بقلم: عبدالله محمد القاق
يصادف في الثاني من الشهر الجاري وعد بلفور وهو الوعد الذي اصدرته بريطانيا عام 1917 باقامة "وطن قومي" لليهود في ارض فلسطين، وعلى لسان وزير خارجيتها "آرثور بلفور" والذي مضى على هذا الوعد مائة عام ، دون ان يحقق للفلسطينيين اي شيء بالنسبة لحقوقهم المغتصبة، بل ان بريطانيا هي التي اسهمت بشكل كبير في اقامة دولة العدو الاسرائيلي، فيما تركت اصحاب الحقوق الشرعية يغادرون وطنهم الاصلي تحت ظروف قاسية وهجمات متواصلة قادتها الاحزاب الاسرائيلية اليمينية المتشددة عبر السنوات الماضية والذي ما زال هذا الهجوم الاسرائيلي قائما حتى وقتنا الحالي، بدعم من الولايات المتحدة الاميركية وبهذه المناسبة المشؤومة نظم الفلسطينيون مسيرات في الاراضي الفلسطينية المحتلة و العاصمة البريطانية، لندن، تنديدا بمرور 100 عام على وعد "بلفور"، الذي أسس لقيام دولة إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المنتزعة من أصحابها، والتي كانت تحتلها بريطانيا في ذلك الوقت. وقال الناطق الرسمي باسم حركة "فتح" أسامة القواسمي: "سنخرج في يوم الذكرى غدا (2نوفمبر/تشرين الثاني) بمسيرة حاشدة في العاصمة البريطانية لندن، تنديدا بإصرار حكومتها على الاحتفال بـ 100عام على الوعد، و مطالبين بالاعتذار للشعب الفلسطيني والاعتراف بدولته". وأضاف "سنخرج للشوارع والميادين في كل مكان يوجد فيه الفلسطينيون تنديدا بوعد بلفور". و"وعد بلفور"، هو الاسم الشائع المُطلق على الرسالة التي بعث بها وزير الخارجية البريطاني الأسبق آرثر جيمس بلفور، في 2نوفمبر/تشرين الثاني 1917 إلى اللورد (اليهودي) ليونيل وولتر دي روتشيلد، يشير فيها إلى أن حكومته ستبذل غاية جهدها لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. ويطالب الفلسطينيون رسميا وشعبيا، بريطانيا بالاعتذار عن هذا الوعد، الذي مهّد لإقامة إسرائيل على أرض فلسطين التاريخية، كما يطالبونها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية. واستنكر "القواسمي" نية رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، الاحتفال بمئوية وعد "بلفور"، وتمجيدها له وقال :هذا موقف وقح، ويدل على استمرار بريطانيا في معاداتها للشعب الفلسطيني وإصرارها على الجريمة، وأن تبتهج وتحتفل بجريمة تشريد الشعب الفلسطيني هو تجديد لآلام وعذابات شعبنا.". وتابع: "سنخرج للشوارع في لندن وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، وفي كل مكان يوجد فيه الشعب الفلسطيني، لنؤكد التمسك بالأرض". وقال :"كان الأولى ببريطانيا أن تعترف بالدولة الفلسطينية بدلا من الاحتفال". وأعلنت ماي، أمس، أن بريطانيا ستحتفل "بفخر" بالذكرى المئوية لصدور "وعد بلفور". وقالت ماي، أثناء الرد على الأسئلة خلال جلسة لمجلس العموم البريطاني، وهو الغرفة السفلى من برلمان البلاد، أمس الأربعاء: "إننا نشعر بالفخر من الدور الذي لعبناه في إقامة دولة إسرائيل، ونحن بالتأكيد سنحتفل بهذه الذكرى المئوية بفخر". بدوره، أعلن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي اليوم الخميس، في حديث لإذاعة صوت فلسطين، اعتزام السلطة الفلسطينية رفع قضية ضد حكومة بريطانيا في المحاكم البريطانية والأوروبية. وقال: "على بريطانيا أن تعتذر عن مأساة الشعب الفلسطيني وتعترف بدولته، وتعوضه عن سنوات القهر والظلم الذي لحقت به نتيجة وعد بلفور" وقرار التقسيم الذي صدر في عام 1917، وايدته الدول الاوروبية، دون دول العالم، شكل منعطفا تاريخيا ضد الفلسطينيين، واسهم في تغيير الواقع التاريخي والجغرافي للقضية القومية، حيث اصبحت فلسطين منسية واقيمت مكانها في الخامس عشر من ايار ما سمي "دولة اسرائيل"، التي وجدت مساعدة كبيرة من مختلف دول العالم، حيث ان هذه الدولة العبرية لم يكن لها ان تبقى وتستمر، لولا الدعم الاوروبي والاميركي اللامحدود.. والذي اسفر هذا العام عن موافقة الرئيس الاميركي اوباما المؤيدة لاسرائيل وساسته غير المتزنة، والواقعية تجاه الأمتين العربية والاسلامية وادعاءاتها بانها، أي الولايات المتحدة، تسهم في صون السلام والامن والعدل بالمنطقة فيما هي تسهم في دعم اسرائيل عبر كل الاصعدة. تجيء هذه الذكرى المئوية لوعد بلفور، في ظروف صعبة وسيئة للغاية جراء الممارسات الاسرائيلية القمعية التي ترتكبها القوات الاسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني الاعزل في غزة وانتهاكاتهتا في غزة بقتل المدنيين وهدم البنى التحتية وبناء الاف المستوطنات بالارضي العربية المحتلة وقيام نواب اسرائيليين برفقة الجيش الاسرائيلي بدخول الحرم الشريف بحماية الجيش الاسرائيلي بالاضافة الى ارتكابها اعمال القتل او تدمير البنى التحتية للشعب الفلسطيني واستمرار عمليات تعذيب الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني، فضلا عن تدهور حالة حقوق الانسان الفلسطيني بشكل واضح جراء الاعتداءات الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني والمتمثلة في اجتياح المدن والقرى والمخيمات والبقاء فيها ثم الانسحاب بعد فترة معينة بالاضافة الى قتل الاطفال داخل منازلهم او مدارسهم بسبب القصف الصاروخي العشوائي ضد المناطق المدنية من الدبابات او الرشاشات والمدافع،واقامة مزيد من المستعمرات في القدس والضفة الغربية وقد صعدت هذه القوات من عمليات تجريف الاراضي واقتلاع الاشجار ومنع قطف اشجار الزيتون وبناء المستوطنات الجديدة بل وتسمين العديد منها في هذه الظروف الحرجة والحساسة. فهذه الذكرى المشؤومة تجيء في وقت يمر الفلسطينيون بأسوأ أوضاع لهم جراء السياسة الاسرائيلية الامر الذي يتطلب من بريطانيا والولايات المتحدة ان يعملا على اصلاح اخطائهما.. في دعمهما اللامحدود للاسرائيليين والسعي لاقامة دولة فلسطينية على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف تحقيقا لقرارات الشرعية الدولية وارادة المجتمع الدولي.