بقلم : عبدالله محمد القاق
طغى موضوع انفصال كردستان على الاخبار العربية والدولية حيث قالت التعليقات السياسية انه من المؤسف أن يصبح بلد عربي كالعراق على حافة التقسيم، وأن يصبح مهددا بانفصال إقليمه الشمالي عنه والذي لا يعتبر جزءا من ترابه الوطني فحسب وإنما الجزء الذي يمثل الثقل الاقتصادي للعراق من حيث احتوائه على حقول النفط كذلك. ويعتبر السبب الذي يغري إقليم كردستان بالتصويت على الاستقلال عن العراق ليس ما يعانيه المركز المتمثل في بغداد من الضعف، كما لا يعود السبب إلى ما يستشعره الأكراد من استحقاقهم كقومية لوطن مستقل يمتلكون من خلاله حقهم في تقرير مصيرهم، وإنما يعود ذلك إلى السياسة التي انتهجتها بغداد حين تحولت من دولة مدنية تجمع كافة أطياف المجتمع العراقي من عرب وأكراد وتركمان، ومن الطبيعي إن «استقلال (كردستان) العراق، يفتح الأبواب أمام أكراد تركيا وإيران وسوريا للمطالبة والعمل السياسي والمسلّح لنيل ما ناله أخوتهم أكراد العراق من الاستقلال، وكل ذلك على طريق قيام كردستان الكبرى». وكان قد اعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن أنقرة سوف تتخذ إجراءات اقتصادية ضد إقليم كردستان العراق، وذلك بالتنسيق مع حكومتي العراق وإيران . وأوضح الرئيس التركي في تصريحات صحفية في طريق عودته من طهران ، أن الدول الثلاث قررت إنشاء آلية مشتركة خاصة بالنظر في اتخاذ قرار بتجميد تدفق النفط من شمال العراق، ردا على الاستفتاء على انفصال إقليم كردستان العراق الذي نظم في 25 سبتمبر/أيلول الماضي. وانتقد أردوغان بشدة شمول الاستفتاء محافظة كركوك المتنازع عليها بين حكومتي بغداد وأربيل، مشددا على أنه لا شرعية للأكراد في هذه المحافظة. تجدر الإشارة إلى أن هذه التصريحات ليست الأولى من نوعها من قبل الرئيس التركي، حيث أعلن أردوغان أمس من طهران أن "العزلة هي مصير الإقليم الكردي". يذكر أن محافظة كركوك الغنية بالنفط تخضع لسيطرة قوات "البيشمركة" منذ تراجع القوات العراقية أمام تقدم "داعش" في عام 2014. ورفضت بغداد، وكذلك تركيا وإيران، نتائج الاستفتاء، مصرة على أنه يخالف دستور البلاد. وفى سياق متصل دعت السعودية، رئاسة إقليم كردستان إلى التراجع عن إجراء الاستفتاء الخاص باستقلال الإقليم ، داعية كافة الأطراف إلى الدخول في حوار لتحقيق مصالح كافة مكونات الشعب العراقي. وكان وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج، ثامر السبهان، قد دعا ، رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود بارزاني لقبول الوساطات الدولية بشأن الاستفتاء على استقلال الإقليم. وقال السبهان، في تغريده على صفحته على موقع التدوينات القصيرة (تويتر)، «أتطلع لحكمة وشجاعة الرئيس مسعود بارزاني بقبول الوساطات الدولية لحل الأزمة الحالية ضمن مقترحات الأمم المتحدة وتجنيب العراق لأزمات هو بغنى عنها». فيما جدد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، في خطاب للأمة من السليمانية خلال حملته الدعائية للتصويت بـ «نعم» في الاستفتاء، إصراره على المضي قدما في إجراء الاستفتاء. كما أبلغ المبعوث الأممي إلى العراق« يان كوبيش » رئيس الإقليم مسعود بارزاني أن الأمم المتحدة مستعدة للتوسط في المفاوضات، ومناقشة كل المشكلات والقضايا العالقة بين الإقليم وبغداد، بهدف التوصل إلى اتفاق خلال عامين أو ثلاثة على المبادئ الأساسية وعلى ترتيبات للعلاقات المستقبلية بين بغداد والمنطقة الكردية، مقابل تأجيل سلطات الإقليم للاستفتاء حتى نهاية المفاوضات. ويقول المختصون في كردستان ان الاستفتاء جرى نتيجة هضم الحكومة الاتحادية واستيلائها على حقوف ابناء الاقليم وعدم ايفائها حكومة بغداد بالتزاماتها المالية تجاه كردستان وهو ما نفته حكومة بغداد مرار.