د.نضال شاكر
العزب سألني أحد الشرفاء (لماذا توقفت عن الكتابة ؟) لم أكن اريده أن يسألني، لأني إعتقدت أنه يجب أن يعرف الجواب ! هكذا أمضيت يومي حزينا, انا أناظر بقايا أقلامي وحبري ورمزيتي الخائفة الوجلة، هكذا تمضي أيامي كما الكتابة "موت معلن " فهل أضحك وأقهقه! نعم مطلوب ألا تكتب، فلا قارئ يريد الكتابة ولا محلل ولا متفهم ولا جيل يقرأ، الكتابة مستهلكة ككل المستهلك السائد، حينها نقول، "نحن في وداع الحروف" نمارس الحزن ولا نغني نرتجف مع الجوعى والمحبطين والمنكسرين واللاهثين. أولادنا لا يريدون أن نكتب، ولا أحد يريد لنهر الحبر "أن يدفق" كنا نظن الكتابة غدير يأتي بالربيع ويبلسم الجراح، يعد بالمواسم هكذا إعتقدنا قبل أن يصبح التراب رماديا ويموت الإخضرار في موت الربيع، هكذا مات الربيع؟! هي الحروف مثل "كريات الدم الحمر " تحمل الحياة والاكسجين والسكر لكل خلايا الجسم ولا تبخل ولا تميز بين دماغ وجلد! الحروف حين تتوقف "تقف الحياة " وتشنق الرقبة ويعلن السياف الموت، نعم هكذا نحن ميتون حين "لا نقول ولا نعبر! ميتون نعم حين لا نصرخ، صرختنا حتى ولو كانت الصرخة الأخيرة ، هكذا حين نتوقف عن الكتابة،هذا هو المطلوب. أن يكون القلم غصا "الراية البيضاء" مستسلمون نحن وضارعون وخائفون . نرتجف وترتجف الأيدي قبيل الإمساك بالقلم،ثم ما نفع الكتابة، ما نفع الشعر والأغاني على قارعة الطريق، ما نفع أهازيج التسول والرقص أمام السياف القاتل والحطاب القادم يريد قتلا للبقرة والعجل ان يهلك الحرث والنسل، فكيف سنكتب ؟ Nedal.azab@yahoo.com