المحامي موسى سمحان الشيخ
عملية الاقصى البطولية في القدس تؤكد ان الشعب الفلسطيني واكثر من اية مرحلة مضت معهم على استرداد حقه كاملا غير منقوص وتحرير بلده من اصلف واشرس عدد عرفته البشرية، كما تثبت العملية ان فلسطين عصية على التجزئة فأم الفحم كما نابلس والقدس وغزة لا تؤمن بحدود عام 48 وعام 67 ففلسطين كلها مسرح لعمليات الطعن والبنادق والاشتباك الذي يبرهن على استمرارية الانتفاضة الثالثة رغم سوء الوضع الفلسطيني الرسمي المنقطع النظير والتخلي العربي الرسمي الواضح عن دعم عرب فلسطين بل الدخول في ترتيبات تؤكد التخلي والتآمر في آن معا، مرحى لشباب فلسطين اذ يعيدون الحق الى نصابه ويشعلونها في القدس العربية عاصمة فلسطين والى الابد. حدث هذا بالامس في القدس وسيحدث غدا وبعد غد وفي كل يوم في كافة ارجاء الجغرافيا الفلسطينية حتى لو اخذت بعض الفصائل اجازة من الكفاح المسلح او تراخت قبضتها او حتى نكثت وعدها بالتحرير الكامل، سيأتي من يحمل الراية والبندقية - كابناء الجبارين - ويلقن العدو الدرس الذي يستحقه ولن ينساه ويسقيه نفس الكأس التي يسقي بها هذا العدو الجبار اطفال ونساء وشيوخ فلسطين في كل لحظة يسقيهم مر العذاب ويحاول اخضاعهم واذلالهم دون جدوى. نقولها بالفم الملآن ليس بمقدور احد ان يوقف الانتفاضة، حينما تؤمن الشعوب بقضاياها العادلة تستطيع ان تنتزع حريتها بالقوة حتى ولو دفعت اكلافا مرتفعة فالعدو ايضا يعاني ويتمنى في كل لحظة - ان يباد شعب فلسطين بالكامل كما تمنى ذات يوم ان يبتلع البحر غزة التي صمدت في ثلاثة حروب مدمرة بين عامي 2008 و2014 وما زالت تحفر انفاقها وتواصل استعدادها ليوم مشهود كي تكتمل الصورة ولو بالمقلوب، عملية القدس العظيمة يقابلها محاولة اخضاع غزة واماتتها من الفريق المعهود ذاته، فالامم المتحدة وبالارقام تؤكد ان (قطاع غزة قد يكون اصبح بالفعل غير صالح للحياة)، فكهرباء غزة ساعتين في اليوم، ومعدل البطالة بين شبابها بلغ اكثر من 65%، ومرض السرطان يفتك بسكانها، و17 حالة وفاة حتى الان جراء سياسة عدم التحويل، بينما تستمر سياسة السلطة في تخفيض الرواتب واحالة اكثر من 600 موظف على التقاعد وغيرها وغيرها. اما معبر رفح فمآسيه دخلت جنتس منذ زمن بعيد مما اثر ويؤثر على الاوضاع الصحية - توقف 60 مختبر طبي، 10 بنوك دم، 50 غرفة عمليات هذا خلافا لتردي كافة نواحي الحياة لشعب كل ذنبه انه يريد تحرير بلده، ولوجود حماس، مع ان فلسطينيي غزة ليسوا جميعا من حماس او الجهاد او حتى فتح، والسؤال الاهم: ماذا لو اتيح لسلاح غزة - وملص من التآمر ان يفعل فعله؟ ماذا .. ماذا، بالامس الجبارين اشعلوها في القدس فماذا لو تعانق سلاح غزة مع سلاحهم؟؟