منصور الطراونة
رغم ما تعانيه المرأة الأردنية في الأغوار الجنوبية من قساوة العيش وضيق ذات اليد إلا أنها استطاعت بصبرها وحكمتها وجلدها على المحن أن تخرج من هذه الدائرة القاتمة في نظر البعض إلى الدائرة الأوسع والأرحب إلا وهي الانخراط بالعمل الوظيفي في القطاعين العام والخاص والعمل التطوعي بكافة أشكاله حتى وصلت إلى درجه حققت من خلالها مكاسب لمنطقة الأغوار التي تعتبر من اشد المناطق في المملكة فقرا. المرأة في الأغوار الجنوبية تعتبر مثالا للمرأة المعطاءة المنتمية صدقا لوطنها والشريكة الأساس للرجل في كافة مجالات الحياة مستفيدة من الدعم الملكي المتواصل للمرأة من لدن جلالة الملك عبدا لله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبد الله بتمكين المرأة من اخذ حقوقها كاملة في التعليم والصحة والثقافة والحياة السياسية وغيرها ومترجمة هذه التوجيهات إلى برامج عملية تصب باتجاه خدمة الأغوار وأبنائها. نعم المرأة في الأغوار التي تشكل ما يزيد على 50 بالمائة من عدد السكان البالغ أربعين ألف نسمة لم تأبه بوهج الشمس الحارق ولا بشظف العيش فأصبحت شريكا أساسيا في الحياة السياسية والبرلمانية وحققت نجاحات لا محدودة رغم ظروفها القاهرة التي اشرنا إليها في مستهل المقالة فعلى مدى يوم من العمل أمضته الشاهد في الأغوار الجنوبية استطاعت ومن خلال لقائها مع العديد من الأخوات الفاضلات وفي مقدمتهن الأخت نايفة النواصرة رئيسة جمعية سيدات الأغوار تؤكد أن عزم نشميات الأغوار على المشاركة الكاملة بالانتخابات النيابية المقبلة بنسبة 100 بالمئة واختيار الأفضل والقادر على تمثيل أبناء المنطقة بعيدا عن المصالح لخاصة. لقد استمعت إلى أحاديث النشميات في الأغوار الجنوبية المليء بالعطاء والتضحية للمرأة الأردنية وتحقيق الانجازات بجهود تطوعية وعن طيب خاطر حيث المشاريع الصغيرة المدرة للدخل وتقديرا لهذه الجهود جاءت استجابة شركة البوتاس العربية ممثلة برئيسها معالي جمال الصرايرة بالوقوف إلى جانب الجمعية ودعمها بمبلغ 150 ألف دينار لإنشاء فرن آلي حديث لخدمة أبناء المنطقة وتحقيق مورد مالي للجمعية على أية حال لدينا الكثير عن نشميات الأغوار الجنوبية دون تخصيص ولا نملك إلا أن نقول بوركت الأمهات والجدات والعمات والخالات والأخوات في الأغوار الجنوبية وفي كل أنحاء الوطن وبوركت كل يد تبني للوطن فنزرع شجرة خيرا من أن نشكو الصحراء لا بل أفضل من كل المنظرين والمزاودين بشعاراتهم المستقوين على الوطن زارعي بذور الشك والفتنة فالمزارعة في الأغوار والطبيبة والمهندسة والممرضة وما سواهن جميعهن في خندق الوطن بلا استعلاء مع انه لم ينخدعن بالأضواء الساطعة وبريق المناصب في عمان فبقي الانتماء بتزايد وبقي الولاء للعرش الهاشمي بتزايد. المرأة في الأغوار الجنوبية تقود اليوم المرحلة الانتخابية بكافة أشكالها لفرز مرشح قادر على تمثيلها في البرلمان القادم وايصالها الى حقوقها المكتسبة فتحية لكل نشميات الأردن .