المحامي موسى سمحان الشيخ
تشهد الساحة الفلسطينية اليوم احداثا مثيرة ربما اكثر من غيرها بما لا يقاس، ومن السهولة بمكان التوقف امام ثلاثة احداث ثلاثة تتشابك وتتلاقى بل وتتعارض لتصنع حدثا فلسطينيا بارزا ما زال يتفاعل بشدة وينتظر الكثير، ويمكن اجمال الاحداث الثلاثة كعنوانين رئيسه لفلسطين اليوم: اضراب الاسرى الفلسطينيين الذي انتصف اسبوعه الثالث بهمة واقتدار، وزيارة عباس لواشنطن ثم وثيقة حماس التي اقامت الدنيا ولم تقعدها. مع اسرانا الابطال يتزايد العدد في كل يوم، لقد ناهز الرقم 1900 اسيرا ودخلت على الخط عدة قيادات وزعامات فلسطينية اسيرة كما ازداد عدد المتأهبين وفي كافة السجون والمعتقلات الذين ينخرطون في كل لحظة للاضراب في تحد شجاع وغير مسبوق لارادة الجلاد العدو، وبالمقابل فان اسرى الماء والملح، اسرى الحرية والكرامة، تزداد المخاطر المحدقة بهم صحيا فهناك عدة حالات تتهاوى منهكة رغم التصميم المنقطع النظير كما الالتفاف الشعبي والعربي والدولي حول انتفاضة الاسرى يزداد في كل يوم وانا هنا لا اتحدث عن الجامعة العربية التي دعت اليوم الى تحقيق اممي في اوضاع الاسرى الفلسطينيين وهي كالزوج المخدوع آخر من يدري، ما زال الرهان على انتفاضة الاسرى ان تقوى وتشتد رغم الالم والمعاناة كي تتحول الى عصيان مدني شامل. اما زيارة الرئيس عباس لواشنطن فرغم استقبال ترامب لرئيس السلطة في قاعة ثيودور روزفلت استقبالا حافلا الا ان ترامب لم يذكر قط (الدولة الفلسطينية - يعني حل الدولتين - كما لم يتحدث ترامب او حتى يعد بتجميد الاستيطان) الاسوأ والاندر بانه بعد اللقاء بوقت قصير جدا عاد الناطق الرسمي باسم البيت الابيض يتحدث عن نقل السفارة من تل ابيب الى القدس اما في الكواليس فقد طلب من عباس (محاربة الارهاب وان يوقف تمويل المقاتلين المعتقلين) بكلمة: سنارة عباس لم يعلق بها سوى الطحالب رغم كيل المديح الذي كاله لترامب، مع ان تسوية لو حدثت ستكون 100% لصالح العدو الصهيوني وحتى حل الدولتين على علاقة لفظ انفاسه الاخيرة منذ مدة. الحدث الثالث وباقتضاب شديد - يستحق وقفة خاصة - فهو وثيقة حماس الاخيرة التي تدعو فيها الى اقامة دولة في حدود عام 67، وفك الارتباط بجماعة الاخوان المسلمين متجاوزه ميثاقها السابق مع انها حافظت في وثيقتها الجديدة على مرجعيتها الفكرية المستمدة من الشريعة الاسلامية، ان تطرح نفسها كحركة تحرر وطني في ثوبها الجديد ما زال موضع نقاش واخذ ورد توافق ورفض داخل الحركة نفسها، عموما ما سيحكم على صحة هذا الموقف من عدمه: استراتيجيا وحتى توقيتا هو الممارسة العملية في المرحلة القادمة.