ناديا هاشم العالول
شاركنا قبل سنوات في «المؤتمر الإقليمي للقيادات النسائية»، في جمهورية مصر العربية، والذي يركز على المرأة القيادية ودورها بالمحافظة على البيئة من غطاء نباتي وبيئة ساحلية، من خلال مبادرات تقوم بها مؤسسة «هي» لدعم المرأة القيادية، لتشارك بوضع السياسات العامة في مجالات البيئة..وايضا لدعم المرأة للوصول لصنع القرار..
ومبادرات كهذه نحن في امس الحاجة لها بشرط ان تكون مرتبطة ارتباطا مباشرا بالثقافة والقوانين.. لأنهما وجهان لعملة واحدة.. عملة التخلّف او التقدم.. وأما المسؤول الأول عن نوعية العملة فهو المجتمع، و«بالأخص» الأسرة.. و«بالأخص الأخص» المرأة المسؤولة عن تربية اولادها..
فالبيئة ترتبط ارتباطا مباشرا بالإنسان الذي يؤثر عليها سلبا أو إيجابا وفقا لأعماله وسلوكياته.. علما ان المرأة هي المؤثرة الأولى بالبيئة لكونها الأقرب لها، لدرجة أنها تكاد أن تكون الحاضنة الطبيعية للبيئة والحامية لها، فارتباطها الغريزي بحماية أسرتها من اخطار وتلوث وأمراض يجعلها الأكثر إحساسا ببيئتها المرتبطة بالمكان والغذاء والماء والدواء والهواء.. الخ.
فالمرأة تستطيع ان تكون مديرة لمنزلها ومدبّرة له من الطراز الأول وبخاصةإذا ما توفرت فيها صفات المعرفة والمبادرة والثقة والتواضع والإلتزام بالقول والفعل والسلوك لتكون دوما النموذج الذي يحتذى به..
نعم النموذج.. وهنا مربط الفرس.. ولا عجب ان تناط وزارة البيئة في معظم بلاد العالم بالمرأة.. ما دامت تتوفر فيها الصفات القيادية الطبيعية والمكتسبة.. ولا عجب ان قال احمد شوقي: الام مدرسة إذا اعددتها.. اعددت شعبا طيب الأعراق..
والعكس صحيح.. فالمرأة تصنع الأجيال وتصيغ مستقبلها.. كما ان الصناعة انواع وكذلك الصياغة.. فهي تتراوح بين رديء وجيد وممتاز ايضا.. وهذا يعتمد في المقام الأول على درجة المعرفة التي تتمتع بها المرأة.. وليست اية معرفة.. بل المعرفة المرتبطة بالوعي..
وبقدر ما ترتفع درجة الوعي عند الإنسان وبخاصة المرأة كلما كان اهتمامها بالبيئة اكثر..الا ان كثيرا ما يخترق هذا الوعي ممارسات سلبية عند بعض الفئات نتيجة أعمال وسلوكيات وتربية خاطئة زرعتها ازدواجية واضحة في ثقافة الام البيئية وغير البيئية على حد سواء، فينعكس على ممارسات بعض الشرائح الاجتماعية والثقافية والإقتصادية والسياسية والبيئية, الخ محليا وعربيا وعالميا.. فبين تقدم في مجال البيئة هنا وتخلف هناك.. تتجلى نسبة الوعي والانتماء في المحصلة النهائية للالتزام او العبث البيئي، وكلاهما يتأتيان عن التراكمات السلوكية للأفراد والجماعات والشعوب المؤثرة بدورها في ثقافة الشعوب وقوانين دولها..
ومن اجل ذلك يوصف شعب ما بانه متطور او العكس تماما وفقا للثقافة المجتمعية السائدة التي تؤثر في سن القوانين سلبا أو ايجابا وبخاصة في حالة غياب الدقة والموضوعية..
فأما الإيجابيات فاللهُمَّ كثّر وأنعِم.. واما السلبيات فاللهُمّ خفّف منها ومن شرها..