المحامي موسى سمحان الشيخ

لم ترتشف دمعي شفاه الهوان ولم يناد المجد هذا جبان، فاعصف فاني صخرة يا زمان، هل غنى الشاعر في قصيدة هذا شعب فلسطين؟؟ الشعر احيانا يقدم رؤية، نبوءة ما، عموما ما لنا لحظيا وفعالية الشعر الذي هو ديوان العرب بلا منازع، نحن نتحدث عن شعب محارب يدعى شعب فلسطين فرضت عليه الحرب عنوة منذ قرن ونيف، وكان آخرها البوابات الالكترونية والكامرات الذكية والجسور في استهداف حقيقي لفرض واقع التقسيمين الزماني والمكاني وحرمان الفلسطيني حتى من الصلاة في اقدس واهم مكان لديه ولدى كافة العرب والمسلمين والموحدين. ثبت الفلسطينيون وفي القلب منهم المقادسة العرب لقد ثبتوا بقوة ايمانهم ورجولتهم وتصميمهم وسهرهم ووحدتهم وافشلوا مخططات العدو الصهيوني ودخلوا الاقصى عنوة واقتدارا، وهم في حركتهم الشعبية المنتصرة لم يخوضوا المعركة بصدورهم فحسب حضر السلاح من خلال اولاد الجبارين كما حضر في خاصرة الاقصى الشمالية في حلميش، جهد شعبي مميز عز نظيرة وعلى غير مبعد منه عمل عسكري نوعي يرغم العدو على التراجع ولو مؤقتا عن مخططاته وشروره وآثامه بدون هذا التزواج الشعبي والعسكري لن نربح معركة واحدة فما بالك بالحرب الطويلة المريرة مع عدو استولى على كل شيء واستباح كل شيء؟ سريعا وفي هذه العجالة يمكن تلخيص بعض الدروس المستفادة من هبة الاقصى. 1 - تأكيد افلاس اسلوب التفاوض وافول حل الدولتين وتراجع دور المستوى السياسي الفلسطيني من خلال السلطة الى حجمه الطبيعي. -2 تحقيق الوحدة الوطنية على الارض حيث تعانقت كافة الوان الطيف السياسي الفلسطيني ووقف الملتحي الى جانب العلماني وابن حماس الى جانب ابن فتح والشعبية الخ والمسيحي الى جانب المسلم. -3 لعبت المؤسسة الدينية الفلسطينية دورا بارزا في قيادة هبة الاقصى وكانت في صميم المعركة وقادتها باقتدار. -4 اعادة العنف الصهيوني غير المسبوق في مواجهة الفلسطينيين العزل الى حجمهم الطبيعي حيث اسقط في يد نتنياهو وعصابته تماما امام تصميم الفلسطينيين وعلى رأسهم العرب المقادسة في انتزاع حقهم. -5 اظهرت معركة الاقصى غياب الدور العربي الرسمي تماما حيث ترك الفلسطينيون وحيدين تماما في معركتهم مما ذكرنا بقول الراحل ياسر عرفات يا وحدنا .. يا وحدنا -6 السقوط المدوي والبائس لمرجعيات دينية عربية - شيوخ السلطان - كان لهم اعتبار واي اعتبار لدى العامة حيث افتى بعضهم فتاوى اقل ما يقال فيها انها سامة تماما. لم ولن تنتهي المعركة ويجب البناء على هذا الانتصار فالمعركة جد طويلة.