أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات في أعقاب الانتخابات البلدية واللامركزية

في أعقاب الانتخابات البلدية واللامركزية

30-08-2017 01:24 PM

د. رحيل محمد غرايبة

الفائز الأول في الانتخابات البلدية واللامركزية هو الأردن والشعب الأردني كله في تحقيق هذا الإنجاز الديمقراطي في كل محافظات المملكة وألويتها وبلدياتها، في ظل ظروف إقليمية استثنائية، وفي ظل الحروب المشتعلة المحيطة بالأردن من كل الجهات، رغم كل الملاحظات الفرعية والتفصيلية التي يبديها بعض السياسيين الأردنيين، حيث أنه لا مجال أمامنا الّا السير قدماً نحو الإصلاح الوطني الشامل بطريقة سلمية متدرجة وآمنة. ومن خلال المشاركة الفاعلة من كل شرائح الشعب الأردني واتجاهاته السياسية والفكرية والاجتماعية. الاتجاه الأكثر سيطرة وتأثيراً على مجريات الانتخابات البلدية هو الاتجاه العشائري بكل تاكيد، حيث أصبحت العشيرة تقوم مقام الحزب السياسي في الفرز والاختيار والتجمع والتحشيد ، وهذا واقع اجتماعي وسياسي يجب الاعتراف به، وهو لا يمثل الوضع السليم من كل الوجوه، ولكن يمكن التساهل مع العشائرية في الانتخابات البلدية واللامركزية مقابل أن تصبح الانتخابات البرلمانية حكراً على القوائم الحزبية، وربما يمثل هذا التوجه خطوة معقولة على صعيد الانتقال بالبرلمان والانتخابات البرلمانية إلى أفق التنافس البرامجي الحزبي بقوة التشريع الإجباري، ومن بعد ذلك السير نحو تشكيل الحكومات البرلمانية المفرزة من خلال التكتلات الحزبية التي تحوز على مقاعد مجلس النواب. نحن أمام تجربة جديدة في انتخاب أعضاء مجالس المحافظات حتى تصبح مجالس تمثيلية منتخبة تتولى الشؤون الخدمية للمواطنين على مختلف الصعد التنموية، وتأمين حاجات المناطق من المياه والكهرباء والطرق والمرافق التعليمية والصحية والسياحية والمشاريع التشغيلية، ما سيخفف العبء عن نواب البرلمان في هذه السياقات، ويجعل النائب متفرغاً للشؤون التشريعية والرقابية والقضايا السياسية والوطنية الكبرى على مستوى المملكة كلها. التجربة تحتاج إلى الانضاج والتطوير من جميع الاطراف السياسية والاجتماعية ، من خلال الممارسة والتطبيق وهذا يحتاج إلى اخضاع الناجحين إلى دورات تأهيلية تجعلهم قادرين على فهم أدوارهم بطريقة صحيحة، وقادرين على القيام بمهامهم بنجاح، بعيداً عن التجاذبات والمناكفات العشائرية والجهوية والمناطقية التي تعرقل سير العمل، وتحول دون تقديم الخدمة المطلوبة للمواطنين على أكمل وجه، وهذا يقتضي منا جميعاً الارتفاع إلى مستوى المسؤولية العامة بحس وطني متحضر. حيث ما زال كثير منا ينظر إلى مواقع المسؤولية بانها عبارة عن وسيلة للوجاهة والتفاخر العائلي والحزبي، أو أنها وسيلة لتحقيق المكاسب الشخصية والفئوية الضيفة، ولا يسلم من هذا المرض بعض الاتجاهات الحزبية التي ما زالت ترى في تحقيق الفوز بالمواقع الانتخابية أنها عبارة عن مكاسرة بين الاتجاهات واثبات الحضور والقول أنا موجود، بطريقة لا تختلف كثيراً عن المنافسات الرياضية بين اتباع النوادي الرياضية وتعبير (دق خشوم) الذي يتم تداوله وما يماثله من اقوال وتصرفات ، وهذا كله يمثل تخلفاً ثقافياً على صعيد الأنماط الاجتماعية والسياسية أيضاً. الأحزاب ينبغي أن تعطي صورة مختلفة في تعاملها مع مواقع المسؤولية؛ ما يتوجب عليها ضبط أتباعها وعناصرها عن الاسفاف في التعامل مع المنافسين، وأن لا يضيعوا الرسالة الفكرية في غمرة التنافس المتعصب واللهفة على تحقيق الفوز.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :