محمد طالب عبيدات
الذكرى المئوية والقرن الأول لوعد بلفور المشؤوم تصادف اليوم، الوعد الذي تم إطلاقه في الثاني من تشرين الثاني للعام ١٩١٧ عندما كان اليهود في فلسطين لا تتجاوز نسبتهم ٥٪ من السكان، وكانت حكومة بريطانيا وقتئذ تنظر بعين العطف لإقامة كيان قومي لليهود في فلسطين مع الإبقاء على الحقوق المدنية والدينية للطوائف الأخرى-وذلك لم يتحقق فعلا على الأرض-:
١. وعد بلفور كان السبب الرئيس والشرارة الأولى في مصيبة فلسطين وإحتلالها وإيجاد الكيان الصهيوني المحتل في المنطقة، وذلك جريمة نكراء بإمتياز بحق شعب أعزل.
٢. مئوية وعد بلفور يجب أن يستثمرها العالم بأسره لإعادة الأمور لنصابها وإعادة الحقوق المنقوصة لأصحابها من الشعب الفلسطيني.
٣. مئوية وعد بلفور يجب أن يستثمرها العالم والدول العظمى للضغط على إسرائيل لإيجاد حل للقضية الفلسطينية على أساس الدولتين تحقيقاً للعدالة والسلام.
٤. مئوية وعد بلفور يجب أن يستثمرها العالم لمطالبة الدول العظمى بالإعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
٥. مئوية وعد بلفور يجب أن يستثمرها العالم والمجتمع الدولي لتعويضهم خذلان الشعب الفلسطيني، حيث لا دولة مستقلة ولا حق عودة ولا تحقيقH للوعود، وما زال القمع والتشريد والجوع والنزوح سيد الموقف لهذا الشعب الأعزل.
٦. مئوية وعد بلفور يجب أن يستثمرها العالمين العربي والإسلامي ليوضحوا للشباب خطورة هذا الوعد المشؤوم وما آلت إليه الأمور في فلسطين من مصائب على اللاجئين وغيرهم كنتيجة لذلك.
٧. في ذكرى وعد بلفور نستشعر الهم الفلسطيني ونشدّ على أيديهم في الحفاظ على هويتهم ومطالبهم العادلة.
٨. في ذكرى وعد بلفور نسجل ومن القلب إحتراماً للفلسطينيين الذين ما زالوا قابضين على مفاتيح بيوتهم على أمل العودة إليها.
٩. في ذكرى وعد بلفور نستذكر شهداء الأمة والجيش العربي الأردني في سبيل تحرير فلسطين ومعاركة في باب الواد والقدس واللطرون وغيرها.
١٠. في ذكرى وعد بلفور نستذكر الملك المؤسس عبدالله الأول وإستشهاده على أبواب القدس ونستذكر في ذات الوقت البطل كايد المفلح العبيدات جدّ أولادي وبإعتزاز كأول شهيد أردني روى بدمه الزكية تراب فلسطين.
١١. في ذكرى وعد بلفور نسجل للأردن قيادة هاشمية -وملوكه الأربعة -وشعباً وجيشاً كل تحية وتقدير لإستقباله أفواج اللاجئين والنازحين الفلسطينيين ليعيشوا وإخوانهم الأردنيين كمهاجرين وأنصار، ويكون النسيج الإجتماعي الأردني ولا أحلى في وحدة وطنية مُثلى.
١٢. في ذكرى وعد بلفور نتطلع لأن تؤتي المباحثات السلمية أُكلها صوب تحقيق أهداف الدولة الفلسطينية وعودة اللاجئين لديارهم، بالرغم من أنه لا يوجد بصيص أمل يلوح في الأفق لذلك!
١٣. في ذكرى وعد بلفور نثمّن الدور الأردني وجلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله في سبيل إنصاف الفلسطينيين كثابت وطني أردني من ثوابت الدولة الأردنية.
بصراحة: لا يمكن للأجيال الفلسطينية والعربية والإسلامية أن تنسى حقها في فلسطين، ولكنها في ذات الوقت تأمل أن تنال على هذا الحق بالطرق السلمية وبضمانات المجتمع الدولي دون الكيل من قبله بمكيالين.
صباح الوطن الجميل