زاوية عبدالله العظم
مخاوف المواطن الأردني من تبعات رفع الدعم عن المشتقات النفطية وأثرها السلبي على أسعار المواد الأخرى بدأت تترجم على أرض الواقع انه وبرغم التطمينات التي اتحفنا بها دولة عبدالله النسور المتمثلة بعدم المساس بقوت المواطن، وان الدعم سيصل إلى مستحقيه إلا أن الصورة الواقعية التي بدأت تظهر للعيان مخالفة تماما فجشع التجار وطمعهم سيطر وهيمن وكل أخذ رفع الدعم ذريعة لرفع سلعته وحكومتنا راقدة على قانون التجارة والصناعة ولم تحرك ساكنا في تفعيل المادة السابعة منه وهذا القانون لا نعتقد انه سيخرج من الأدراج ليتكالب التجار عليه ودفع ثقلهم لطلسمة المسؤولين والمعنين عنه. ويعلم رئيس الحكومة علم اليقين بشلليات السوق التي قيدت حكومات سبقته وبذات القيود كبلته ليقف في وسط الأزمة لا يحرك ساكنا ولا نعتقد انه يجرؤ على فصل شيء ازاء تلك القوى والتي تعتبر ذاتها ومصلحتها فوق مصالح الجميع بما فيها المواطن والحكومة وما نخشاه في الآونة القادمة تكرار المشهد الذي نجم عن رفع الدعم في الشارع الأردني في أوج الذروة السياسية التي تجتاح البلاد فلا يعني ان هدوء الحراك في هذه الأثناء بأن المسائل قد حسمت بل على العكس تماما فالشارع الأردني لا يقرأ من خلال الحراك وحسب إنما يقرأ من خلال الإحتقان والتذمر وهذا الإحتقان اخطر بكثير من القوى السياسية والحزبية التي تحرك المسيرات والإعتصامات.