بقلم عارف العتيبي
هي وليدة الحكمة التي تقول: من استقل برأيه هلك ومن شاور الرجال شاركها في عقولها لانها تفرز الحرية الملتزمة والتي تعتمد على تحقيق العدالة والمساواة. انها تحقق الاحترام المتبادل بين الرأي والرأي الآخر وتأخذ بيد الانسان لايصاله الى واحة الامن والاستقرار والتقدم والازدهار. انها وحدة متماسكة ذات نهج واثق وواضح تضيء الدروب للوصول الى الافضل نتيجة اعمال وافعال لا تشوبها شائبة، ومبنية على رؤيا بصيرة واضحة، وتفكير وتطور معرفي. هنالك قوم تمادوا بدون ضمير او معرفة من عصابات خليفتها الغدر والطغيان يأكلون حقوق الشعوب ويشربون دماءهم من اجساد الفقراء والايتام والثكالى والضحايا المختلفة. انهم لا يتورعون عن الاستفزاز والاعتداءات الغاشمة وتنفيذ مخططاتهم دون خوف من عاقبة الدنيا او الآخرة. انهم يصرون ان يبقوا متعافين عن رؤية الحقيقة تحديا للمنطق، علما بان تخلخل القناعات السائدة مرده سوء المراقبة. خلو المنظومة من مقومات الالتزام الوظيفي يرفضه العقل رغم انهم قد خدعوا بالمناصب وقالوا بانهم اصبحوا طبقة اعلى من شرائح المجتمع. انه زمن تباينت فيه النوايا والمشاعر والاهداف حيث زادت فيه الفروق المرئية وامست اوصاله دامية لكثرة المسميات والمسارات. هنالك طرف ثالث في هذه المجموعة وهم سارقو اموال الحكومة والشعب رغم انهم تحت سيطرة المسؤولين ومراقبتهم. انهم يختلفون عن امثالهم من الموظفين بكثرة الكم والكيف والمذاق فرضتها الوظيفة والسياسة المتقلبة لها دون دراية ولا يقظه، ودون مراقبة او محاسبة. هنالك تعدد الوزارات والمناصب التي جعلت الدولة تحمل اسم اكبر دولة في الوزارات والمناصب في العالم رغم انها من الدول الصغرى. الوزراء والمناصب العالية هي لبعض العائلات الخاصة، بعيدة عن كثرة العائلات الكبيرة. اننا نعيش في خضم تيارات محاطة بالالغاز من كل جانب تبسط اجنحتها على قلوبنا وعقولنا. الى متى تبقى هذه المظاهر الخادعة في اختلاف الرؤية؟