علي القيسي
مضى انفصال الجنوب عن السودان بصمت ،ولم تقم الدنيا ولم تقعد ؟ ذهب نصف السودان ولم يعترض أحد، وكأن السودان ليس دولة عربية افريقية ،لم نسمع الدول الكبرى ولا الصغرى تحتج وتندد وتستنكر بل بالعكس مخطط انفصال الجنوب كان في الادراج ينتظر التنفيذ ، والآن أقليم كردستان العراق، يعلن الاستفتاء والانفصال الكامل عن الأم العراق، تقوم الدنيا على هذه الخطوة الخطيرة الاسترتتيجية التي تهدد امن الدول العربية اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وامنيا ،،ولكن بعكس السودان الجميع يطالب بالغاء الاستفتاء امريكا تركيا بريطانيا الدول العربية الامم المتحدة معظم دول العالم ،، تشجب هذه الخطوة الانفصالية ،، ترى ماالسبب في ذلك ؟ لماذا وافق الجميع على انفصال جنوب السودان ولم يوافق الجميع على انفصال كردستان،؟ هل هي مناورات سياسية لهذه الدول ،أم انها حقا تريد وحدة العراق، ام ان الظروف ليست ناضجة لمثل هذه الخطوة،، سيما وان المنطقة تغلي بالتوتر والاضطراب والحروب الداخلية وتقاطع المصالح ، ومحاربة الارهاب الداعشي، ومفاوضات استانا واخواتها،
إن المتابع لأحداث المنطقة يصاب بالدهشة من المفاجئات على الساحة الدولية كوريا الشمالية وتحديها لامريكا وتهديدها المستمر لأمن العالم وشبه الجزيرة الكورية ،، والتوتر القائم الآن بين ايران وامريكا ورغبة ترامب الغاء الاتفاق النووي مع ايران ،،والأوضاع في سوريا التي لم تستقر فالحرب مستعرة في الكثير من المدن والمناطق السورية برغم تهدئة التصعيد،، كل ذلك جعل العالم يقف ضد الاستفتاء الكردي في هذه الأوقات الصعبة، لأن الانفصال والاستقلال للاقليم يقسّم العراق ويضعف المركز الحكومة المركزية في مواجهة التحديات من محاربة الارهاب للمصالحة مرورا باعادة الاعمار وعودة الامور الى طبيعتها ،
وربما هذا الانفصال يخلق حالة عدم الاستقرار في المنطقة كلها، اذ ينعكس على اكراد سوريا وتركيا وايران ، وربما تقع المعارك والحروب على خلفية هذا الانفصال والاستفتاء ،حروب نحن العرب في غنى عنها لاسمح الله ،مثل مايجري في اليمن ،، فالدول الكبرى عندما تعارض هذا الاستفتاء تدرك المخاطر المتوقعة والتي سوف تؤثر على مصالحها في هذه المنطقة الحساسة من العالم حيث البترول والثروات الاخرى والحالة الجيوسياسية والجيوغرافية واسرائيل ايضا التي دعمت الاستفتاء ومن مصلحتها الاصطياد في الماء العكر وخلط الاوراق وتدمير ماتبقى من الوطن العربي وتغييب القضية الفلسطينية عن الساحة الدولية،