الشاهد - الشاهد - قال سمو الأمير فيصل بن الحسين انه على الرغم من مضي اكثر من 20 عاما على سقوط جدار برلين منهيا بذلك الحرب الباردة، إلا ان الآمال ما تزال معقودة على ان يصبح العالم اكثر أمنا وان تتضاءل موجات العنف والإرهاب الذي اجتاح العالم بما فيه منطقة الشرق الأوسط.
واضاف سموه خلال رعايته ومشاركته بفعاليات مؤتمر بعنوان (الناتو والعهد الأمني العالمي الجديد) الذي نظمته وزارة الخارجية بالتعاون مع المعهد الدبلوماسي وحلف الناتو اليوم الخميس "إن الحرب ضد الإرهاب في عدد من بقاع العالم والبعثات التي أرسلها الناتو لمناطق مختلفة مثل البوسنة، افغانستان، وليبيا ما هي الا أمثلة على الجهود والحلول الدولية لمواجهة التحديات التي يواجهها العالم والمتمثلة في إرساء الامن والاستقرار العالمي".
وبين سموه ان الطرف المضاد والذي يقف ضد كرامة الانسان وحريته ورخائه تم تحديده، مشيرا الى أن لا خيار أمام العالم سوى التعاون والاتحاد وهو يخوض معركة مع هذا الطرف من اجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
من جهته أكد نائب الامين العام للحلف الكسندر فيرشبو أهمية التعاون مع الأردن والمستمر منذ عقود، مؤكدا ان الناتو يعول ضمن خطته الجديدة والمستمرة لغاية 2020 على توسيع آفاق هذا التعاون.
وتحدث في الجلسة الاولى للمؤتمر التي ادارها الدكتور كامل ابو جابر رئيس قسم التعاون المتوسطي والسياسات الأمنية في الحلف نيكولاس دي سانتيس ومدير مركز تحديات الصراعات الدينية حسان المومني.
وقال ابو جابر في معرض تقديمه للمتحدثين ان الناتو حمل الاردن أعباء كبيرة في إطار تعاونه معه، في وقت يبدو الاردن بأمس الحاجة الى المساعدة، مؤكدا انه بدون تلك المساعدة لن يتمكن الاردن من القيام بما يحمله من اعباء في هذا الاطار.
من جهته قال سانتيس انه لمس من خلال عمله في الناتو سمة مميزة للأردن في التعامل مع مختلف القضايا وهي الاعتدال والحكمة، مشيرا الى ان هذا النهج اختطه الملك الراحل الحسين طيب الله ثراه ومن بعده جلالة الملك عبدالله الثاني، واصفا علاقات الناتو بالاردن بالممتازة.
واستعرض سانتيس اهداف الناتو الاستراتيجية ومن اهمها إرساء تفاهم بعيد عن الصراع، واستبدال المواجهة بالاتفاق، مبينا ان هذا الهدف بدأ بأوروبا وامتد ليشمل مناطق عديدة في العالم تعتمد بناء شراكات مع العديد من دول العالم على اسس من التعاون والتفاهم.
من جهته تحدث المومني عن دور الدبلوماسية في حل الكثير من الازمات وفي اطار استخدام مفهوم (القوة الناعمة) شارحا انها تعتمد جذب العقول والقلوب لتحقيق الاهداف بعيدا عن الاحتكاك العسكري.
واضاف "اننا في الاردن لدينا مدرسة مستقرة في القيادة قادت الأردن منذ تأسيسه مطلع القرن العشرين وحتى اليوم في بحر متلاطم من التقلبات التي شهدتها المنطقة منذ ذلك الوقت، واصفا هذه القيادة بأنها خلقت سحرا خاصا نجح في تقديم الاردن الى العالم اجمع، كما نجح الاردن في التأثير على السياسات العالمية حيال منطقة الشرق الاوسط بفضل طريقته الدبلوماسية".
وفي مداخلة لسمو الأمير فيصل في معرض الحوار الذي اعقب الجلسة قال سموه حول ملف اللاجئين "إن الاردن قام بواجبه الانساني تجاه اللاجئين على مر تاريخه"، مشيرا في هذا السياق الى تعاون الامم المتحدة ودعمها لهذا الموضوع وإن لم يكن بشكل كامل حيث تم ادراك حجم العبء الملقى على الاردن جراء اللاجئين السوريين من قبل المنظمة الاممية.
وبالنسبة للشراكة مع الناتو قال سموه "إنها مبنية على القيم المشتركة والمتمثلة بجعل العالم اكثر امنا في وقت يتعدى فيه المفهوم الامني الحدود الجغرافية"، مشيرا سموه الى ان نبراس العمل على هذا الموضوع يجب ان يستند الى ما قاله جلالة الملك الحسين رحمه الله وهو "إذا أردت ان تعمل شيئا افعله بالشكل الصحيح بغض النظر عن ردة الفعل على هذا العمل".
وناقش المشاركون في المؤتمر عبر جلستيه المفهوم الاستراتيجي الجديد لمنظمة الناتو والأمن الاقليمي في منطقة البحر المتوسط والشرق الاوسط، كما تمت خلالهما مناقشة تعاون الناتو العسكري مع شركائه.
وكان رئيس المعهد الدبلوماسي الدكتور مصطفى النوايسة قال في كلمة ترحيبية في بداية المؤتمر "إن من شأن المؤتمر تعزيز علاقات الاردن مع الدول والمنظمات ذات الثقل الدولي".
واضاف ان المؤتمر يأتي في سياق الدور المميز للسياسة الخارجية الأردنية التي تنبع من الرؤية الملكية لجلالة الملك عبدالله الثاني والتي تركز على اهمية الدور المحور الاردني في المنطقة وتأثيره على السلم والامن الدوليين.