المحامي موسى سمحان الشيخ
الذاكرة الفلسطينية مثقلة بمآسي ومجازر ومذابح لا حصر لها ولا عدد بيد ان مذبحة صبرا وشاتيلا في ذكراها الخامسة والثلاثين تقول الكثير حقا هي مذبحة ببصمة ونكهة النازية الصهيونية وقادتها الفاشست بالتعاون كما في كل مرة مع حثالة من قوى محلية يطلق عليها الاسم العربي وهم في حالة صبرا وشاتيلا حصرا حزب الكتائب اللبناني وصبحي لبنان الجنوبي باوامر وتنسيق مباشر من الهالك شارون وعلى مدار ثلاثة ايام ازهقت ارواح ما يزيد على (3500) شهيد معظمهم من النساء والاطفال والشيوخ، كانت المؤامرة في جوهرها - وما تزال - تجريد الفلسطيني من بندقيته، ومن لا يملك بندقية يذود بها عن حماه لا وطن له في عالم شرعته الاساس الحق للقوة وللضعيف الرسن. بعد صمود ثلاثة اشهر في بيروت امام جيش شارون ابان اجتياحه لبيروت عام 1982 دخلت العصابات الحاقدة للمخيم وباوامر مباشرة من الهالك شارون ورئيس اركانه رفائيل ايتان وكانت الاوامر واضحة: ابادة البشر والحجر ووأد الوجود الفلسطيني في لبنان بجعله عبرة لمن يعتبر اولا يعتبر واستهداف وحدة الشعب اللبناني والفلسطيني، حقا وعلى مدار قرن من الزمن تعرض الشعب العربي لشتى صنوف القتل والتهجير والدمار دون ان يرفع الراية البيضاء، الا ان مجزرة صبرا وشاتيلا سواء من حيث الفظاعة وحجم وعدد القتلى فاقت جرائم النازية الصهيونية في دير ياسين وكفر قاسم وقبية وسواها وسواها، وكان الاثر المدمر خروج المقاتل الفلسطيني الى مشارف الاطلسي حيث اضحى بلا بندقية واصبحت مقولة (ثورة بساط الريح اسم على مسمى) وكل الضمانات التي قدمت لحماية المخيمات الفلسطينية من قوى محلية وعربية ودولة لم تسعف طفلا واحدا في مذبحة القرن. اليوم ونحن نملك الحق دون استخدام قوتنا الممثلة دوما وابدا في المقاومة والمقاومة وحدها، لن نستطيع ان نتقدم خطوة واحدة الى الامام، لان كافة الحلول الاستسلامية لعب في الوقت الضائع السائد في التعامل مع قضيتنا بحاجة الى مراجعة وطنية حاسمة تضع الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات في مواجهة حقيقية مع عدو جاء بالقوة ولن يرحل بسواها.