المحامي موسى سمحان الشيخ
ذهب العرب ومعهم القادة الفلسطينيون للامم المتحدة يحلمون بصفقة القرن التي تحدث عنها الرئيس الامريكي ترامب واخذها الرسميون العرب على محمل الجد وصدقوا الاكذوبة الكبرى، وقفوا ينتظرون ما الذي سيقوله عراب التسوية الجديد الذي ارسل مبعوثيه للمنطقة مرارا وتكرارا فوجدوا الغبار في انتظارهم كالعادة، نعم تمخض الجمل ولم يلد فأرا صغيرا، ترامب وعلى مدار 42 دقيقة هي مدة خطابه في الامم المتحدة لم يتحدث عن فلسطين بحرف ولم يذكرها بكلمة واحدة لقد استغرق الخطاب - خطاب الفوقية والكراهية - كل المدة المقررة له تحدث بصلف عن آرائه الديماغوجية وبلغة الوعيد والتهديد موجها كلامه لايران وكوريا الشمالية وفنزويلا وكوبا وما يسميه الارهاب ومشددا على عظمة الامة الامريكية، امريكا اولا، امريكا آخرا، بنبرة شخصية اثارت استياء ودهشة الجميع. صاحب صفقة القرن نأى تماما بنفسه عن فلسطين ومأساتها كآخر استعمار استيطاني عنصري في القرن الواحد وعشرين مصدقا مقولة صديقه نتنياهو بانه (الاكثر صداقة للصهيونية) حتى ان تفوق في دعمه المطلق على جورج بوش الذي حاز على لقب (الرئيس الاكثر صداقة لاسرائيل) نزل عن المنصة واعتلاها صديقه نتنياهو بعد عناق طويل مع قادة عرب كثر سرا وعلانية وزاد نتنياهو بذكر سلاما عربيا ومن ضمنه الفلسطينيين، ومن سخرية القدر ان هذا الرجل اعني ترامب يريد اصلاح المنظمة الدولية بوضعها على السكة الصحيحة، وكما هاجم دولا بعينها مهددا اياها بالثبور وعظائم الامور، هاجم مجلس حقوق الانسان الذي انتصف للفلسطينيين مرات ومرات وكما يقولون نقطة واول السطر وآخره لن يقوم صاحب صفقة القرن لمن ينتظرونه من عرب التسوية اي شيء، اي شيء، وسيعطي العدو الصهيوني كل شيء. ذات يوم ذهب ياسر عرفات للامم المتحدة وقال كلمته الشهيرة (جئتكم بغصن الزيتون مع بندقية ثائرا فلا تسقطوا الغصن الاخضر من يدي) واهتزت القاعة تصفيقا وداسوا غصن زيتون المرحوم عرفات قبل ان يغادر القاعة مع ان العرب يومها كانوا نسبيا غير عرب اليوم سيما المتأمريكين والمتصهينين منهم. فلسطين يا سادة ليس لها سوى سواعد ابنائها وخطى امتها واشعال ثورتها، وما عدا ذلك سفسطة كلامية فهذا عصر الردة العربية الرسمية بامتياز، الدرب واضح جلي ويعرفه القاصي والداني.