الجزيرة الفضائية ان تلعب دورا كبيرا في الوسط السياسي العربي والاقليمي سواء وافقنا على سياستها او توجهاتها ام لا ...لكن اصبح لها الحضور العربي و الدولي الكبير ويمكن ايضاحه على نحو لم تستطع اية دولة عربية اواجنبية القيام به واليكم بعضا من الدور القطري على المستوى الاقليمي او الدولي :
1-دعم قطر اللامحدود لانقلاب ليبيا والقضاء على حكم القذافي ملك ملوك افريقيا
2-دعم التطورات الاخير ة في تونس حتى ان احد مدراء اقسام الجزيرة الفضائية عين وزيرا لخارجية تونس في الحكم الجديد
3 -زيارة امير قطر الى غزة وهي الزيارة التي وصفت بالتاريخية وتقديمه اربعمائة مليون دولار لاعادة بناء ما هدمه الاحتلال الاسرائيلي في اعتداءاته المتكررة على غزة
4- دعم الثورة السورية وتهيئة الظروف للانقضاض على حكم الرئيس السوري بشار الاسد
5-تقديم مساعدات لمصر في حكم الرئيس المصري محمد مرسي بلغت حوالي خمسة مليارات دولار ودعم الثورة المصرية بكل الوسائل
6--دعم قطرللمصالحة الفلسطينية وخاصة حماس في نضالها ضد العدو الاسرائيلي بالرغم من ان لاسرائيل مكتبا تجاريافي الدوحة
7-قيام قطر باجراء مصالحة بين اللبنانيين وانتخاب ميشال سليمان رئيسا للجمهورية اللبنانية
8-اسهام قطر الرئيس في صفقة اطلاق سراح 48 اسيرا ايرانيا كانوا محتجزين لدى الجيش الحر مقابل اقناع ايران للتفاوض مع النظام السوري لاطلاق سراح 2130 مسجونا من الجيش الحر او من يساندونهم في السجون السوريةونجحت الوساطة
9- دور قطر في الاستحواذ على اقامة كأس العالم بالدوحة في عام 2022 وسط منافسة عالمية قوية
-10 شراء استثمارات في اميركا واوروبا باكثر من عشرة مليارات دولار لزيادة دخولها القومية.
فاذا كانت الجزيرة قد عملت على النهوض بالتحرك القطري على هذالمستوى التي تعجز عنه دول كبرى لها تاريخ عريق في السياسة الدولية... فكيف بشراء الحكومة القطرية هذا الشهر محطة فضائية جديدة في الولايات المتحدة الاميركية وهي_ لال جور _المرشح الرئاسي الاميركي السابق الذي لم يحالفه الحظ في الانتخابات بمبلغ 500 مليون دولار لتكون دعما جديدا لتوجهات قطر الدولية ايضا
والواقع ان هذه الجهود القطرية عبر قناة الجزيرة الفضائية العربية التي يشاهدها حوالي ثمانين مليون مشاهد يوميا رسختها الالة الاعلامية القطرية فضلا عن حقول الغاز الكبيرة فكيف بها بعد الاستحواذ على المحطة الاميركية الجديدة -current ستكون في توجهاتها المقبلة ..خاصة وانه لدى زيارتي الى بكين عاصمة الصين مؤخرا ولقائي مع وزير الخارجية الصينية بحضور مدير مكتبها الزميل شحوري والزميل موسى برهومة رئيس تحرير الزميلة الغد انذاك لمسنا مدى اهتمام الدولة الكبرى بقناة الجزيرة فكيف بها بعد الاستحواذعلى القناة الاميركية الجديد ة!؟
نهنئ قطر على دورها المحوري الفاعل ونأمل من الدول الاخرى ان تحذو حذوها في استقطاب العالم. Top of Form 1 والمتابع لسياسة قطر برئاسة سمو الشيخ حمد امير قطر يشهد نقلة نوعية في السياسة الخارجية والداخلية القطرية نحو دعم الاقتصادات الخارجية بناء المستشفيات والمدارس والطرق وشبكات المياه والكهرباء والمساعدة في إعادة توطين النازحين واستقرارهم وتقديم والمعونات الحياتية لكثير من المحتاجين والأسر المتضررة من الكوارث والصراعات في كثير من الدول العربية والإسلامية وغيرها من دول العالم وخاصة في فلسطين. وفي جانب الاقتصاد ظل الاقتصاد القطري يحقق نموا مضطردا وشهدت بذلك بيوت الخبرة المالية العالمية وتمكنت دولة قطر من تخطي الأزمة المالية التي ضربت العالم قبل ثلاثة أعوام وما زالت تهدده وستكون دولة قطر بفضل الله كما يقول السفير الهاجري وبفضل السياسات الحكيمة في مأمن من المخاطر والهزات التي قد يتعرض لها الاقتصاد العالمي حيث اعتمدت على تنويع مصادر الدخل واحتلت دولة قطر مراكز متقدمة في احصائيات التنمية الدولية في النمو الاقتصادي وتصدرت قائمة الدول في أعلى معدل لدخل الفرد في العالم إذ تجاوز دخل الفرد القطري أكثر من مائتين وسبعين ألف دولار سنويا وتضاعف الإنتاج ستة عشر مرة ما بين 1995 و2010 وعادة ما تتصدر دولة قطر قائمة الدول العربية ومعظم دول العالم في معظم البيانات والدراسات الإيجابية الاقتصادية المتعلقة بالنمو والتطور والخدمات.وقد تحقق هذا النجاح نتيجة السياسات المدروسة التي اعتمدت على تنويع مصادر الدخل من البترول الى الغاز الطبيعي الى الاستثمار في الخارج بهامش مخاطر ضئيل ودعوة المستثمرين وسن القوانين المشجعة للاستثمار في الدولة وظل جهاز قطر للاستثمار يقوم بدور فعال في ايجاد شراكات دولية حيث اشترت دولة قطر الكثير من المؤسسات الاقتصادية الدولية الناجحة وتعمل على توطين تلك الشراكات داخل الدولة ضمانا لتحقيق الفائدة المشتركة القصوى من مثل ذلك الاستثمار داخليا وخارجيا. وقد ركزت دولة قطر على انتاج الغاز الطبيعي وتسويقه وانشاء موانئ لتصديره وتوفير البنية التحتية لذلك لتكون الدولة الأولى في العالم التي تمتلك احتياطيات الغاز وهو ما يجعل مستقبل دولة قطر أكثر رخاء بمشيئة الله.وفي مجال الإعلام كانت دولة قطر سباقة لفتح أجواء الإعلام الحر الذي ساهم بدور فعال في رفع سقف الوعي العربي وخلق مساحات وفضاءات لم تكن مطروقة من قبل في الحوار حول السياسة والاقتصاد والمجتمع والثقافة ونظم الحكم ودور الشعوب وآثارها وأفكارها في التنمية والديموقراطية وحقوق الإنسان وتمتعت أجهزة الإعلام القطرية سواء المقروءة أو المسموعة أو المشاهدة بقدر كبير من الحرية أتاح لها لعب دور إيجابي في الرقابة والمتابعة المسؤولة الأمر الذي ساعد فيما بلغته البلد من نمو وتطور وبما يمهد لاستقبال المرحلة الديموقراطية المقبلة بتفاؤل كبير . Abdqaq@orange.jo