المحامي موسى سمحان الشيخ
ليس لدي ادنى رغبة في الحديث عن المصالحة الفلسطينية التي هي رغبة كل حر شريف، لاعتقادي بانه ما زال من المبكر جدا تحديد اهدافها ومراميها الحقيقية ضمن رؤى واستراتيجية كل فريق من فرقاء المصالحة الثلاثة، عباس، ودحلان، وحماس الراغبة حقا في ترك حكم غزة لاسباب عديدة باستلهام تجربة حزب الله في لبنان رغم الاختلافات الموضوعية بين التجربتين والبيئتين، عباس استلم غزة ولقاء الثلاثاء بين فتح وحماس عناوينه الرئيسه اكثر من الامن والمعابر وخلافهما ولاحقا الانتخابات بشقيها واصلاح هياكل منظمة التحرير المهترئة، الاخطر ان المصالحة تجري وفقا لدور مرسوم تلعبه مصر ضمن استراتيجية اقليمية ودولية ليست بعيده ربما عن صفقة قرن ترامب (الفالصو) اخطر ما في تجربة المصالحة محاولة انتزاع البندقية الفلسطينية وانهاء عسكرة غزة تحت شعارات مختلفة بتطبيق نموذج الضفة الغربية الشائه تماما والخاضع للاملاءات الاسرائيلية ونموذج التنسيق الامني الذي يطال كل من يتنفس، المصالحة في ختام هذه العجالة ما زالت تبحث عن (الحلقة المفقودة) واعني مشروعا وطنيا فلسطينيا حقيقيا متصادما مع الاحتلال ورافضا لتجربة التفاوض العبثية مشروعا فلسطينيا وطنيا صرفا تشارك فيه كافة القوى والفصائل ضمن وحدة وطنية تعيد للنضال الفلسطيني دوره الحقيقي بانتزاع فلسطين من براثن الاحتلال وفقا لاستراتيجية مقاومة فلسطينية شاملة. في الوقت الذي يحاول الفلسطينيون ترتيب بيتهم الداخلي وفقا لرؤية كل فريق من القوى الفلسطينية المتصارعة لدرجة كسر العظم في هذا الوقت بالذات تمضي الدولة العبرية في تهويد كل فلسطين وتعلن عن خطة جديدة تبناها حزب البيت اليهودي اطلق عليها خطة الحسم تقضي بحل السلطة الفلسطينية - رغم كل الخدمات التي تقدمها ضمن سياسة احتلال مدفوع الاجر - والتخلص من الفلسطينيين حيث يؤكد المؤرخ العسكري الصهيوني (مارتين كارفيلد) الذي اكد وكشف النقاب عن هذه الاستراتيجية بقوله (ان اسرائىل تنهج استراتيجية واضحة المعالم ومحددة تقوم على طرد جميع الفلسطينيين ونحن ننتظر الفرصة المناسبة وقد حانت) ويؤكد المصدر ذاته ان من كان يؤمن بذلك قبل سبع او ثماني سنوات لم يكن يتجاوز 33% اما اليوم فقد ارتفعت النسبة لتصل الى 55% ويذكر المصدر ذاته بان مذبحة دير ياسين الشهيرة هي التي قلبت موازين القوى وادت الى هجرة مئات آلاف الفلسطينيين، وعلى دولة العدو ان تنحو وتتصرف كما فعلت في مذابحها العديدة. خطط العدو تمضي على الارض قدما للامام، وصفقة القرن تراوح مكانها رغم ادراك ترامب المتزايد حسب تصريحات الساسة الامريكان ذاته، بان نتنياهو يشكل عقبه كأداء في وجه السلام، اخشى ان يكون في الساحة الفلسطينية من لا يزال يراهن على سراب السلام ويحاول توظيف المصالحة لهذه الغاية المشبوهة.